“الانتقام الديمقراطي”
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

“الانتقام الديمقراطي”!

المغرب اليوم -

“الانتقام الديمقراطي”

بقلم - جمال بودومة

رحم الله الشاعر التونسي الكبير محمد الصغير أولاد أحمد. نحن أيضا “نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد”، لذلك نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من الأسوأ. لا أحد يعرف أين تتجه بنا السيارة. كنا على درب “الانتقال الديمقراطي” وأصبحنا في “الانتقام الديمقراطي”… الطوق يشتد على الأصوات الحرة، والخناق يضيق على الأقلام المستقلة، وكل من يغرد خارج السرب يجري إخراجه من المشهد بطريقة مهينة، سواء أكان سياسيا أو حقوقيا أو إعلاميا أو رجل أعمال. الويل لمن يرفض الرقص على إيقاع “البندير” المخزني، الويل لمن يقول “لا” في زمن “نعم”. مصيره معروف: العزلة أو النفي أو الاعتقال. بمجرد ما “يخرج فيه البلان”، يتعرض لكل أنواع التنكيل والتشريد و”التتريك”، ويُرمى لتلك الكائنات الممسوخة كي تنهش لحمه. تلك الكائنات التي تمارس نباحها اليومي في الفضاء الافتراضي أو على الورق، باسم مهنة تحولت إلى إسطبل بلا بواب. يكفي أن تقرأ البذاءات التي تنشرها الجرائد الصفراء وبعض المواقع التي حظيت بدعم وزارة الاتصال، كي تقف على الحضيض الذي وصلنا إليه. ولو كانت السلطات تريد خيرا بهذا البلد الأمين، لما أرسلت عشرين شرطيا لتطويق جريدة محترمة، بل كانت وزعتهم على تلك “المراحيض”، التي يحسبها البعض “غرف تحرير”، كي يخرسوا تلك الكائنات التي تنهش في أعراض الناس، وتنشر الأكاذيب والافتراءات، وتخلط بين الصحافة والدعارة.

لا شك أن “أحداث الريف” عكرت المزاج الأمني. الدولة فقدت أعصابها في الشهور الأخيرة ولم تعد تحتمل الأصوات المزعجة، تريد أن تسمع نغمة واحدة ومكررة. لقد رجعنا – بحمد الله – إلى أيام “گولو العام زين”… إن لم تكن معنا فأنت ضدنا، وعليك أن تتحمل العواقب. من قال إن سنوات الرصاص لا يمكن أن تتكرر؟

المكتسبات الهشة التي انتزعتها حركة العشرين من فبراير، تبددت بسرعة، و”عادت حليمة إلى عادتها القديمة”: الدستور يرفض أن ينزل، والإصلاح السياسي تعثر، وعبدالإله بنكيران أمضى ولايته الحكومية يتقاتل مع “العفاريت” و”التماسيح”، إلى أن أسقطوه بـ”الكاو”. تعرض لضربة مقص مزدوجة: أعفاه القصر من رئاسة الحكومة، وأعفاه الإخوان من الأمانة العامة. هكذا أصبح “العدالة والتنمية” يقود حكومة مائعة، بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وسجل نفسه في قائمة الأحزاب الإدارية، فيما عزيز أخنوش يواصل لعبة الحاوي وسط المشهد السياسي، لم يعد يخرج من قبعته “الحمام” فحسب، بل “الوردة” و”السنبلة” و”الحصان” و”الجرّار”… وكثيرا من العجائب.

وكي نبقى في عالم السيرك، هناك طريقة مشهورة لترويض القرد كي يؤدي حركات بهلوانية أمام الجمهور: يُعزل السعدان في غرفة واحدة مع “معزة” لمدة يومين، يقضيها المروض وهو يطلب من “المعزة” أن ترقص وتحاكي ما يقوم به من حركات بهلوانية. “المعزة” طبعا تكتفي بالنظر، والثغاء من حين لآخر، لأنها غير قابلة للترويض. في النهاية يخرج المدرب سكينا ويذبحها أمام السعدان، “هذا مصير من لا يسمع كلام المروض!” القرد الذي شاهد الدم يسيل أمامه يلتقط الرسالة جيدا ويتعلم الدرس. بمجرد ما يطلب منه القيام بحركة ما يسارع في تنفيذها ببراعة تفوق تطلعات المروض!

بعيدا عن السيرك، قريبا منه، واضح أن اعتقال الزميل توفيق بوعشرين، بالطريقة الاستعراضية التي رأينا، هي رسالة مفادها أن المروض لا يلعب، وأن السكين يمكن أن تمر على الرقبة، إذا تجرأ الصحافي على التمرد والعصيان وشق عصا الطاعة، أما الأغبياء الذين ينُطّون دون حاجة إلى مروض، أولئك الذين لم يروا في توقيف زميلهم غير مناسبة للتشفي، فعليهم أن يتذكروا قصة “الثيران الثلاثة”، قبل أن يجدوا أنفسهم ذات يوم يرددون بحسرة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“الانتقام الديمقراطي” “الانتقام الديمقراطي”



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib