إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم!

المغرب اليوم -

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

يعطي ذهاب رجال دين مسيحيين إلى معلم مليتا في جنوب لبنان، وهو معلم أقامه «حزب الله» لتمجيد «تحرير» الشريط الحدودي الذي كانت تحتلّه إسرائيل، فكرة عن رؤية ايران لمستقبل لبنان. من مليتا، يمكن تصوّر الوضع المسيحي في بلد، اسمه لبنان، واقع تحت الاحتلال الإيراني.

في لبنان، كما يريده «حزب الله» والذي كشفته زيارة رجال الدين المسيحيين لمليتا، يعيش المسيحيون في حماية الحزب ورعايته.

هذا هو التصوّر الإيراني للبنان. ينفذ المسيحيون المطلوب منهم تنفيذه كمواطنين من الدرجة الثانية، تماماً كما حال مسيحيي ايران والعراق وسورية حيث لا حقوق تذكر لهم باستثناء تمتعهم بالحماية الأمنيّة... بالكاد.

لم يعد من وجود مسيحي يذكر في ايران. إذا استثنينا الأرمن الذين وجدت لهم وظيفة معيّنة في خدمة النظام، لا يمكن الحديث عن أي أقليّة ذات شأن في ايران، بما في ذلك عرب الأحواز.

الغي الوجود المسيحي في العراق حيث وجود قديم للكنيسة. عبّرت عن هذا الوجود زيارة البابا فرنسيس الأخيرة للبلد قبل نحو عامين.

كذلك الأمر في سورية حيث يستعين النظام ببعض المسيحيين كواجهة له لا اكثر، بمن في ذلك البطريرك الأرثوذكسي (بطريرك انطاكية وسائر المشرق) وبعض المطارنة.

منذ أيّام حافظ الأسد، وظّف النظام المسيحيين في خدمة مشروعه القائم على تحالف الأقلّيات، من مسيحيين ودروز واسماعيليين وشركس وتركمان، بقيادة الطائفة العلوية التي احكمت سيطرتها على الجيش والأجهزة الأمنية والاقتصاد بمرافقه المختلفة.

نجح النظام في ذلك، بشكل تدريجي، على مدى نحو ستين عاماً. منذ 23 فبراير 1966، تحديداً، بعد الانقلاب الذي نفّذه الضباط البعثيون الثلاثة (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) الذين صدَفَ أنّهم علويون!

تختزل خطابات المديح بـ«المقاومة»، الصادرة عن رجال دين مسيحيين لا يخجلون من التزلّف، مستقبل الأيّام التي يبدو لبنان مقبلاً عليها.

يبدو مقبلاً على مثل هذه الأيام السود في حال بقيت موازين القوى الإقليميّة على حالها، وهي حال ليس ما يشير إلى أنّها ستتغيّر، خصوصاً في ظلّ استمرار هجرة المسيحيين من لبنان وتدمير مؤسساته الواحدة تلو الأخرى.

إنّها هجرة لعب، بلغة الأرقام، الرئيس السابق ميشال عون دوراً أساسياً في الدفع في اتجاهها في المرّتين اللتين اقام فيهما في قصر بعبدا.

ليست زيارة معلم مليتا لرجال دين مسيحيين، في الذكرى الـ23 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، سوى امتداد للوثيقة التي وقّعها عون مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في 6 فبراير 2006 وهي الوثيقة التي أوصلت عون مع صهره جبران باسيل إلى قصر بعبدا في 31 أكتوبر 2016.

خضع عون وباسيل في مرحلة ما بعد توقيع وثيقة مار مخايل في 2006، وحتّى قبلها، لكلّ أنواع الاختبارات.

نجحا في كلّ منها نجاحاً منقطع النظير. كانا يستاهلان أن يكونا في عداد رجال الدين الذين ذهبوا إلى مليتا، فيما البطريركية المارونيّة تتفرّج على عملية تسخيف الوجود المسيحي في لبنان بدل اتخاذ موقف واضح من الزيارة التي ترمز إلى تملّق ليس بعده تملّق وإذلال ليس بعده إذلال... وذمّية ليس بعدها ذمّية.

اثبتت الزيارة لمليتا أن على كلّ مسيحي يريد العيش في المناطق التي تحت السيطرة المباشرة لـ«حزب الله» أن يكون ذمّياً. لا مجال امامه، من اجل الحصول على الحماية والأمان، سوى أن يكون مجرّد بوق للحزب و«المقاومة» و«الممانعة».

كان طبيعياً أن يكون معظم رجال الدين الذين ذهبوا إلى مليتا من الجنوب والبقاع حيث تسهل توجيه تهمة العمالة لإسرائيل إلى أي مواطن يرفض الانصياع لمشيئة الحزب وتعليماته... والتصفيق لتدميره مؤسسات الدولة اللبنانية.

ليست زيارة مليتا سوى امتداد لوثيقة مار مخايل ولانتخاب عون رئيساً للجمهوريّة وللفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان منذ سبعة اشهر بسبب إصرار «حزب الله» على أن يكون مرشّحه رئيساً للجمهوريّة.

شاءت «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران، مرّة أخرى، تأكيد أن الاتفاق الذي وقعته مع المملكة العربيّة السعوديّة برعاية الصين لا يشمل سوى العلاقات بين المملكة و«الجمهوريّة الإسلاميّة».

في المفهوم الإيراني، لا يشمل الاتفاق الذي وردت فيه عبارة «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى» سوى الطرفين الموقعين له.

بالنسبة إلى لبنان، بالذات، لا تتحكّم ايران بمفاصل السلطة في البلد ولا تكتفي، في تحدّ واضح للجيش، بتنفيذ مناورة عسكريّة في الجنوب اللبناني في منطقة تقع في قضاء جزين فحسب، بل إنّها ترسم أيضاً مستقبل لبنان.

لم يعد ممكناً تصوّر مستقبل لبنان من خلال دور مسيحي وازن فيه، خصوصاً في ظلّ حال الضياع والفراغ والإحباط التي بات يعاني منها أهل السنّة، فيما يبحث الدروز عن حماية لوجودهم المهمّ في الجبل ومناطق اخرى.

كيف يقبل رجال دين مسيحيون القيام بما قاموا به في مليتا متجاهلين دور «حزب الله»، منذ تأسيسه في تدمير مؤسسات الدولة وطرد المسيحيين من بيروت الغربيّة على مراحل بغية الحلول مكانهم، أكان ذلك في المصيطبة والمزرعة وزقاق البلاط ورأس بيروت واحياء أخرى، مثل القنطاري، كانت في الماضي القريب مناطق مختلطة؟

لا يمكن في طبيعة الحال حصر الموضوع بالمسيحيين، خصوصاً في ضوء ما تعرّض له السنّة والدروز في مناطق معيّنة، في بيروت نفسها وفي الشويفات، على سبيل المثال وليس الحصر.

لكنّ الواضح أنّ زيارة رجال دين مسيحيين لمليتا تعطي فكرة عن حال الترهّل والخنوع التي يعاني منها الوجود المسيحي في ظلّ إصرار لدى ايران على أن تكون الطرف الذي يحدّد مَن هو الماروني الذي سيكون في قصر بعبدا.

تعكس زيارة مليتا، إلى حدّ كبير، حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم. تعكس أيضاً حال التخلي العربي والأوروبي والأميركي عن لبنان الذي يفقد يومياً المزيد من مقومات وجوده... من بينها الوجود المسيحي الوازن فيه.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib