باليرمو ــ بيروت ــ لاهاي كنا على حق
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

باليرمو ــ بيروت ــ لاهاي... كنا على حق

المغرب اليوم -

باليرمو ــ بيروت ــ لاهاي كنا على حق

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

من صقلية إلى لبنان، تنتعش في ذاكرة اللبنانيين كمشاهدين لما يجري في بلدهم منذ نهاية الحرب الأهلية حتى الآن، أي منذ تسلم أمراء الحرب الأهلية زمام السلطة وامتلاكهم الدولة حتى إفلاسها، حكايات عن جماعة الجريمة المنظمة أو المافيا الطليانية في صقلية، ولا يغيب عن بالهم الفيلم الأكثر شهرة في تاريخ السينما العالمية «العرّاب»، ولكن في لبنان لدى كل طائفة أو جماعة مسلحة وصلت إلى السلطة (آل كورليوني) التي تنظم فسادها وترعى مصالحها، إذ تتشابه إلى حد ما تصرفات المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان مع جماعات المافيا الطليانية، ولكن الفرق أن الأولى عملت في العلن فيما الأخرى عملت سراً مع سياسيين فاسدين لتأمين مصالحها.

من باليرمو إلى بيروت، لا بد من إعادة قراءة مقال لمدير تحرير مركز «كارنيغي - الشرق الأوسط» مايكل يونغ، بعنوان «بيروت - باليرمو» يقول فيه: «إن النموذج الذي أظهرته صقلية وطبّقه لبنان بإتقان هو أن المنظمات الإجرامية العالمية الناجحة تستند إلى ميثاق بين من يتولّون الحكم ومن يرتكبون الجرائم، يقضي بأن يُكلَّف المجرمون بمسؤوليات محدّدة في الدولة، وأن تعتمد الدولة على مساعدة المجرمين في الشؤون المحظورة قانونياً». والقاسم المشترك في الحالتين أن سلطة القانون غائبة في كليهما سابقاً، أما الفارق بينهما حالياً فهو أن الدولة والمجتمع في إيطاليا قررا مواجهة هذه الحالة عبر المحاكم، إذ خاض قضاة شجعان ما بين 1986 و1992 معركة قضائية ضد زعماء المافيا في صقلية وكل إيطاليا، مما أدى إلى إضعافهم ووضع حدّ لنفوذهم، ولكن في لبنان يقول مايكل يونغ: «نقترب أكثر من الجمهورية الإجرامية الكاملة. فهنا، من يرتكبون الجرائم يتولّون هم أنفسهم مناصب رفيعة في الحكم، ويتغلغلون في أجهزة الدولة كافة». والدلائل على ما قاله يونغ كثيرة، أبرزها تعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ومردّه إلى سيطرة المنظومة الحاكمة شبه الكامل على القضاء وإخضاعه لحساب الجماعات الطائفية الحاكمة وضرب استقلاليته بعرض الحائط.

إلى بيروت، حيث تتلاشى الدولة يوماً بعد يوم وتغيب مؤسساتها، تُصر المنظومة على تعويم فسادها، ودعمه بشبكة زبائنية خدماتية داخل المؤسسات الرسمية وخارجها، وهي تُصر على إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، يوم اجتمع حشد كبير من المتظاهرين خرجوا في المدن والساحات اللبنانية كافة للمطالبة بتسمية القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام رئيساً لحكومة إصلاحية، حينها أيقظت المنظومة شياطينها وأدركت الخطر القادم من جهتين: الأولى يقظة اللبنانيين إلى نُخَبهم بأنهم يمتلكون البدائل، والأخرى أن جماعة لبنانية من خارج القيد الطائفي وقيود الطوائف قررت المواجهة، عندها استخدمت المنظومة كافة أدواتها في الاتجاهين لتشويه صورة البدائل المحتملة من أمثال نواف سلام ومَن يشبهه، وفي محاولة إفراغ الانتفاضة من داخلها وتشتيت أهدافها.

من لاهاي جاءهم الخبر اليقين، فنواف سلام الذي رفضه «الثنائي الشيعي» بحجة أنه مُوالٍ للغرب، وهاجمه أركان السلطة خوفاً على نفوذهم ومكاسبهم، انتُخب رئيساً لهذه المحكمة، وهذا ما يعطي انطباعاً عن حجم الثقة بالمهنية، فهذا التعيين بالنسبة إلى المنظومة الحاكمة إعادة تعويم دولي لاسمه من جهة، ومن جهة أخرى رسالة واضحة بأن الإصلاح لا يمر إلا عبر القضاء العادل، لأن العدل أساس الملك، وهذا ما أشار إليه نواف سلام في أول تعليق له بعد انتخابه على منصة «إكس» بقوله: «أول ما يحضر إلى ذهني في هذه اللحظة هو همي الدائم أن تعود مدينتي بيروت أُمّاً للشرائع كما هو لقبها، وأن ننجح كلبنانيين في إقامة دولة القانون في بلادنا وأن يسود العدل بين أبنائه».

نعم كنا على حق، تشرينيين وتغييرين ومعارضة، عندما منحنا نواف سلام مشروعية شعبية يستحقها، ولأن اللبنانيين لن يستعيدوا الثقة بدولتهم ومؤسساتها من دون قضاء عادل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باليرمو ــ بيروت ــ لاهاي كنا على حق باليرمو ــ بيروت ــ لاهاي كنا على حق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib