الحوار الشيعي ــ الشيعي من العراق إلى لبنان
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

الحوار الشيعي ــ الشيعي من العراق إلى لبنان

المغرب اليوم -

الحوار الشيعي ــ الشيعي من العراق إلى لبنان

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

إذا كان الحوار بين متشابهين أو متطابقين، فهو تكرار لفكرة واحدة أو إعادة إنتاج المضمون نفسه بصيغة جديدة، وهو مراوحة قاتلة لأصحابها؛ لأنه يفقدهم حيويتهم، ويفرغ سرديتهم، ويدفعهم نحو التوتر والتشدد والصدام في بعض الأحيان دفاعاً عن فكرة أو انتماء سياسي أو عقائدي، باتت جميعها تحت المساءلة الداخلية؛ أي داخل الجماعة الواحدة، أو الخارجية مع الجماعات الوطنية الأخرى.

المساءلة الداخلية هنا ليست استجواباً أو إدانة، بل فرصة لإنقاذ الأطراف المتصلبة المعرضة أكثر من غيرها للانكسار؛ لأنها بفقدانها ليونتها أو بتشددها فقدت قدرتها على التراجع، في وقت هي بأمسّ الحاجة إلى علاج سياسي واجتماعي وعقائدي يساعدها على تخطي أزماتها الظاهرة منها والمخبّأة التي لم تعد عبئاً عليها فقط، بل على جماعتها ووطنها.

المساءلة السياسية والثقافية والعقائدية تفتح سجالاً مشروعاً داخل الجماعة الشيعية في لبنان والعراق حول التوفيق بين الدولة والهوية والانتماء والدور، والعلاقة ما بين العقيدة الدينية والعمل السياسي، وكيفية فصل الحاضر عن المظلومية التاريخية وإعادة استحضارها بوجه الداخل والخارج. فمن خلال الحوار يمكن تحديد كيفية الانتقال من الهوية الخاصة المسلحة إلى الدولة الجامعة، ومن المقاومة الدائمة إلى الاندماج الدائم الذي يحدد إطار صياغة الخيارات الشيعية الوطنية بعيداً عن المحاور الإقليمية. فالحوار الداخلي هو الطريق إلى عقد وطني جديد في العراق ولبنان، يشارك فيه الشيعة كمكوّن وطني لا كجماعة طائفية، بحيث يكون السؤال الحساس هو كيفية حماية وجودهم داخل الدولة، لا منفصلين عنها.

الدعوة إلى الحوار هي درء للمخاطر ما بين خطابين متناقضين، متشابهين في تطابقهما وفي اختلافهما، في العراق ولبنان. وهو ما يفتح سجالاً داخلياً ما بين طرف يستقوي بقدراته الذاتية وحاضنته، ويتذرع بثنائية «الإجماع والوجود»، وآخر عقلاني هادئ لا يلزم نفسه بحجم التمثيل ولا امتلاك الأدوات، ويرفض الشعبوية والخوف على الوجود، ويعتمد على ثنائية «الدولة والاندماج». وهما، بقدر تباعدهما، يمكن أن يخلقا الحيز المشترك، من خلال التفاهم أولاً على سقف الأولويات وطريقة المعالجة، خصوصاً أن كافة التجارب السابقة أثبتت أن أدوات النزاع، وخصوصاً السلاح والهوية الخاصة، فشلت في أن تكون بديلاً عن الدولة والهوية الوطنية الجامعة.

في العراق، تبلور النخب الوطنية الشيعية بكافة تياراتها خطابها الدولتي، وهي تعلم أن أكثر من ثلثي الاجتماع الشيعي يتبنى هوية وطنية جامعة، وأن الانتماء إلى العراق أولاً ليس ضد الدين والعقيدة، ولا انفصالاً للعراق أو شيعته عن عمقه العقائدي، خصوصاً أنهم يمثلون مركز الثقل الروحي الشيعي في العالم، ومؤهلاتهم الذاتية والوطنية والثقافية والروحية ترفعهم إلى أن يكونوا أصحاب المشروع، لا أتباعاً لمشروع خارجي. الحوار الشيعي – الشيعي في العراق، بعيداً عن ثنائية «السلطة والسلاح»؛ أي الأحجام المفتعلة نتيجة نفوذ داخلي وخارجي، مع دعاة فكرة الدولة الوطنية، ينقذ الطرف الأول من خسارة كل امتيازاته، ومن مخاطر صدام شيعي – شيعي في العراق سيتسبب للشيعة في خسائر فادحة.

أما لبنانياً، فالحديث عن «أغلبية شيعية حاضنة لثنائية السلاح والوجود»، قد بات حالة انفصالية تجعل من الشيعة جماعة منفصلة عن محيطها، تخاطر بكافة مكتسباتها وهي تمارس هيمنة افتراضية، متمسكة بخيارات الانتحار الجماعي على خيارات الحوار الداخلي والخارجي؛ لأن الأول يؤمّن لها امتيازاتها على حساب جماعتها، في حين الثاني يمثل لها تراجعاً داخل الجماعة وخطوة إلى الوراء مع الجماعات الأخرى. وهذا نتيجة غرور واستعلاء لم يعد بالإمكان الاستمرار فيهما.

رفضُ الطرف المستقوي للحوار، في الحالتين العراقية واللبنانية، ينذر بخراب البصرة، ويحوّل الشيعة في العراق من أغلبية وطنية إلى جماعات متناحرة، وفي لبنان إلى جماعة منعزلة قابلة للانقسامات الداخلية.

وعليه، فإن من الإرث الثقافي والروحي للنخب الشيعية بكافة انتماءاتها السابقة والحالية، إلى الأطراف المرتبطة بالهويات الفرعية والسلاح والمظلومية، يبدأ درء المخاطر من داخل البيت المتعدد لا من الهيمنة على مكوناته؛ وهو الاحتكام إلى ما تقوله النجف وعلماؤها الكبار وعقلاؤها؛ لأن التحدي الأكبر أمام الجماعة الشيعية في لبنان والعراق هو معالجة معضلة السلاح وهواجس الوجود من خلال الانتقال من منطق الجماعة/ الطائفة إلى منطق المواطنة/ الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار الشيعي ــ الشيعي من العراق إلى لبنان الحوار الشيعي ــ الشيعي من العراق إلى لبنان



GMT 18:30 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وادي الكنوز

GMT 18:28 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يومٌ مصريٌ للتاريخ

GMT 18:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتغيّر إيران الآيديولوجيّة آيديولوجيّاً؟

GMT 18:16 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انكسار «الطائفية» وتجدد «الأصولية»

GMT 18:14 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الغد كان أفضل

GMT 17:58 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ولا يبقى الوضع كما هو عليه!

GMT 17:54 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الميثاق الإعلامي العربي الحلم المستحيل!!

GMT 17:50 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نغمة تنال من المتحف

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib