العثماني أطلق رصاصة فارغة
التحول الرقمي بالمغرب يواجه خطر اختراق واسع بعد اكتشاف ثغرة في Forminator إخلاء طائرة تابعة لشركة الطيران "رايان إير" في مايوركا بسبب إنذار كاذب وإصابات طفيفة بين الركاب زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان
أخر الأخبار

العثماني أطلق رصاصة فارغة

المغرب اليوم -

العثماني أطلق رصاصة فارغة

بقلم - توفيق بو عشرين

للذين لا يريدون أن يضيعوا ساعة ونصف الساعة من وقتهم لمتابعة أول حوار لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في القناتين الأولى والثانية، نقول: إنه لم يأتِ سوى بمعلومتين جديدتين؛ الأولى أنه باسم الأغلبية اعتذر عن اتهام سكان الريف بالسعي إلى الانفصال والعمالة للخارج، واعترف بأن الكلام الذي قيل في منزله بسلا، وأسهم هو نفسه فيه، كان خطأ. والمعلومة الثانية أن قرار تعويم الدرهم قد جرى تأجيله إلى توقيت غير مسمى، بعدما سبق لحكومته أن أبلغت الرأي العام بدخول سياسة تعويم الدرهم حيّز التنفيذ هذا الأسبوع، ما تسبب في إطلاق حركة مضاربة في العملة الأجنبية كبد الاحتياطي المغربي من العملة الصعبة الكثير.

لم يكن رئيس الحكومة يحتاج إلى مدة ساعة ونصف الساعة، اقتطعها من وقت الجمهور ومن برامج التلفزتين الرسميتين، ليبعث رسالة صغيرة مثل هذه. كان يكفيه أن يحرر بلاغا في مكتبه بالمشور السعيد ويرسله إلى «لاماب»، أما الخروج التلفزيوني المقنع الذي يصنع الحدث في الإعلام ولدى المواطنين، فيبدو أن العثماني بعيد عنه، إلى الآن على الأقل، ليس فقط من حيث الأسلوب، ولكن أيضا من حيث الصراحة والشجاعة اللتين كان سلفه يتمتع بهما، وأقصد بنكيران الذي لم يجد العثماني ولو ثواني، في حوار طويل وممل، لذكره أو ذكر حصيلته.

كلام العثماني مثل ماء البحر كلما شربت منه تزداد عطشا، فهو تحدث عن تفاصيل وحيثيات وجزئيات كثيرة غير مهمة بالنسبة إلى رئيس حكومة، لكنه لم يتحدث في الأساسي. عندما وصل إلى عقدة أزمة الحسيمة، والمتمثلة في وجود أكثر من 140 معتقلا من شباب الريف في السجون، قال: «إن الأمر ليس في يدي، وإن الملف معروض على القضاء»، وهذا، في تقديري، هروب من تحمل مسؤولية المقاربة الأمنية والسياسة الجنائية التي تتحمل فيها الحكومة، إلى الآن، المسؤولية الأولى.

هل القضاء هو الذي أعطى الأوامر للبوليس للتدخل يوم العيد لتفريق مظاهرات سلمية بالعصي، وإراقة الدم في يوم له رمزية خاصة عند المغاربة؟ هل القضاء هو الذي كتب لوزير الداخلية التقرير الذي قال للأغلبية إن حراك الريف مجرد حركة انفصالية يمولها شعو من هولندا، فانساقوا وراءه دون حذر ودون تمحيص؟ هل القضاء هو الذي دفع النيابة العامة، الموضوعة إلى الآن في يد وزير العدل، إلى اعتقال أعداد كبيرة من شباب الحراك، وتكييف التهم الموجهة إلى المعتقلين إلى جنايات خطيرة تصل عقوبتها إلى سنوات طويلة من السجن، عِوَض البقاء في إطار جنح صغيرة، ما أجج الاحتجاجات وعمق السخط في الريف على الدولة؟ هل القضاء هو المسؤول عن الارتباك الحاصل في إدارة الأزمة من قبل السلطة (مرة تدعو الدولة إلى الحوار مع الشباب، ومرة تفتح رؤوسهم بالعصي، مرة تعترف بمشروعية مطالبهم الاجتماعية، ومرة تخون حركتهم، مرة تبعث إليهم الوزراء للاستجابة لمطالبهم، ومرة تبعث رجال التدخل السريع). هذا العزف المتناقض على آلات غير منسجمة لا يصنع لحنا بل فوضى غير خلاقة… ثم، كيف تريد من قضاة محافظين جدا، وأبناء ثقافة لا مكان فيها لاستقلالية العدالة، أن يعالجوا أزمة خطيرة بالقانون الجنائي؟

السيد رئيس الحكومة، إذا كنت تعترف بأن تخوين الحراك كان خطأ، فيجب على من قادك وحكومتك إلى هذا الخطأ أن يؤدي الثمن. أليس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة مبدأ دستوريا؟ إذن، اطلب إقالة وزير الداخلية الذي تسبب، ليس فقط، في إضعاف حكومتك والمس بصورتها لدى الرأي العام، بل تسبب في صب الزيت على النار، وإخراج أكبر تظاهرة في الحسيمة، شارك فيها أكثر من 60 ألف مواطن في مدينة كل سكانها لا يتجاوزون 52 ألف نسمة… ثم إذا كانت مطالب الريف مشروعة، وأنت كرئيس للجهاز التنفيذي متفق معها وتعترف بمشروعيتها، فكيف يبقى قادة الحراك معتقلين في السجون على مطالب مشروعة، وجلهم لم يحملوا حجرا وخنجرا في وجه رجال الأمن، فمنذ اليوم الأول حمل الحراك شعار السلمية طيلة ثمانية أشهر من الاحتجاجات، حتى إن الاحتكاكات التي جرت بين المتظاهرين ورجال الأمن جاءت بعد اعتقال قادة الحراك وليس قبل ذلك.

تأكد المغاربة اليوم أن السيد العثماني غير قادر على ملء كرسي عبد الإله بنكيران، رغم أن الأخير لم يكن يمارس كل صلاحياته، لكنه، على الأقل، كان يفتح فمه لقول الحقيقة للمغاربة، بصراحة وشجاعة كانتا تلقيان ارتياحا من قبل الرأي العام، في انتظار نضج المسار الديمقراطي وتنزيل الوثيقة الدستورية على أرض الواقع، أما السيد العثماني، فإنه يتصرف كموظف يتحدث في جزئيات بسيطة وبديهيات معروفة، وكأنه يخترع العجلة لأول مرة (التقائية البرامج، تشكيل اللجان لدراسة ملفات الاستثمار، إدارة الحوار بين الوزراء…)، وكل ذلك للهروب من الأساسي. تحدث العثماني في كل شيء سوى في السياسة، ولهذا جاء ظهوره التلفزيوني باهتا ولا يفتح شهية أحد لمتابعته من الآن فصاعدا. صدق من قال إن بنكيران سيتعب من سيأتي بعده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني أطلق رصاصة فارغة العثماني أطلق رصاصة فارغة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"

GMT 21:36 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

وفاة 7 أشخاص في حادث إنقلاب سيارة في إقليم ورزازات

GMT 20:59 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 09:47 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عارضة الأزياء جيجي حديد في إطلالات مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib