كسر الحلقة المقفلة في اليمن
الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير
أخر الأخبار

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

المغرب اليوم -

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

بقلم-خيرالله خيرالله

قبل كلّ شيء، لا يمكن إلا الترحيب بأيّ أخبار إيجابية تأتي من اليمن. هناك حاجة إلى تفادي مأساة إنسانية أكبر من تلك التي يتعرض لها اليمنيون منذ سنوات عدّة. يكفي اليمنيين ما عانوه منذ العام 2011 عندما اعتقد الإخوان المسلمون أن في استطاعتهم سرقة الانتفاضة الشعبية التي قامت في وجه النظام القائم، وتجييرها في مصلحة الاستيلاء على السلطة غير آبهين بأمرين. الأول أن نظام علي عبدالله صالح، الذي اغتاله الحوثيون قبل عام تقريبا، لم يكن لقمة سائغة، والآخر أن الحوثيين (أنصارالله)، ومن خلفهم إيران، كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض على صنعاء. هذا ما حصل في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014.

المهمّ الآن أن يكون هناك أساس لحل سياسي يؤدي إلى تجنب الكارثة الإنسانية الأكبر. يكفي اليمنيين ما مرّوا به في السنوات القليلة الماضية في ظلّ انسداد كامل للمخارج السياسية وانتشار الجوع والمرض في كلّ مكان. لعلّ الوضع البائس لمدينة كبيرة مثل تعز، ذات التاريخ العريق، يعطي فكرة عن أن الجمود في اليمن ليس سوى الطريق الأقصر إلى تفتيت البلد وتشظيه أكثر مما هي عليه الحال هذه الأيّام.

هل بدأت تتوافر الشروط لحل سياسي بعدما ضغطت القوى الدولية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل الوصول إلى شبه هدنة في الحديدة، تلاها إعلان الحوثيين عن وقف إطلاق الصواريخ وإرسال طائرات من دون طيّار “في اتجاه السعودية والإمارات”؟

يقول المنطق، المدعوم بتجارب الماضي القريب، أن لا مجال لأيّ مقارنة بين وقف الهجوم من أجل تحرير ميناء الحديدة، بما يمثله من أهمّية استراتيجية، وإطلاق صواريخ في اتجاه المملكة، في حين أنّه مشكوك في أمر بلوغ هذه الصواريخ دولة الإمارات. سيظل السؤال الأساسي الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا هل يمتلك الحوثيون حرّية قرارهم ويقبلون باستعادة حجمهم الطبيعي… أم يستمرون في مشروع لا أفق له من أي نوع كان، باستثناء تعميق المأساة اليمنية وخلق المزيد من التخلّف؟

لا أحد يلغي أحدا في اليمن. ما يبدو مطلوبا أكثر من أي وقت هو البحث عن طريقة تؤمّنُ مشاركة أكبر عدد من القوى السياسية في الشمال والجنوب والوسط في أي حوار وطني

الأكيد أن ثمّة حاجة إلى صحوة لدى الحوثيين. لكنّ الأكيد أيضا أن ثمّة حاجة أيضا إلى إعادة تشكيل “الشرعية” كي تكون في مستوى الحدث، وكي تتمكن من التعاطي مع أيّ حل سياسي يمكن أن يطرحه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الذي لا يبدو أنّه يعرف الكثير عن اليمن وعن طموحات الحوثيين والذين يقفون خلفهم. الأسوأ من ذلك أنّه ينفّذ أجندة مرتبطة إلى حدّ كبير بأولويات أميركية وبريطانية لا تأخذ في الاعتبار ما سيترتب من ضرر على عدم إلحاق هزيمة عسكرية بالحوثيين في الحديدة تحديدا.

من الصعب الرهان على صحوة لدى الحوثيين. من يراجع الخطب التي ألقاها زعيمهم عبدالملك الحوثي منذ السيطرة على صنعاء لا يتجرأ على ذلك. كلّ ما هناك هو سلسلة من المناورات تصبّ في عملية كسب للوقت ليس إلّا. ليس لدى “أنصار الله” ما يقدمونه لليمنيين غير العيش في الأوهام وفي ظلّ الشعارات الفارغة والخطب الطنانة التي لا توفر دواء ولا تطعم جائعا ولا تؤمن مدرسة أو مستشفى. أخطر ما في الأمر أن لا وجود لأي وعي حوثي من أي نوع للوضع الذي وصل إليه المواطن العادي.

باختصار شديد، صار المواطن اليمني في الحضيض. فوق ذلك، فقد المواطن أي أمل بمستقبل أفضل. لم يترك له “أنصارالله” سوى خيار واحد هو الانتماء إلى ثقافة الموت والبؤس. هذا لا يعني في طبيعة الحال أن الحوثيين لا يمثلون شيئا في اليمن. إنهم جزء من الشعب اليمني ولا بدّ من إشراكهم في أي عملية سياسية، ولكن من دون اعتبارهم المكون الوحيد في شمال اليمن.

على الصعيد العملي، لا مفرّ من إشراك الحوثيين في أي عملية سياسية تستهدف الوصول إلى صيغة حلّ في مرحلة معيّنة. لكنّ كل تصرفات هؤلاء توحي بأنهم يريدون فرض صيغة تؤدي، في نهاية المطاف، إلى قيام دولة خاصة بهم عاصمتها صنعاء. هل يجوز ترك أهل صنعاء بما يمتلكونه من صفات حضارية تحت رحمة مجموعة غازية جاءت من الكهوف تحمل شعار “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”؟

الأكيد أن خطأ كبيرا سيرتكبه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في حال اعتقد أن في الإمكان التوصل إلى حل سياسي في ظل موازين القوى القائمة. هذه ليست دعوة إلى استئناف القتال في الحديدة، لكنها محاولة لتفادي مزيد من القتال في المستقبل. في خاتمة المطاف، إن بقاء “أنصار الله” في الحديدة يُعتبر الطريق الأقصر للوصول إلى حائط مسدود سياسيا.

سيظل السؤال الأساسي الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا هل يمتلك الحوثيون حرّية قرارهم ويقبلون باستعادة حجمهم الطبيعي… أم يستمرون في مشروع لا أفق له

بكلام أوضح، إذا حُصرت المفاوضات المقرر أن تجري في ستوكهولم بـ”أنصارالله” و”الشرعية” لن تكون هناك أي نتائج إيجابية. لا مفرّ من كسر الحلقة المقفلة التي يدور فيها اليمن. ذلك لا يكون إلّا بإخراج الحوثيين من الحديدة وبإعادة تشكيل “الشرعية” عن طريق توسيع قاعدتها. ليس طبيعيا أن لا تكون كلّ القوى المشاركة في مواجهة الحوثيين ممثلة في “الشرعية”.

في حال لم يتحقّق هذان الشرطان، سيمارس “أنصارالله” هوايتهم المفضلة. تتمثل هذه الهواية في كسب الوقت من أجل خلق واقع على الأرض. مثل هذا الأمر سهل عليهم اغتيال علي عبدالله صالح. تعود هذه السهولة إلى سبب في غاية البساطة يتمثل في عدم اكتراثهم بمستقبل الشاب اليمني العادي وحياته. مطلوب من الشاب اليمني أن يكون “مشروع شهيد” لا أكثر. مطلوب منه أن لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة ثمّ إلى الجامعة. مطلوب منه ترديد شعارات لا تطعم خبزا… وأن يقاتل من أجل انتصار المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

هل هذا ما يريده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المدعوم أميركيا وبريطانيا، أم يريد بالفعل البحث عن حل سياسي متوازن يعيد الأمل إلى اليمنيين؟ مرّة أخرى، ليس مطلوبا إلغاء الحوثيين، فلا أحد يلغي أحدا في اليمن. ما يبدو مطلوبا أكثر من أي وقت هو البحث عن طريقة تؤمّنُ مشاركة أكبر عدد من القوى السياسية في الشمال والجنوب والوسط في أي حوار وطني أو أي مفاوضات، وذلك من أجل تحديد الهدف المنشود المتمثل بالحل السياسي.

الثابت الوحيد في اليمن في الوقت الحاضر أن لا عودة إلى اليمن الواحد الذي تتحكّم به صنعاء، التي كانت تمثل في الماضي ما يسمّى بالمركز. اليمن الذي عرفناه صار جزءا من الماضي. لا مفرّ من صيغة فيدرالية أو كونفيدرالية في غياب القدرة على العودة إلى قيام دولتين منفصلتين كما كانت عليه الحال قبل العام 1990، تاريخ تحقيق الوحدة. لا أمل في بلوغ مثل هذه الصيغة إذا لم تكسر الحلقة المغلقة…
نقلا عن العرب اللبنانية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كسر الحلقة المقفلة في اليمن كسر الحلقة المقفلة في اليمن



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:45 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
المغرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 05:01 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

النفط يتراجع بفعل توقعات تجاوز المعروض الطلب

GMT 13:15 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفيزازي يُبارك زواج المغني مسلم و الفنانة أمل صقر

GMT 10:39 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

مجموعة أزياء محتشمة وعصرية لإطلالاتك في رمضان

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز تُؤكِّد أنّ "كازابلانكا" مكتوبٌ بحرفية شديدة

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

تعرفي على أفضل حليب لتسمين الرضع

GMT 03:51 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب تكشف تأثير فطر "البسيلوسيبين" في علاج مرضى الاكتئاب

GMT 05:53 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جورج حبيقة يكشف عن مجموعته الجديدة لموسم ما قبل خريف 2018

GMT 04:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

بحث طبي يكشف عن دواء جديد لداء "السكري" يُعالج الزهايمر

GMT 21:07 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الكريستالُ يحول قطع الديّكور إلى حالةِ فريّدة

GMT 04:52 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة إيمي بوني تُجدد منزلها الفيكتوري على الطراز العصري

GMT 15:54 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السلوفاكي مارك هامسيك سيعتزل كرة القدم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib