دروس في القانون
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

دروس في القانون!

المغرب اليوم -

دروس في القانون

بقلم : رشيد مشقاقة

مزقت نسخة من الجريدة الرسمية بين أيدي قاضيين يتشاجران حول من مِنْهُمَا يُطْلِعُ رئيسهما المباشر عليها بالسُّرعةِ القصوى، وقد نتج عن ذلك أن كُتِبَتْ -على سبيل الخطأ- مراجع جريدة رسمية تتعلق بقانون المياه والغابات في منشور يتعلق بقانون الأحوال الشخصية!

وفي نازلة مشابهة، لم أجد في الخزانة العلمية -زمناً- كتابا بدأت في تلخيصه بعنوان «دروس في القانون»، فسلمه لي أمين المكتبة قائلا:

– ‘‘ردّه أحدهم بعدما ظن أنه يتعلق بالموسيقى لا بالقواعد المنظمة لحياة الأفراد داخل الجماعة’’، فلم أتمالك نفسي من الضحك!

في المثالين المذكورين آنفا حديث عن السرعة القياسية في إنجاز القوانين، وإقبالُ من لا اتصال له بها على تفسيرها، فإن كنا قبلنا، على مضض، صياغة قوانين في مختلف فروعها، من أسماها إلى أدناها، بطريقة مفبركة، عقيمة، قاصرة، فالأدهى والأمر أن تخضع هذه البدع ذاتها للتحريف والتزييف، والخروج عن الأهداف أثناء التفسير!

عجزت مدونة الأسرة، في صياغتها الحالية، عن استيعاب العديد من المنازعات الأسرية لقصور في التشريع، فحَادَ العمل القضائي عن قواعد الاجتهاد، وراكم نصوصاً قانونية أخرى لا علاقة لها مطلقا بالنص الأصلي ولا بأهداف المشرع، وأصبح لدينا تشريعان متنافران، أحدهما بيد المشرع وآخر بيد القضاء!

وتناسلت القوانين الجزئية بإفراط لا مثيل له، ففي الوقت الذي يتسع فيه قانون الالتزامات والعقود -وهو الصخرة الصامدة- في مجال المعاملات، لكل التعديلات التي استلزمها تغير حال المجتمع، بإضافة فقرة أو فقرتين إلى النصوص الأم، لجأنا إلى إنتاج التقنينات الفرعية في عملية سهلة تعكس مدى عجز مشرعي اليوم عن فهم مقاصد التشريع، ما أغْرَقَهُمْ في خضم التضخم التشريعي المتلاطم الأمواج!

أما ثالثة الأثافي فهي هذا الإقبال المنقطع النظير على تفسير نصوص القانون من أسماها إلى أدناها للوصول إلى نتائج غير منسجمة تمام الانسجام مع قواعد التفسير المتعارف عليها: نحن خرقنا قاعدة ترتيب المواد، وناضلنا من أجل استقلال أبوابها ضدا على الوحدة الموضوعية والعضوية التي تجعل التقنين كالبنيان المرصوص يشد بَعْضُهُ بعضا!

وتجرأنا حتى على أحكام الدستور، ففسرنا مضامينها خلافاً للمقاصد الكبرى التي رامها المشرع، ما ينذر بنتائج غريبة وشاذة، فمواد القانون كالكلمات المتقاطعة إذا وضعت معلومة غير صائبة في خانة عَجَزْتَ عن إتمام باقي الخانات! ولم تتحقق الغاية!

لم نتقيد في تعاطينا مع القانون بأصول التفسير وقواعده، فاجتهدنا في مورد النصوص، وقدمنا العام على الخاص، ونادينا بتقرير المصير لفصول قانونية مرتبطة أشد الارتباط ببعضها البعض، وجلسنا تنتظر الفرج منها!

إذا كان قَاضِيا الإدارة المركزية –زمنا- قد تبادلا السب والقذفِ، ومزَّقا بَيْنَ أيْدِيهِمَا نسخة من الجريدة الرسمية، كي يَرْضَى رئيسهما المباشر عن الذي جرى بها إليه قبل زميله، تم صاغ دورية في قانون الأسرة بديباجة مرجعية عن قانون المياه والغابات، بسبب السرعة القياسية القصوى التي كانت تطبخ بها نصوص القانون في عهد وزير للعدل يحرص على ضَمَان قِصَر زمن التشريع انسجاما مع شَخْصِهِ! فإن ما أراه اليوم على قنواتنا المرئية والمسموعة والإعلام المكتوب، من مبالغة غير محمودة في تفسير نصوص القانون، بما فيها الدستور وهو قانون أسمى، لنيل الرضى والقبول بطريق غير سليم، وما أعرفه عن أولئك المفسرين الذين سماهم الشارع المصري «ِتَرْزيَةِ القوانين»، الذين يشبهون صاحبي، لَمَّا اعتقد أن كتاب «دروس في القانون» يتحدث عن العود والوتر والدف والمزمار والطبل.. يجعلني أقف مكتوف اليدين، تتملكني نوبة من الضحك المرير، وأتَرَحَّمُ في خاطري على كبار رجال القانون والفقه الدستوري!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس في القانون دروس في القانون



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib