أميركا والحربان الخاسرتان
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

أميركا والحربان الخاسرتان

المغرب اليوم -

أميركا والحربان الخاسرتان

بقلم - خيرالله خيرالله

تدفع الولايات المتحدة حاليا ثمن التهاون لسنوات طويلة في التعاطي مع باكستان و'طالبان'. إنها تدفع في الحقيقة ثمن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان.

ليس إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان حدثا عاديا، هو الذي نادى في أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب العسكري من هذا البلد. إنه نقطة تحول على صعيد توجّه الإدارة الأميركية ودليل على خروجها من حال الانعزال التي حاول فرضها مساعدون لترامب كان آخرهم ستيف بانون الذي خرج، مشكورا، قبل أيّام قليلة من دائرة كبار الموظفين النافذين في البيت الأبيض.

لن يؤدي إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان إلى انتصار أميركي في الحرب على الإرهاب في بلد كان يؤوي أسامة بن لادن. لكنّ التحرّك الأميركي الأخير يشير إلى رغبة واضحة في عدم خسارة أفغانستان وتسليمها إلى حركة “طالبان” التي حمت في الماضي بن لادن و“القاعدة”، وأقامت معهما علاقات أقل ما يمكن أن توصف به أنّها من النوع الحميم. أكثر من ذلك، لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في إبقاء التوتر قائما في أفغانستان في سياق سياسة تقوم على التدخل في كلّ دول المحيط، حتّى لو كان ذلك يعني إيواء عناصر من “القاعدة” في الأراضي الإيرانية.

من يقرأ نص خطاب ترامب، الذي أعلن فيه زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، يدرك من دون أدنى شك أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تفادي انهيار كامل في ذلك البلد يصبّ في مصلحة “طالبان” والذين يدعمونها، خصوصا في باكستان.

ليس جديدا أن تشكو الإدارة الأميركية من باكستان ومن دعمها لـ“طالبان” التي ارتدّت على القوى التي دعمتها في بداية صعودها باستثناء باكستان. ليس سرا أن “طالبان” من صناعة الأجهزة الأمنية الباكستانية، على رأسها جهاز الاستخبارات العسكرية. ليس سرّا أيضا أن هناك ارتباطات ذات طابع قبلي بين “طالبان” وباكستان وذلك عن طريق قبيلة الباشتون. ما ليس سرّا في طبيعة الأحوال أن الولايات المتحدة نفسها شجّعت في مرحلة معيّنة على قيام “طالبان” وعلى سيطرتها على باكستان وذلك في إطار الانتهاء من مرحلة الصراعات ذات الطابع القبلي والمناطقي وحتّى الديني والمذهبي، في مرحلة ما بعد سقوط النظام الموالي لموسكو بقيادة محمد نجيب الله في العام 1992.

سيطرت “طالبان” على معظم أراضي أفغانستان بعد العام 1996 بدعم أميركي وباكستاني. كان ذلك في سياق تنفيذ سياسة تقوم على إيجاد نوع من التهدئة والحكم المستقر يسهل تمرير أنابيب النفط الذي تنتجه الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي… وصولا إلى باكستان التي تمتلك موانئ لتصدير هذا النفط.

في مرحلة بات فيها الحكم في كابول مهدّدا، لم يعد أمام الإدارة الأميركية سوى خيار واحد. يتمثل الخيار في منع انهيار النظام الذي قام في أعقاب العملية العسكرية الأميركية التي أخذت شكل عملية لحلف شمال الأطلسي. ردّت الولايات المتحدة على غزوتي واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001 بإسقاط حكم “طالبان” التي رفضت تسليم أسامة بن لادن زعيم “القاعدة”، الذي كان تنظيمه وراء العمل الإرهابي الذي استهدف المدينتين الأميركيتين.


تكمن مشكلة الولايات المتحدة بكل بساطة في أنّها رفضت في أيّ وقت متابعة الحملة على “طالبان” والانتهاء منها. كان مطلوبا في كلّ وقت التعاطي مع الموضوع الأفغاني على مستويين. الأول باكستاني والآخر أفغاني. تعرف الولايات المتحدة، قبل غيرها، أن وجود “طالبان” مرتبط أساسا بالدعم الباكستاني. لم تسع جدّيا في أي وقت إلى وقف هذا الدعم، كما لم تقم بعملية عسكرية واسعة تقتلع “طالبان” من المناطق التي رسّخت فيها نفوذها.

تدفع الولايات المتحدة حاليا ثمن التهاون لسنوات طويلة في التعاطي مع باكستان و”طالبان”. إنّها تدفع في الحقيقة ثمن الذهاب إلى العراق قبل الانتهاء من حرب أفغانستان. بعد أحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، عقد اجتماع لكبار المسؤولين الأميركيين في كامب ديفيد.

في هذا الاجتماع الذي نشرت وقائعه مجلة “فانيتي فير”، طرح بول ولفويتز، الذي كان نائبا لوزير الدفاع، أن يكون الردّ على العمل الإرهابي الذي نفّذته “القاعدة” في العراق. أجابه كولن باول وزير الخارجية بأن لا علاقة للنظام العراقي الذي كان على رأسه صدام حسين بـ“القاعدة” وأحداث الحادي عشر من سبتمبر. أفهم باول ولفويتز أنّ الموضوع مرتبط بأفغانستان و“طالبان” التي تؤوي أسامة بن لادن.

في مرحلة لاحقة سئل ولفويتز لماذا أثار موضوع العراق، علما أن المسؤولية تقع على “طالبان” وأفغانستان، كان جوابه “زرعت البذور”. أي أنّه زرع بذور فكرة الحرب الأميركية على العراق. في آذار – مارس من العام 2003 وفيما كانت الحرب في أفغانستان في أوجها، وفيما كان أسامة بن لادن لا يزال طليقا في حماية زعيم “طالبان” الملا عمر، ثم في حماية الباكستانيين، اجتاحت القوات الأميركية العراق.

من أخذ الأميركيين إلى العراق؟ لا يزال ذلك لغزا. خسرت الولايات المتحدة حربين بعدما كان في استطاعتها الذهاب بعيدا في الانتهاء من “طالبان” لو كرّست قدرات جيشها لذلك. كان عليها الانتصار في أفغانستان قبل البحث في كيفية التخلّص من نظام صدّام حسين وإيجاد بديل صالح، وتقديم العراق على صحن من فضة إلى إيران.

ما حصل كان تشتيتا للقوة الأميركية ولا شيء آخر. لم تستطع الولايات المتحدة إقامة نظام قابل للحياة في أفغانستان، وما زالت باكستان تلعب دور الراعي لـ“طالبان”. بات نفوذ “طالبان” في باكستان نفسها من النوع الذي لا يمكن تجاوزه، خصوصا في ظلّ ارتباطها بالأجهزة الأمنية التي ترى في الهند العدو الأول لباكستان.

من يتمتع بمثل هذه العقلية لا يمكن أن يكون في أي وقت شريكا في الحرب على الإرهاب. هل بدأت الإدارة الأميركية تفهم ذلك بعدما وجه ترامب تحذيرا شديد اللهجة إلى إسلام أباد في خطابه الأخير المتعلق بزيادة التورط العسكري الأميركي في أفغانستان بدل الانسحاب منها؟

هناك واقع لم يعد في استطاعة الولايات المتحدة تجاهله، لا في أفغانستان ولا في باكستان التي تمرّ بمرحلة انتقالية في ضوء اضطرار رئيس الوزراء نواز شريف إلى الاستقالة. هذا الواقع الجديد ينسحب أيضا على العراق الذي لم يعد قابلا للحياة كدولة موحّدة بسبب النفوذ الإيراني الطاغي أولا، والشرخ المذهبي الذي يعاني منه البلد على كلّ المستويات.

لن يؤمن ما طرحه الرئيس الأميركي انتصارا عسكريا في أفغانستان، ولن يؤدي إلى أي تغيير جذري في باكستان. ما لا يمكن نسيانه أن الأميركيين قتلوا أسامة بن لادن في آبوت آباد داخل الأراضي الباكستانية في أيار – مايو 2011.

كل ما فعله دونالد ترامب أنه أعطى إدارته فرصة للتفكير في ما يمكن عمله في حال كان مطلوبا متابعة الحرب على الإرهاب وعدم الرضوخ لباكستان في أفغانستان ولإيران في العراق. هل لدى الفريق، الذي على رأسه الجنرال هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي والجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع، ما يقدّمه لتحويل حربين خاسرتين في أفغانستان والعراق إلى حرب رابحة، في مكان ما، عن طريق البحث عن جذور الإرهاب ومن يستثمر فيه فعلا مستغلا كلّ الهفوات والأخطاء الأميركية استغلالا علميا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا والحربان الخاسرتان أميركا والحربان الخاسرتان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib