بيروت والكلام المغشوش
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

بيروت والكلام المغشوش

المغرب اليوم -

بيروت والكلام المغشوش

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

في بلدٍ اعتبر أن تمايزه بطوائفه المتعددة يعاني الآن من الإفراط في التعدديات التي أصابت حياته العامة، ما أدّى إلى التباسٍ بين التعددية والعددية، كما في التباساتهم القاتلة بين الطوائف والطائفية. فما قاله الراحل الإمام محمد مهدي شمس الدين إنّ الطوائف نعمة والطائفية نقمة، فإنّ هذا القول واعتماده في وصف اللبنانيين بتعدد طوائفهم؛ بأنه غنى حضاري، إلا أنّ جزءاً منهم - وليس بقليل - في ممارساته اليومية السياسية والاجتماعية والثقافية، وأحياناً الاقتصادية، يمارس أفعالاً طائفية تزيد النقمة فيما بينهم، والنقمة من الخارج.

وبين ثنائية الطوائف والطائفية، وثنائية الدولة والسلطة، تعددت الروايات. وهي ليست بالضرورة غنى في الأفكار والنصوص والمصادر أو جزءاً من حيويتها السياسية، بقدر ما أن تعددها مصدره تناقضات الأطراف الداخلية، وانعكاس النظام لمصالحها ومنافعها وصراعاتها على السلطة وارتباطاتها الخارجية. ففي المشهد الحالي ما يصيب السردية أو الرواية أو الحدث أو الخبر الرسمي أو غير الرسمي - المنقول عن السلطات الثلاث أو عن مؤسسات الدولة أو الأحزاب أو الإعلام، أو ما يُنقل على لسان بعض النخب الإعلامية أو الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية - أسير ثنائية النعمة والنقمة، بسبب أن جزءاً كبيراً منه يمكن وصفه بـ«الكلام المغشوش».

في بيروت، ارتفع حضور المبعوثين الإقليميين والدوليين فارتفعت نسبة الكلام المغشوش، بداية من زيارة الموفد المصري مدير المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، وصولاً إلى المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، وما بينهما وجود الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وما صدر من تعليقات رسمية متناقضة نوعاً ما فيما بينها، كما أنها عكست أجواء مختلفة، فكان لكل طرف لبناني روايته. ولعلّ زيارة اللواء رشاد أشبه بزيارة أحد نظرائه الأوروبيين إلى بيروت قادماً من تل أبيب، بعد أسابيع من عملية «طوفان الأقصى»، عندما حذّر المسؤولين اللبنانيين مما سمعه في تل أبيب بقوله: «لم ألتقِ إلا مجانين، فإذا لم توقفوا حرب الإسناد فإن لبنان من شماله إلى جنوبه بنك أهداف».

قد تكون رسالة رشاد ليست مشابهة لرسالة نظيره الأوروبي في التوقيت والظروف، إلا أنّ الكلام الذي خرج من بيروت بدا في ظاهره إيجابياً، وبصيغة مطمئنة للبنانيين، إضافة إلى ما نُقل عن المبعوثة الأميركية، مورغان أورتاغوس، من إيجابيات في الخطوات اللبنانية، وما نُسب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري - المعني المباشر بالوضع جنوب لبنان - من قوله إنّه لا حرب، وإنه لا صحة للتهويل، يدعو إلى الشك، بل إلى اعتباره كلاماً مغشوشاً، بعدما صدر في بيروت عن كل زيارة أكثر من رواية ونقيضها الذي يعاكسها تماماً.

ليس من المنطق أن تقول الطبقة السياسية كل ما تعرفه، ولكن ليس من المنطقي أيضاً أن يُشاع عكس ما يُقال في الخفاء. وإذا كانت الواقعية ضرورية، فحتى لو لم تكن الحرب على الأبواب، وإن كان التهويل من صنعٍ داخلي، فإنّ عدم مصارحة اللبنانيين بأنّ الحلول صعبة، وأنّ التصعيد مستمر، وأنّ تناقضات الداخل وخلافاته غير البنّاءة ليس إلا غشّاً مقصوداً وتغطية لأزمة بنيوية بين أصحاب السلطة في الداخل، ومحاولة تذاكٍ مع الخارج.

الرواية في لبنان تختلف بين ساعة وأخرى، وبين يومٍ وآخر، وبين زيارة وأخرى، وهي في أغلبها رواية مغشوشة، غير منطقية ولا واقعية، لا في سرديتها ولا في مطالبها. وهذا يتطلب نوعاً من المصارحة والواقعية مع اللبنانيين، خصوصاً أهل الجنوب، لا الكلام المغشوش. ففي النهاية، من غشّنا فليس منا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت والكلام المغشوش بيروت والكلام المغشوش



GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 10:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

قنابل علي شمخاني

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib