ألوان التطرف
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

ألوان التطرف

المغرب اليوم -

ألوان التطرف

توفيق بو عشرين

التنطع في الدين يقود إلى التشدد، والتشدد يقود إلى التطرّف، والتطرف يقود إلى الإرهاب، والإرهاب يقود إلى التوحش… هي ذي دورة الفكر الأصولي المعاصر. بدأ كل شيء من القراءة الحرفية للدين احتجاجا على حداثة الاستعمار، ثم انتقلنا من هذه القراءة، التي تقف عند الحرف ولا تصل إلى المقصد، إلى فكر إخواني منغلق يقول إن الإسلام هو الحل، ومنه انتقلنا إلى الجهاد هو الحل، وها نحن في عصر الذبح هو الحل.. شعار داعش التي ترتكب أسوأ الفظاعات باسم الدين.

حول طاولة اجتمع العالم أول أمس في نيويورك يبحث عن سلاح لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وليبيا… تحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما وضيوفه في ندوة الكبار ثم تفرقوا على قول واحد: لا مستقبل لداعش ولا مستقبل للإرهاب. إنهم يتوعدون، يهددون، يصفون، لكنهم لا يحللون جذور هذا الإرهاب، لا يقفون على المتاهات التي أدخلنا إليها الفقر والجهل والاستبداد والفوضى الخلاقة للآنسة كوندليسا رايس.

تصوروا كيف نزلنا في درج الفكر الديني من القمة إلى الهاوية.. كانت البداية جمال الدين الأفغاني، ثم تبعه محمد عبده، ثم جاء من بعده علال الفاسي ورشيد رضى، ثم نمى إلى جانبه حسن البنّا وتبعه المودودي، ثم سطع نجم سيد قطب الذي نظر لإخوانه من زنزانة السجن، ثم خرج الدكتور أيمن الظواهري فأسامة بن لادن فالملا عمر فالزرقاوي، ثم ها نحن أمام أمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، الذي جاء يبشر بسبي النساء وقطع الأعناق وقتال العدو القريب قبل البعيد.
تحول الإصلاحي إلى وهابي، والوهابي الى سلفي، والسلفي إلى جهادي، والجهادي إلى قاعدي، والقاعدي إلى داعشي، أما الأسوأ فلم نره بعد.. الأرض العربية مازالت خصبة ومازالت رحمها قادرة على إخراج كل أنواع التطرف والغضب والاحتجاج .

مشكلة التطرف، أي تطرف، سواء في الدين أو الفكر أو السياسة، أنه جواب خاطئ عن سؤال صحيح، وهنا يقع الخلط، وهنا تزل الأقدام وتحار العقول. التطرف الديني يقوم بتشخيص صحيح للواقع، يبسط أمامك مظاهر الاستبداد والفقر والظلم والتفكك والضعف والفساد والانحراف، وكل أعطاب الدولة والمجتمع، وعندما يمر من التشخيص إلى العلاج يرتكب أفظع الأخطاء، فيقتل المريض عِوَض أن يعالجه. يرى الاستبداد قائما، وعوض أن يقترح عليك الديمقراطية كعلاج يكتب لك وصفة لنظام الخلافة، حيث الشوكة أس الحكم والطاعة جوهره. يرى الظلم في كل مكان، وعوض أن يقترح عليك دولة القانون وحقوق الإنسان والمساواة كدواء، ينصحك بدولة الفقهاء وحكم العمائم. يرى المجتمع غارقا في الفقر والبؤس والحرمان، وعوض أن يقترح عليك العدالة الاجتماعية يشير عليك بقائمة مفصلة للحلال والحرام. يرى المرأة مهضومة الحقوق مبعدة عن العلم والسياسة والاقتصاد، فينصحها التطرّف بالنقاب ولزوم البيت وعدم الخروج إلا للحاجة. يرى التطرّف أننا أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج وتركب ما لا تصنع، وعوض أن يقترح علينا العلم والانفتاح على منجز الحضارة الغربية، يعرض علينا الجهاد وقتال أمريكا وأوروبا وروسيا وسبي نسائهم وفرض الجزية على كفارهم.

الأصولية المعاصرة رد فعل على الحداثة القسرية، والإسلامي الراديكالي ابن الحداثة المعطوبة، والجهادي الثوري ابن التنمية المعاقة، والداعشي، الذي هجر بلاده لقتال الشيعة والعلويين في سوريا، جندي الإحباط في المعركة الخطأ. إنها صورتنا الأخرى في مرآة الفشل الذي وصلت إليه الدولة العربية ما بعد الاستقلال.

خلف الصور والكليشهات والعناوين والمظاهر هناك حقائق مؤلمة، وهناك حساب يجب أن يدفع. التطرّف لا يقود إلى الحل بل هو المشكلة الكبرى التي تجيب عن المشكلة الأصغر منها. التطرّف حيلة الضعيف الذي لا يقدر على محاربة القوي بسلاح العلم والفكر والسياسة والحضارة، فيلجأ إلى تفخيخ نفسه والانتحار عند أول معبر يلاقيه. الإرهابي مجرم وضحية في الوقت ذاته…

الحياة أكثر تعقيدا من البساطة التي يقترحها علينا عقل التطرّف، والصراع في عالم اليوم مركب أكثر مما تراه أعين التطرّف، والمعركة أوسع مما يصل إليه سلاح التطرف…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألوان التطرف ألوان التطرف



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib