البهلوان
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

البهلوان!

المغرب اليوم -

البهلوان

بقلم : رشيد مشقاقة

لم تخف أحوال القضاة على الخلفاء زمنا، ولم يكن الخليفة بحاجة إلى قاضي القضاة كي يحيل عليه الملف الإداري للقاضي، وليسمع رأيه واقتراحه فيه، فهو محيط بالقطاع، مالك لسكناته وحركاته، وهو رئيس السلطة القضائية ماضيا وحاضرا، وله إذا أراد أن يقف على الحقيقة فعل، ورمى بِعَرْض الحائط أضغاث أحلام نَشَرَات التنقيط إشادة أو إساءة!

احترم الخليفة القاضي المستقل، ولم يغضب الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما أجابه قاض عن دعوته له بالحضور قائلا: “القاضي يُؤتى ولا يأتي“، وجلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين يدي القاضي قائلا: “أنا من يجب أن يأتيك لا أنت“!

لم ينخدع الخليفة بما قد يُدبج القاضي من كتب في الأدب والفقه والشعر والفلسفة، فهو حَكَم بين الناس وعدله أولى من فكره، فإذا خشي على حقوق الناس من الضياع، أجلس المظلوم بجانبه بديوانه، واستدعى القاضي المتهافت، حتى إذا رَأَى ضيف الخليفة أصدر الحكم يوم غد لصالحه، خوفا من الخليفة لا من الله عز وجل!

وقف الخلفاء على القضاة المتملقين، مَاسِحِي الأحذية، المتهافتين على المناصب، وقال أحدهم للقاضي: أنا اشتريت ذات الثوب الذي ترتديه بثمن أقل مما تدعيه أنت للناس، فرد القاضي المتملق: يا سيدي أنتم تزينون الثياب فتُبخسون ثمنها، ونحن نتزين بالثياب فَنَرْفَع ثمنها، فأدرك الخليفة أن قاضيه سَلِسٌ، سهل الاستعمال والاستغلال والتصرف ففعل به ما أراد!

واجتهد كبار القضاة في زمن الخلافة في إرضاء الخلفاء، وأبدعوا في ما يرفع عن الخليفة أوزار أخطائهم.

فعندما زمجر الخليفة في وجه زوجته قائلا:

ـ أنت طالق مادامت في أرضي، استنجد بالقاضي أبي يوسف بعد أن عاد إلى صوابه، كي يكفر عن ذنبه، فحك أبو يوسف رأسه وقال له:

ـ لِتُقِم طَلِيقَتُكَ بالمسجد فهو بيت الله وليس أرضك. فجازاه عن اجتهاده بدنانير وفاكهة وهلم جرا!

لم يكن من باب الصدفة أن يقترب القضاة من دواوين الخلفاء، فقد استفاد منهم الحكام العادلون في تصريف أمور الدين والدنيا، واستقرت أرض الخلافة بانتشار العدل، وازدهار العلوم فكرا أو أدبا وفلسفة، وظلوا قضاة مدى الحياة وعاصروا أكثر من خليفة، وكان مبرر استمرارهم على ناصية القضاء قيد حياتهم متصل بِثِقْلِ وزنهم الخُلُقِي والمعرفي واطمئنان الناس إلى فتاويهم وقضائهم ومواقفهم، وسجل التاريخ حافل بنماذج من هؤلاء.

ولم يكن، أيضا، من باب الصدفة أن يقترب قضاة آخرون من دواوين خلفاء آخرين، استعملوهم في ما لا يرضي الله، وأغدقوا عليهم من رزق العباد، ووجدوا مناعتهم هشة فداعبوها، هم أيضا امتدوا بكراسي القضاء مدى الحياة، يعتقدون أن نشرة التنقيط المحبوكة هي من لها الفضل في ذلك، ونَسُوا أنَّ منظار الخلفاء والملوك كزرقاء اليمامة يراهم من بعيد، ويملك أسرار ما يدور برؤوسهم وبطونهم، ولو شاؤوا مواجهتهم بذلك لما استعصت لهم نظريات قاضي القضاة في ذلك الزمن ولا تزكيات ذوي النفوذ، هم صرفوا النظر عن ذلك لأسباب شَتى، فقد يكون القاضي من زمام تركة ضاربة في الزمن، أو لا يسلم شره متى عزل من منصبه، أو أن اقتناع الخليفة أن اسْتِشَراءَ فساد الذمم سيطيح بجهاز قضائي كامل في ذلك الزمن، فعالج الأمور بالروية والتؤدة وبعد النظر، وآثر أن تنتهي مهمة هذه الفصيل القضائي بالوفاة لا بإعفائهم أو إقالتهم أو عزلهم. قد تختلف المصطلحات بين زمن غابر وزمننا، لكن الموضوع في كلا الزمنين واحد، فقد سقط قاض كبير من عين سلطان حكيم عندما قال له:

ـ سيدي أعزك الله، افعل بي ما تشاء، أنا طوع بَنَانِكَ!

فرد عليه السلطان ساخرا:

ـ أنت قاض، ولا ينبغي أن تقول وتفعل ذلك.

لدينا من هم بيننا طوع البنان، المستمسكون بحبل الكرسي القضائي، الذي يحيطون أنفسهم بأسباب العلم والمعرفة دهاء ورياء ونفاقا!

هم لا يقرؤون التاريخ جيدا، ولا يذكرون حكاية ذلك القاضي الإمام، عندما تسلل أحد الظرفاء إلى بيته ليلا، ورسم على وجهه صورة البهلوان، وفوجئ المصلون عند صلاة الفجر بالقاضي الإمام يؤمهم على تلك الحال! فأنكروا عليه ذلك، فصاح الفاعل من خلف صفوف المصلين قائلا:

ـ أنا من فعلت ذلك، لأثبت بالفعل، أن قَاضِينَا وإمَامَنَا لا يتوضأ استعدادا للصلاة، أنتم الآن أمام بهلوان سرك وليس أمام قاضي المدينة!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البهلوان البهلوان



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib