طاجين بنكيران بتوابل جديدة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

طاجين بنكيران بتوابل جديدة

المغرب اليوم -

طاجين بنكيران بتوابل جديدة

بقلم : توفيق بو عشرين

أعلام وطنية في كل أرجاء القاعة، وصور الملك محمد السادس موضوعة في المنصة بعناية، وأغانٍ ملتزمة وشعبية تصدح في مركب مولاي عبد الله، وتنظيم محكم في مؤتمر استثنائي منقول مباشرة على اليوتيوب وأمام الصحافة، ورسائل ود من بنكيران إلى مؤسسات الدولة، من الملكية إلى المخابرات المدنية إلى القوات المسلحة.. صناديق شفافة موضوعة أمام المنصة للتصويت ديمقراطيا على قرار تمديد عمر بنكيران سنة إضافية… هذا ليس مؤتمر حزب من أحزاب ما كان يسمى بالإدارة.. هذا حزب جذوره كبرت في العارضة، وقياداته بدؤوا راديكاليين يناوئون شرعية الحاكم، وها هم الآن يقدمون أنفسهم جزءا من الدولة، وحتى عندما يعلنون مخاوفهم من المناورات التي تحيط بالانتخابات المقبلة، فإنهم يحملون المسؤولية لحزب التحكم وليس لكل مؤسسات الدولة.
هكذا بدا المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، الذي عقد بالرباط نهاية الأسبوع الماضي، والذي وجه رسائل عدة إلى من يهمهم الأمر بأشكال مختلفة ورموز متنوعة ولغات عدة.
الرسالة الأولى كانت موجهة إلى الملكية، حيث لخص بنكيران «فلسفته» في إدارة هذه العلاقة بالقول: «نحن ندافع عن الثوابت، ونحن وراء جلالة الملك في كل المعارك التي يخوضها في الداخل والخارج. لقد قضينا 20 عاما في المعارضة وخمس سنوات في الحكومة، وأدرنا أمورنا بالتعاون والاحترام مع الملك»، لكن، في الوقت نفسه، يقول بنكيران، في شرح طبيعة هذه العلاقة المركبة التي تجمع الحزب بالملكية في بلاد لا تقاليد فيها للفصل بين العرش وبين قرارات وسياسات كبرى قد تكون محل نقاش.. يقول بنكيران: «في الوقت نفسه، نحن لسنا مسيحيين لندير الخد الأيسر للذي يصفعنا على الخد الأيمن». بنكيران يقيم هنا فصلا لم تعتده النخب السياسية التقليدية بين الاحترام والتعاون الواجب مع الملك، والتحفظ على سياسات واختيارات أطراف في الدولة قد تكون محسوبة على القصر صراحة أو ضمنا، هكذا يستطيع بنكيران أن يجمع بين نقيضين (الحكومة والمعارضة)، أن يكون الشخص الثاني في الدولة، وأن يكون المعارض الأول في المملكة لقرارات وسياسات لا يتفق معها.
الرسالة الثانية للمؤتمر الاستثنائي كانت موجهة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، ومن يعتقد بنكيران أنهم يؤيدونه في أجهزة الدولة ويراهنون عليه.. هذه الرسالة تقول إن اللعب بالانتخابات لا يهدد فقط التجربة الديمقراطية والاستقرار الذي ينعم به المغرب، بل إن المناورات تضعف الدولة في الخارج، وتجعلها هشة وغير قادرة على ربح معارك مصيرية. يقول بنكيران: «المناورات التي تحاك ضد التجربة الديمقراطية في المغرب ستكون كلفتها السياسية غالية، فإذا كنا حزبا مدافعا عن الثوابت، حريصا على الاستقرار، نظيف اليد، ملتزما بقوانينه وديمقراطيته فمن يزعجه هذا الأمر؟». بنكيران حاول أن يخيف الدولة العميقة من احتمال فبركة خارطة انتخابية بعيدة عن حقيقة ووزن كل حزب في صندوق الاقتراع، ويقول لحزبه إن كل المؤشرات تقول إنكم ستحلون في المرتبة الأولى يوم 7 أكتوبر.
الرسالة الثالثة في كلمة بنكيران كانت موجهة إلى الشعب.. إلى 13 مليون ناخب الذين يريد بنكيران أن يجعل منهم شاهدين وفاعلين في استحقاق السابع من أكتوبر، وأن يشركهم في حماية الاختيار الديمقراطي وتحمل مسؤولية ذلك، يقول زعيم العدالة والتنمية: «اليوم نُشهد الشعب على أننا لن نتراجع تحت تأثير المكر والخداع والمناورات وأنواع الإفك والتلفيق والاتهام بالباطل وغيره، والبحث عن الملفات والتفتيش في الماضي، لن نتراجع وليس لنا الحق في التراجع لأن الرفعة التي رفع بها الله رأس العدالة والتنمية جعلت من المغرب محط أنظار العالم كدولة آمنة في محيط مرتبك، ما تعاودوش تكدبو على الناس وتبغيو تقنعوهم بأن كلشي زوين في هذه البلاد إلا هذه الحكومة».
هذه الرسائل المهمة التي حملها خطاب بنكيران، وبعدها هناك رسائل إلى مناضلي حزبه الذين قال لهم: «لا تتحرجوا في التمديد لقيادتكم بعد النجاحات الباهرة التي حققتها في 2011 و2015، ولأن الاستعدادات للانتخابات على الأبواب، ولا تسمح بعقد مؤتمر عادي». ولكي يتحدى أحزاب المعارضة التي تطالب بإلغاء 300 ألف صوت التي سجلت عبر الأنترنت وضمت فئات من الشباب، حرض بنكيران حزبه وشبيبته على تنظيم حملة أكبر لتشجيع الناس على التسجيل في اللوائح الانتخابية لأن ذلك يربك حسابات من يريد التحكم في الانتخابات.
اتفق أو اختلف مع بنكيران، اتفق أو اختلف مع التمديد له سنة أو أكثر على رأس الحزب، اتفق أو اختلف مع مرجعيته وطريقته في تصريف هذه المرجعية، اتفق أو اختلف حول تجذر القناعة الديمقراطية في عقله وقلبه من عدمه، لكن لا يمكن أن تنكر أن زعيم العدالة والتنمية يضفي حيوية على الممارسة السياسية، ويقاوم بطريقته مخططات قتل روح السياسة، وجعل الأحزاب قطعا جامدة على الرقعة لا تتحرك إلا بالأوامر والتعليمات. لم يدفع كرسي السلطة بنكيران إلى بلع لسانه، ولا جعلته أبهة المنصب ينسى جذوره.. إنه يجرب خلطة جديدة للإصلاح من الداخل، وهو يعرف صعوبات هذا الخيار ومخاطره، لكنه في الوقت نفسه يعتني بأدوات الإصلاح، مثل الحزب الذي أبقى عليه حيا وقويا وموحدا، ونظافة اليد التي يعتبرها حجر الزاوية في سلوك وزرائه، والتواصل مع الناس الذي يرى أنه الملجأ الأخير، واستقلالية القرار الحزبي، حيث لم يسمح في الغالب لأحد بالاقتراب منه… هنا يختلف عمن سبقوه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاجين بنكيران بتوابل جديدة طاجين بنكيران بتوابل جديدة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib