التأهيل الاقتصادي والتأهيل السياسي
أخر الأخبار

التأهيل الاقتصادي والتأهيل السياسي

المغرب اليوم -

التأهيل الاقتصادي والتأهيل السياسي

عبد الحميد الجماهري

التقطت عيون الملاحظين ثلاث محطات اقتصادية كبرى خلال فترة زمنية قصيرة: تدشين مشروع «رونو» الجديد، مؤتمر تنمية الأعمال بين المغرب والولايات المتحدة، والذي يشكل لقاء مرجعيا بالنسبة لرجال الأعمال بالبلدين، والذين يحضر من بينهم ممثلو فورد وجنرال موتورز وكوسموس انرجي… ثم المشاركة المغربية في اليومين القادمين، في قمة مقدمي خدمات صناعة الطيران والدفاع (آيروسبيس آند ديفانس سابلييرز ساميت.)
وهو ما يضع المغرب في حالة تأهيل اقتصادي، متواصل! وهو ما دفع رئيس منتدى كرانس مونتانا بيير إيمانويل كيرين إلى القول إن «مستقبل المنطقة يكتب في المغرب» حيث تتجسد فعالية السياسات المتبعة تحت قيادة الملك محمد السادس.
كيرين نفسه الذي تساءل « من كان يظن، قبل بضعة سنوات، أن المغرب سيصبح مصدرا للسيارات...»
إذا أضفنا إلى ذلك ما سبق أن عاشه المغرب، من قبيل «طنجة المتوسط والمحطة الشمسية نور»، تكون هذه الدورة التأهيلية قد دخلت منعطفا كبيرا للغاية… 
ومن حقنا أن نسأل: هل هناك تأهيل سياسي في مستوى الهيكلة الاقتصادية الكبرى التي تعيشها البلاد، والتي تجعل الدولة في صلب التأهيل بل التنمية؟
في الواقع التأهيل السياسي، سواء على مستوى العملية الديموقراطيةأو على مستوى النخب أو خطابها بعيدة كل البعد عن مسايرة التأهيل الاقتصادي!
وهي مفارقة تنتج عنها أعطاب كثيرة:
أولا، أن الجزء الذي تملكه الطبقة السياسية من أدوات الدولة، تستعمله لتفكيك مفهوم الدولة الاجتماعي (المقاصة، الأسعار، التفكيك المتزايد للتعليم والصحة...)
وهو ما يجعلنا أمام مفارقة مغربية بامتياز: 
1 - الدولة عندما تكون في يد ممثلي المجتمع تكون معرضة للانقراض، وعندما تكون بيد نفسها تكون عنوانا للتأهيل والقوة والقطب القادر على قيادة المستقبل!
2 - العنصر الثاني في المفارقة ، هو أن تصبح الأحزاب والطبقة السياسية كلها مقتنعة بأن البرنامج الفعلي الاقتصادي والخالق للثورة موجود بيد الدولة، وأن الفروقات بينها لا معنى لها، وبالتالي فإن السياسة تصبح هي ترتيب الطموحات والوصول إلي جوار الدولة.
وبذلك يصبح ممثلو المجتمع مجرد موجودات في ضواحي الدولة.
3 - التأهيل الاقتصادي المجالي (الشمال مثلا) جعل الأحزاب غير قادرة على تأهيل نفسها لأن الظروف شبه المنعدمة خلقت أفق انتظار مرتفعا قلما تنتبه إليه النخب التي لم تعد قادرة على تغيير الوعي وربط الساكنة بمشاريع الدولة أكثر من ربطها بقناعات الأحزاب!
هذه المفارقة بين التأهيلين سترمي بظلالها على الدورة السياسية للبلاد، وعلى طبيعة الدولة التي نتربى في أحضانها..
ولا شك أن الانتقالات الاقتصادية المتعددة التي يعيشها المغرب (دور الدولة في إنتاج الثروة وقيادة الحداثة المادية، المقاولات الجديدة …الخ). ستفرض قراءته السياسية والايدولوجية على النخب التي تجدد مشاريعها الفكرية وتعيد النظر في تحليل بنية القرار المركزي..
أو إننا نأمل على الأقل ذلكَ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأهيل الاقتصادي والتأهيل السياسي التأهيل الاقتصادي والتأهيل السياسي



GMT 10:20 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

فلسفة الوشكية

GMT 10:18 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

السلاح زينة الرجال... ولكن؟

GMT 10:16 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

«أرضنا» التي تبحث عن أصحاب...

GMT 10:12 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

غزة إذ تنهض وترقص

GMT 10:07 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

متى نطفئ حريق مها الصغير؟!

GMT 10:04 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

المؤامرة على مصر!

GMT 10:03 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

اللص العائد من الشبّاك

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib