اليسار يحاول العودة إلى الجنة
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

اليسار يحاول العودة إلى الجنة!

المغرب اليوم -

اليسار يحاول العودة إلى الجنة

عبد الحميد الجماهري

«ورأيت الشهداء واقفين ،كل على نجمته، سعداء بما قدموا للموتى الأحياء من أمل...»
محمد درويش!

لم يكن صباح السبت، بالمعهد العالي للإعلام، زمنا إضافيا لترتيب الحنين، بل كان اليساريون مدعوين إلى تمرين جديد في الأمل، يدخلونه من بوابة الغربة التي عادوا إليها كما في بداياتهم:بدأ هذا اليسار غريبا، وعاد غريبا.
كان زمنا مستقطعا من دوامة التنافر والتشتت التي دخلها اليسار بإرادة، تكاد تكون انفصامية، ما بين حلم الوحدة وواقع التشرذم.
وكان عليه، أن يروض الغربة بما تراكم لديه، في الفاصل الزمني بين سنوات التوهج الشعبي وبين نزلة البرد الحالية ، من خيال ثوري، وما تراكم لديه أيضا من ذكاء في الروح.
يستطيب اليسار غربته، ويعطيها اسما آخر: التعددية المنزوعة المعنى..
يستطيب أيضا نومه في سرير الحنين، ويسميه سحر الثورة الخفي، وهي تتوزع بين واقعية عاطلة عن الواقع وبين حلم عاطل عن قوة الفكرة فيه!
شخصيا ،فرحت عميقا، بالرغم من أن فرحي، عادة، يكون مثل نيون في ليلة صاخبة وهاجا وسريعا مثل طلقة هاربة.
شخصيا أوجعني هذا الفرح، لأنه صدى لفرح غائب..أفضل منه بكثير، وثانيا لأنه فرح سيظل معلقا ومشروطا بالفعل الميداني.
وهنا المعضلة..
لكن من حقنا أن نكتفي الآن ولا شك بما تحقق: أي القدرة على اجتماع لم يتم منذ عقود.
ونكتفي بما توفر لدينا من سعادة بأننا قادرون على أن نلتقي ونسأل بعضنا:مالنا في الذي تركه الشهداء والآباء والرفاق المؤسسون الذين يحضرون اليوم، أو يغيبون ، من فوق غيمة، بعيدا عن غربتهم في الأعالي؟.
من حقنا أن نفرح بنصف قلب، أو بنصف معنى أو حتى بنصف المنجز …فالطريق طويل للغاية!
ننتظر دوما، لأن الانتظار أحيانا بطولة، حتى ولو كنا ننتظر غيمة …مرتبكة.
ولأنه بطولة، فإننا أحيانا نتمنى أن يكون حملا،
ولو كان كاذبا…
ولقد غادر اليسار زنازينه..منذ سنين، لكن أقواها ظل هو الحنين، بدون خطة عمل مشتركة تنقذه وتنقذ المجتمع الذي يحلم به من يأس إيديولوجي مستحكم بأن الواقع قد أصبح أكثر قوة منه.
أمام اليسار ما كان وراءه بالضبط :مجده ، لكي يدافع عن تاريخه ومشروعيته التي يريد بها آخرون صناعة ..موته!
أمام اليسار ما كان وراءه بالضبط:مجده لكي يدافع عن حقه في مستقبل بلاده، ومستقبل كان يصنعه في الأقبية وفي الزنازين وفي المنافي..
وعليه أن يفكر جيدا حتى لا ينتزَعَ منه حاضرُه ، ويبقى مثل أرجوحة بين ماض مضى وغد لم يصل! 
لكن لا بد له من ثمن يدفعه ، لذاته ومكوناته هذه المرة من تلقاء …ضعفه، لا من تلقاء قوته، كما كان يدفعه لفائدة خصمه الطبقي أو السياسي أو حتى خصمه الوطني!
فقد بدد انتصاراته كلها، التي ربحها في حروبه الطبقية والسياسية والثقافية، الخارجية في حروبه الداخلية، وفي نزعة الاختلاء إلى نفسه، حاملا سكاكينه ، واقفا أمام المرايا ليقتل صورته في مغرب يتجدد.
له الوطن، في إعادة تعريف جديدة تنبهه إلى عودة الأوطان إلى خريطة العالم، بعد أن كانت العولمة قد شردت البلدان خارج حدودها في هلام اقتصادي شديد المراس، يُذوِّب قارات بكاملها في سلال العدم. 
وله الأرض التي يعيد تعريفها أيضا ويعيدها إلى دورتها وإلى الأفق الكوني!
لا يتجادل يساريان أن اليسار يحاول أن يندس في حاضر ضيق عليه، ويحتمي في الحنين..أو في صياغة أسئلة قريبة من التراجيديا، فيما هو تاريخيا ووظيفيا ابن الحياة المجيد، وابن الفكرة وهي تتحول إلى قوة مادية، وهو ابن الواقع المر ..
لكن اليسار، ليس فقط أفكارا رفيعة تملك ما يجب من نبوة النزاهة، بل هو أيضا ضياع القيم في تراكيب الواقع المتقلب، ما بين انهيار القيم وبين صعودها في صفوف الآخرين!
لم يعد اليسار يملك الشرعية الأخلاقية وحده، ولا الموقع الاجتماعي وحده، ولا يملك الطبقة الوسطى وحده، ولا يملك تاريخه وحده، بعد أن صارت الحداثة جزءا من بنية الدولة الحديثة إلى جانب البوليس القديم والسرايا المتجددة للمخزن الملتحي!
يفكر اليسار بغير قليل من الارتباك الشاعري:كنا في الجنة بالرغم من أن المغرب كان جحيما، لأننا كنا الأقوى والأبهى والأقرب والأمثل ، ضمن ما تسمح به نسبية الإنسان في قدرته على الصمود..
كانت هناك جنة ربما، في صناعة الأفكار، والنماذج القريبة من الملائكة:في الزهد في الحياة، في النضالية العالية في الاستعداد المرح للموت..!
لكن المغرب لم يكن جنة..ليبحث اليسار عن خطيئة أخرجته منه، اليسار قوة فعل بشرية ظل يرجئها بلا معنى وعليه أن يشعر بأن قوة فعله ليست مائدة للوداع أو اللقاء بل فكرة للحياة..!
لا بد من قوة النموذج في السيرة
وفي الحياة
وفي الديموقراطية
وفي الرفاقية
وفي الزهد
وفي نكران الذات
وفي الصدق
وفي النقد الذاتي 
وفي النقد الذاتي
وفي النقد الذاتي..
وفي الثقة في شعب ظل مهملا..
أحب ديوان سعدي يوسف:»الشيوعي الأخير يدخل الجنة«!
واليسار جنته : هي شعبه، هي شعبيته ، هي فقراؤه ….وقيمه !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليسار يحاول العودة إلى الجنة اليسار يحاول العودة إلى الجنة



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib