هزيمة كركوك لم تطو المشروع الكردي
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

هزيمة كركوك لم تطو المشروع الكردي

المغرب اليوم -

هزيمة كركوك لم تطو المشروع الكردي

بقلم ـ خيرالله خيرالله

لا الاستفتاء الكردي “صار من الماضي”، كما يقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ولا خسارة الأكراد لكركوك مجرّد “انتكاسة” كما يقول مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان في العراق. ما حصل في كركوك هزيمة بكلّ معنى الكلمة لا أكثر ولا أقلّ.

لا تمنع الهزيمة التي لحقت بقوات البيشمركة في كركوك من القول أن الاستفتاء الكردي ليس من الماضي، لأنّ المشروع الكردي ما زال حيّا يرزق في ظلّ ظروف لا يمكن أن تجعل من انبعاثه مسألة وقت ليس إلا.

ما يهزم المشروع الكردي المنادي بالاستقلال هو قيام عراق ديمقراطي في ظل دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية.

لا يمكن لمشروع يقوم على إنشاء دولة دينية يكون “الحشد الشعبي” عمودها الفقري جعل المشروع الكردي موضوعا منسيا، أو طيّ صفحته نهائيا.

ما يشجع على القول أن المشروع الاستقلالي الكردي ما زال حيّا يرزق، أكثر من أيّ وقت، أن ليس لدى حكومة بغداد، في ظلّ تركيبتها الحالية والذهنية التي تتحكّم بها، ما تقدّمه للأكراد، لا اليوم ولا غدا.

كان الاتفاق في مرحلة ما قبل سقوط نظام صدّام حسين على قيام “دولة فيديرالية” في العراق “ذي الأكثرية الشيعية”. حصل الأكراد في المؤتمر الذي عقدته المعارضة العراقية في لندن في كانون الأوّل – ديسمبر 2002 على “الفيديرالية” في مقابل الاعتراف بوجود “أكثرية شيعية” في العراق.

كان المؤتمر برعاية أميركية – إيرانية في الوقت ذاته. كانت إيران من تكفّل بحضور قسم من المعارضة العراقية الشيعية المؤتمر عبر الإتيان بعبدالعزيز الحكيم إلى لندن. كان في الطائرة ذاتها التي جاءت من طهران إلى العاصمة البريطانية عبدالعزيز الحكيم وأحمد الجلبي وعدد لا بأس به من زعماء الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، إضافة إلى الزعيمين الكرديين مسعود البارزاني وجلال الطالباني، الذي توفّى قبل أسابيع قليلة نتيجة إصابته بجلطة.

تبيّن بعد إسقاط نظام صدّام حسين أن الحقيقة الوحيدة الباقية هي الدولة الدينية في العراق. وهذا ما شكا منه مسعود البارزاني في الأيّام التي سبقت إعلانه عن التمسّك بالاستفتاء الكردي وبموعده في الخامس والعشرين من أيلول – سبتمبر الماضي.

لم يعد لدى البارزاني أيّ خيار آخر غير الاستفتاء، لا لشيء سوى لأنّ الحكومة العراقية تصرّفت في السنوات القليلة الماضية بصفة كونها حكومة تمثّل شيعة العراق فقط. لم يستطع حيدر العبادي، الذي بقي أسير انتمائه إلى “حزب الدعوة” إيجاد فارق كبير بينه وبين سلفه نوري المالكي الذي تحوّل إلى مجرّد وكيل لإيران في العراق بعد إعادته إلى موقع رئيس الوزراء في العام 2010. أجريت وقتذاك انتخابات تشريعية تقدّمت فيها لائحة إياد علاوي على منافسيه.

    الأكيد أن صفحة المشروع الكردي لم تطو بعد. ستكون هناك جولات أخرى كثيرة، ذات طابع سياسي وعسكري، ما دام العراق يتوجه إلى أن يكون دولة دينية أو دولة مذهبية على غرار ما هي إيران عليه الآن

لكن تفاهما بين إيران والإدارة الأميركية مكّن المالكي من تشكيل حكومة جديدة صار بعدها تحت إيران كليا. حصل ذلك في ظل استعجال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على الانسحاب عسكريا من العراق، بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تترتب على مثل هذه الخطوة، بما فيه تسليم البلد نهائيا إلى إيران.

إذا أخذنا في الاعتبار تسلسل الأحداث والظلم الذي لحق بالأكراد، لا يمكن إلا تبرير إصرار البارزاني على الاستفتاء وعلى موعده. لكنّ ذلك لا يمنع الاعتراف بأن الرجل أدخل نفسه في حسابات خاطئة، خصوصا عندما رفض أن يأخذ في الاعتبار ردود الفعل الإقليمية والدولية على الاستفتاء.

صحيح أن البارزاني حرص في خطاب له عشيّة الاستفتاء على تأكيد أن رسم حدود دولة كردستان في العراق سيكون “موضع تفاوض”، لكن الصحيح أيضا أن هذا الكلام جاء متأخرا ويشير إلى تجاهل كردي لأهمية مدينة مثل كركوك وتعقيدات ضمها إلى كردستان.

لم يكن مسموحا لسياسي في مستوى مسعود البارزاني تجاهل هذا الواقع، وما سيترتب على جعل الاستفتاء يشمل كركوك التي تعوم على بحيرة نفط، فضلا عن أن لديها تركيبة سكانية خاصة بها.

في موازاة ذلك، استخفّ رئيس إقليم كردستان بردّ الفعل الإيـراني والتـركي، كما لم يأخذ في الاعتبار أن الإدارة الأميركية ليست في وارد الذهاب بعيدا في دعم الاستفتاء على الرغم من موقف إسرائيل المؤيّد له.

في نهاية المطاف، استطاعت إيران، التي تفاهمت إلى حدّ كبير مع تركيا، توجيه ضربة قوية للأكراد ولمشروعهم الاستقلالي في كركوك. لم تكن خسارة الأكراد لكركوك بهذه السهولة متوقعة بأيّ شكل. كذلك لم يكن متوقّعا اتخاذ الإدارة الأميركية موقفا محايدا من الصراع القائم بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد. لا شك أن الموقف الأميركي ساهم، كثيرا، في إضعاف السياسة التي اعتمدها مسعود البارزاني.

إضافة إلى ذلك كله، لا بد من لوم رئيس إقليم كردستان على عدم إيلائه الاهتمام الكافي للانقسام القائم بين الأكراد. لا يزال هذا الانقسام قائما، وهو انقسام عميق لا يلغيه شبه الإجماع الكردي على الرغبة في قيام دولة مستقلة. لم يعن غياب جلال الطالباني أنّ الخط الذي يمثله انتهى. لا يزال هناك تمايز، بل انقسام، بين أربيل والسليمانية.

لم يستطع مسعود البارزاني تحويل نفسه إلى الزعيم الأوحد للأكراد مع مرض الطالباني ثمّ وفاته، خصوصا أن هناك من لا يزال يمتلك حسابات قديمة يريد تصفيتها معه مثل السيدة هيرو أرملة الطالباني. كذلك، هناك سياسيون أكراد يمتلكون رصيدا شعبيا وصدقية لديهم وجهة نظر مختلفة، كان مفترضا في البارزاني عدم تجاهلها. من بين هؤلاء برهم صالح الذي سبق وأن شغل مناصب رفيعة المستوى في الحكومة المركزية وفي حكومة إقليم كردستان التي كان رئيسها.

في ضوء التعقيدات الإقليمية والدولية، ليس مفيدا الخروج باستنتاجات نهائية باستثناء أن إيران لعبت الدور الأساسي في هزيمة الأكراد في كركوك. ظهر جليا أن لديها أوراقها التي عرفت كيف تلعبها. بعض هذه الأوراق مرتبط بـ“الحشد الشعبي”، أي بمجموعة الميليشيات المذهبية الموالية لها والتي باتت العمود الفقري للنظام الجديد في العراق. إنه العراق الذي لا يزال يقاوم وضع اليد الكاملة لإيران عليه. وبعض آخر من هذه الأوراق مرتبط بالوضع الكردي نفسه والخلافات القديمة بين أربيل والسليمانية، وهي خلافات ذات طابع عشائري وسياسي في الوقت ذاته.

أكدت إيران مرّة أخرى أنها لاعب أساسي، بل اللاعب الأساسي في العراق. لكن الأكيد أيضا أن صفحة المشروع الكردي لم تطو بعد.

ستكون هناك جولات أخرى كثيرة، ذات طابع سياسي وعسكري، ما دام العراق يتوجه إلى أن يكون دولة دينية أو دولة مذهبية على غرار ما هي إيران عليه الآن. لا شيء يطوي المشروع الكردي غير عراق ديمقراطي فيه دولة مدنية.

قيام عراق من هذا النوع من رابع المستحيلات لا أكثر ولا أقلّ. ما زرعه مسعود البارزاني قد يثمر يوما، لكنّ من المفترض برجل من هذا النوع امتلاك حدّ أدنى من الشجاعة والاعتراف بخطأ كبير في الحسابات أدى إلى هزيمة وليس إلى مجرّد انتكاسة في كركوك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزيمة كركوك لم تطو المشروع الكردي هزيمة كركوك لم تطو المشروع الكردي



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib