من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

من عقدة فيتنام... الى عقدة أفغانستان

المغرب اليوم -

من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

ما بدأ بخطأ لا يمكن الّا ان ينتهي بخطأ آخر اكثر فظاعة. لم يكن من خيار آخر لدى إدارة جو بايدن سوى الانسحاب من أفغانستان وإن في ظروف اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها في منتهى الفوضى. ستترك نتائج الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان وطريقة خروجها منها انعكاسات على السياسة الأميركية في المستقبل. ستحلّ عقدة أفغانستان مكان عقدة فيتنام التي عانت منها الإدارات المتلاحقة منذ العام 1975 طويلا.

هناك حرب استمرّت عشرين عاما كلفت اميركا ما يمكن ان يصل الى الف مليار دولار وثمّة من يقول اكثر. فشلت الولايات المتحدة من إقامة نظام قابل للحياة في أفغانستان بعد ازاحتها حكم "طالبان" الذي كان يؤوي أسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" الإرهابي، هذا التنظيم الذي كان وراء "غزوتي واشنطن ونيويورك" في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001. اتخذ بايدن قرارا بالانسحاب نظرا الى انّ ادارته تعرف تماما انّ لا خيار آخر امام اميركا سوى الخروج عسكريّا من أفغانستان يوما. لماذا، اذا، الانتظار ودفع مزيد من الاثمان في حرب يستحيل الانتصار فيها؟

في هذا السياق، يبدو قرار الرئيس الأميركي منطقيّا الى حدّ بعيد. ما ليس منطقيّا هو الخطأ الذي ارتكبته الإدارة عندما عجزت عن تنظيم الانسحاب العسكري. تبيّن بكل وضوح انّ اميركا كانت في أفغانستان طوال عشرين عاما، لكنها بقيت لا تعرف شيئا عنها وعن قوّة "طالبان" ومدى انتشارها. لعلّ اهم ما كانت تجهله اميركا مدى هشاشة النظام الذي على رأسه اشرف غني خليفة حامد كرزاي. سارع اشرف غني الى الفرار من كابول. تبيّن بكلّ بساطة انّ عشرين عاما لم تكن كافية لبناء جيش أفغاني يستطيع الصمود لايّام قليلة امام "طالبان". لم تكن عشرون عاما كافية لمعرفة خبايا أفغانستان وخبايا "طالبان" التي تحاول حاليا تغطية تخلّفها عبر حملة علاقات عامة وجد من ينظّمها لها. عاجلا ام آجلا، سيتبيّن ان "طالبان" لا يمكن ان تتغيّر نظرا الى ان لا علاقة لها من قريب او بعيد بايّ سمة حضاريّة في هذا الكون.

في أساس الخطأ الذي ترافق مع الانسحاب العسكري في أفغانستان، خطأ آخر ارتكبته اميركا في العام 2003 عندما قرّرت إدارة جورج بوش الابن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان والانتهاء من "طالبان" والتنظيمات الارهابيّة الأخرى المنتشرة في أفغانستان بحماية "طالبان". في مقدّم هذه التنظيمات كان تنظيم "القاعدة" الذي لم يستطع إيجاد موقع له في مناطق افغانيّة مختلفة فحسب، بل استطاع ايضا إقامة علاقات مع ايران.

لم يكن طبيعيا دخول اميركا حربا أخرى في وقت لم تنته من حرب أفغانستان ومن دون الذهاب الى لبّ المشكلة، أي العلاقة بين الاستخبارات العسكريّة الباكستانيّة من جهة و"طالبان" من جهة أخرى. بدل التركيز على باكستان التي لعبت دورا مهمّا في ولادة "طالبان" والذهاب الى أساس المشكلة... ذهبت اميركا الى العراق من دون أيّ دليل على وجود علاقة بين نظام صدام حسين و"القاعدة". لا يعني ذلك ان الدفاع عن النظام العراقي السابق ممكن بمقدار ما يعني ان التخلّص منه جرى بالطريقة الخطأ والتوقيت الخطأ. هذا ما دفعت اميركا ثمنه في أفغانستان وما زال تدفعه الى اليوم.

لم يتضح بعد، وقد لا يتّضح يوما، من اخذ اميركا الى حرب أخرى في وقت لم تكن انتهت من حربها على الإرهاب في أفغانستان. كلّ ما تسرّب عن الامر أنّ بول ولفويتز نائب وزير الدفاع في عهد بوش الابن سارع الى المناداة بالانتقام من "القاعدة" في العراق. بادر إلى ذلك بعد ساعات من "غزوتي نيويورك وواشنطن" في اجتماع لكبار المسؤولين الاميركيين في منتجع كامب ديفيد بعيدا عن العاصمة. تصدّى كولن باول وزير الخارجية، وقتذاك، لولفويتز مؤكّدا ان ليس ما يثبت وجود علاقة بين نظام صدّام حسين و"القاعدة". لم يكن لدى نائب وزير الدفاع من ردّ. لكن ولفويتز قال بعد ذلك في سياق مقال طويل نشرته في حينه مجلة "فانيتي فير": "زرعت البذور"، أي انّه زرع بذور فكرة الذهاب الى العراق الذي عانى بدوره من نتائج حرب اميركيّة غير مدروسة أدت الى فشل ذريع بتكاليف مادية وانسانيّة باهظة، إضافة الى خلل في التوازن الإقليمي صب في مصلحة ايران إن في منطقة الخليج او في الشرق الأوسط.

لا يمكن للخطأ سوى ان يجرّ الى خطأ آخر. ما حصل من فشل في أفغانستان بدأ بخطأ الذهاب الى العراق لأسباب ما زالت مجهولة. مثلما لم تفهم الإدارات الأميركية، من ادارة جورج بوش الابن... الى إدارة جو بايدن، مرورا طبعا بإدارة باراك أوباما العراق، لم تفهم أفغانستان. لم تدرك كلّ هذه الإدارات معنى تقديم العراق على صحن من فضّة الى ايران. لم تدرك أيضا ما هي حركة "طالبان" وانّ "طالبان" لا يمكن ان تتغيّر مهما وضعت من المساحيق على وجهها وبغض النظر عن وجود من يقدّم لها النصائح كي تبدو وكأنّها تغيّرت. يظلّ الموقف من المرأة من خلال اجبارها على ان تكون مواطنا من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة المقياس الاهمّ في الحكم على أي نظام او تنظيم سياسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان من عقدة فيتنام الى عقدة أفغانستان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib