محمد السادس يمشي على طريق الحرير
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

محمد السادس يمشي على طريق الحرير

المغرب اليوم -

محمد السادس يمشي على طريق الحرير

بقلم توفيق بو عشرين

لزيارة الملك محمد السادس للصين عنوان دبلوماسي أولا، وسياسي ثانيا، واقتصادي ثالثا. في خطاب الجالس على العرش، أمام قادة الدول الخليجية، وضع إطارا للصور التي سيلتقطها مع الزعماء الصينيين، أي أن الملك وضع تعريفا لزيارته لبيكين هذا الأسبوع. قال محمد السادس في 20 أبريل الماضي بالسعودية: (المغرب ورغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية بحلفائه، فقد توجه في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شركائه، وفي هذا الإطار تندرج زيارتنا الناجحة لروسيا، كما نتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع الهند وجمهورية الصين الشعبية التي سنقوم قريبا بزيارتها.. فالمغرب حر في قراراته واختياراته، وليس محمية تابعة لأحد). هذا هو الهدف الأول من زيارة الصين.. البحث عن شركاء جدد خارج محور فرنسا-أمريكا، ومحاولة بعث رسالة إلى واشنطن مفادها أن الرباط ليست محمية تابعة لـ«العام سام» الذي أصبحت مشاعره باردة مع إدارة أوباما، خاصة تجاه أصدقاء أمريكا القدامى، حتى إن واشنطن أقدمت على وضع إصبعها في الجرح المغربي المفتوح منذ 40 سنة في الصحراء، فالمغرب لم يصدق حكاية أن الأمين العام للأمم المتحدة «أخطأ» بوصف الوجود المغربي في الصحراء بأنه احتلال، ولم يصدق أن روس وفيلتمان مجرد موظفين لدى الأمم المتحدة، ولا يطبقان أجندة بلادهما في عملهما إلى جانب بان كي مون.
زيارة الصين، إذن، تدور حول تنويع شركاء المغرب، وبعث رسائل سياسية إلى الأصدقاء تحت عنوان مقولة الجنرال دوغول الذي كان يقول وهو لاجئ عند إنجلترا ومتضايق من تهميش الحلفاء له إبان الحرب العالمية الثانية: «فرنسا لا تعض أصدقاءها، لكنها حريصة علىأن يعرف هؤلاء أن لها أسنانا.. وأسنانا حادة أحيانا».
سيطلب المغرب من الصين موقفا أكثر من حيادي تجاه نزاع الصحراء، أو على الأقل أن تنتبه بيكين، التي تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن، إلى ألاعيب أمريكا وموظفي الأمم المتحدة الذين يريدون الضغط على بعض البلدان بورقة الانفصال المختبئ تحت شعار تقرير المصير، والصين تفهم معنى الانفصال لأنها عانت بسببه في هونغ كونغ ومازالت تعانيه في التبت وفي تايوان (إلى اليوم هناك مكتب مكلف بالشؤون التايوانية في الحكومة الصينية كتعبير عن رفض بيكين لانفصال تايوان).
بعد حديث السياسة الدولية سيأتي حديث الأرقام والمال والتجارة الحرة والتصدير والاستيراد، وهنا تتفتح شهية التنين الصيني لاتفاقيات تبادل حر ومناطق صناعية حرة لتصدير البضائع الصينية إلى إفريقيا التي تمتلك فيها بيكين أسواقا واعدة، وتجلب منها مواد أولية ضخمة لتغذية مصانعها (هناك دول في إفريقيا باعت جل غاباتها للصين، وهناك دول أخرى باعت مناجم ضخمة للحديد والنحاس ومواد أولية أخرى في باطن الأرض للمارد الصيني).
قبل عشر سنوات، جاء الصينيون إلى مدينة طنجة يريدون قطعة أرض هناك في المنطقة الصناعية يقيمون فوقها مصانعهم الضخمة للتصدير نحو إفريقيا وأوروبا، للتغلب على بعد المسافة بين القارتين، وتخفيض كلفة الإنتاج المنخفضة أصلا، ولم يطلبوا شيئا سوى قطعة أرض في طنجة وميناء على البحر الأبيض المتوسط، فتعثرت المفاوضات حول نقطة واحدة وهي الأيدي العاملة، حيث طلب المغرب تشغيل أبنائه في هذه المعامل، فيما أخبر المسؤولون الصينيون المغاربة بأن اليد العاملة التي ستشتغل في هذه المصانع موجودة في السجون الصينية، وأن الحكومة ستنقل المساجين للعمل بالمجان تقريبا في هذه المعامل خارج الحدود، حيث يشتغل العامل الصيني أكثر من 14 ساعة في اليوم وبدون حد أدنى للأجور، وبدون تغطية صحية وبدون نقابة وبدون عقد وبدون تأمين ولا تقاعد.
الصين اليوم موجودة في المغرب، وأغلبية السلع الرخيصة التي يستهلكها الفقراء، وجزء من الطبقة الوسطى، تأتي من الصين، وتدخل إلى البلاد، في الغالب، بشكل غير قانوني، إما عبر الموانئ، أو عبر الصحراء قادمة من موريتانيا، والمطلوب اليوم هو تنظيم هذه السوق وإخضاعها للمراقبة، فإدخال هذه السلع بطريقة قانونية سيسمح لـ«الشينوا» بقدم في سوقنا الصغير، لكن بطريقة لا تقتل الصناعات الخفيفة في البلاد (تخسر صناعة النسيج لوحدها في المغرب حوالي ملياري دولار سنويا بفعل الملابس التي تدخل من الصين عبر التهريب)، لكن، مع ذلك، هناك مصالح يمكن البحث عنها بين بلد صغير واقتصاد صغير وديمغرافيا صغيرة، مثل المغرب (عدد سكان شانغاي يقارب عدد سكان المغرب)، وتنين كبير يمتد لسانه إلى العالم كله بفضل نموذجه الاقتصادي الذي يخلط بين شيوعية النظام السياسي ورأسمالية النظام الاقتصادي، فالصين اليوم لاعب أساسي في الخريطة الدولية، وقد نجح ساسة الصين الجديدة في تحويل ديمغرافية بلدهم العالية (مليار و400 مليون إنسان) من نقطة ضعف إلى نقطة قوة. لقد أخرجت الحكومة الصينية 300 مليون مواطن من الفقر في الـ20 سنة الأخيرة وأدخلتهم إلى خانة الطبقة المتوسطة، وأصبحت الصين اليوم تضم حوالي 30 مليون ملياردير ينفقون على الكماليات، ويعيشون على النمط الأمريكي والأوروبي، وهو ما جعل من سوقها الداخلي ورقة تفاوض كبيرة مع الدول الصناعية الغربية، علاوة على أن صناديقها الاستثمارية في أمريكا وأوروبا تستطيع أن تخلق مشاكل كبيرة للدولة التي تفكر في مس سلامتها وأمنها.
طريق الحرير القديم الذي كان يربط الصين بإفريقيا والعالم العربي مازال سالكا، لكن على أرضية رابح رابح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد السادس يمشي على طريق الحرير محمد السادس يمشي على طريق الحرير



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib