رمضان وأنواع الصيام
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

رمضان وأنواع الصيام

المغرب اليوم -

رمضان وأنواع الصيام

توفيق بوعشرين

رمضان كريم، تقبل الله منكم الصيام والقيام وأعمال الخير، أما بعد.. ها هو الشهر الفضيل يطل علينا بوجهه الصبوح فاتحاً ذراعيه لأمة الإسلام، باسطا يده لمن يريد أن يتخفف من أعباء الدنيا، وأن يرتقي إلى روحانية الدين وإلى قيمه الكبرى وإلى مقاصده العميقة، بعيدا عن التظاهر بالورع، والتشبث بالطقوس الفارغة من أي مضمون.

المغاربة يقدسون رمضان أكثر من أي شعائر أخرى في الإسلام.. ربما لأنه طقس جماعي، وفيه يختلط التدين الشعبي بالتقاليد الاجتماعية الراسخة، والطقوس الدينية بروح التضامن وقيم العائلة.. رمضان شهر للصيام عن الأكل والشرب والجنس من مطلع النهار إلى غروب الشمس. لكن هذا الصوم يمكن أن يتسع ليشمل الصوم عن الظلم والجور، والصوم عن استغلال البشر وإهانة كرامة الإنسان، والصوم عن العنف ضد المرأة والتحرش بها في الأماكن العامة، والصوم عن المس بالمال العام، وهدر الوقت، والتلاعب بمصالح الناس في المرفق العمومي، والصوم عن الكلام القبيح والعبارات العنصرية المشينة التي نسمعها كل يوم في الشارع، والصوم عن خرق قانون السير وقوانين التربية المدنية، والصوم عن تعذيب البشر والمس بسلامتهم، والصوم عن الفساد في كل مجالات الحياة العامة والخاصة…

إنه صوم يمكن أن يتسع ليشمل كل الأعطاب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعج بها واقعنا المغربي، حيث الأخلاق محصورة في الخطاب، والقيم مكانها البيت، فيما المجال العام مستباح بلا حارس ولا بواب. وظيفة الخطاب الديني الرسمي والشعبي أن يساعد الناس على ربط التدين بالأخلاق العامة، وبالتربية على القيم وليس فقط على الشعائر، فليس الصوف هو الذي يصنع الزاهد أو العابد…

في رمضان يصوم المغاربة لكن استهلاكهم للمواد الغذائية يرتفع، وفي رمضان يصلي المغاربة لكن العنف يزداد، وفي رمضان تمتلئ المساجد لكن التقوى الجماعية لا تتسع، تظل التربية المدنية متدنية واحترام الآخر في حدوده الدنيا أو أقل. في شهر الصيام تصبح الأعصاب مشدودة إلى آخر وتر فيها، والاستعداد للعنف والخصام في أوجه، لماذا لا ينفذ الصيام إلى عمق بعض النفوس؟ لماذا لا يظهر التدين الفردي على سطح الممارسة الاجتماعية؟ البعض يسمى هذا نفاقا، والبعض يقول إنه تشبث بالطقوس دون القيم، والبعض يقول إن التناقض سمة البشر، وإنه لا يوجد على الأرض إنسان تتطابق قناعته مع سلوكه مائة في المائة، دائماً هناك مسافة فاصلة. الشعوب المتقدمة هي التي تقلص المسافة بين المبدأ والمصلحة، بين القانون والغريزة، بين العدالة الجماعية والأنانية الفردية.. ترى هل نحن المسلمون عاجزون اليوم عن تقليص هذه المسافة رغم كل مخزون التدين الذي يطبع حياتنا من الصبح إلى الليل؟ متى يتطابق الدين والإيمان والطقوس والقيم والشعائر والسلوكات في حياتنا اليومية…

شهر رمضان قوس في السنة مخصص في الإسلام للمراجعة، للنقد، للعودة إلى الله، لتصحيح الاعوجاج في النفوس، للإحساس بالضعفاء والمساكين واليتامى والمهاجرين (أبناء السبيل).. شهر لمراجعة الثقافة المادية وقانون الربح والخسارة، وقاعدة لكل شيء ثمن «وليمعندوش ما يسواش»… رمضان وقفة تأمل، ووقفة رفض التطبيع مع تشييء الإنسان، مع قانون السوق، ومع ثقافة المادة، مع سطوة الغريزة، مع سلطة الرغبة. رمضان تمرين روحي وجسدي للتخلص من المادة والتعلق بالروح، وباللامادي في المخلوق. رمضان ليس فقط شهرا للعبادة والثواب استعدادا للآخرة، هو أيضا تمرين للعيش في الدنيا بسلام وتوازن، ولنشر قيم العطاء والخير والمحبة والزهد والتسامح والتضحية، ولجم الغرائز، حتى الحيوي منها مثل الأكل والشرب والجنس. إنها رياضة للتحكم في نوازع النفس البشرية، وقيادتها نحو الصلاح والخير وخدمة الآخرين دون انتظار أجر أو شكر أو ثواب إلا من خالق الناس… رمضان مناسبة لكي يضع المجتمع نفسه أمام المرآة… لكي يعيد قياس المسافة التي تربطه بالدين، بالقيم، بالروحانيات والآخرين…

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وأنواع الصيام رمضان وأنواع الصيام



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib