العدل والإحسان تبحث عن مخرج
باكستان تسجل 23 إصابة جديدة بحمى الضنك خلال 24 ساعة في إسلام آباد مصرع خمسة متسلقين ألمان في انهيار ثلجي بجبال الألب الإيطالية مصرع خمسة وثلاثين شخصا وفقد خمسة آخرين بسبب الفيضانات في وسط فيتنام إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق
أخر الأخبار

العدل والإحسان تبحث عن مخرج

المغرب اليوم -

العدل والإحسان تبحث عن مخرج

بقلم ـ ادريس الكنبوري

في خطوة بدت مفاجئة دعت جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة في المغرب الدولة إلى فتح صفحة جديدة معها، من خلال تصريحات للناطق الرسمي باسمها فتح الله أرسلان، الذي دعا الدولة إلى اقتراح “مبادرات” سواء من قبل جهة معينة، أو حتى من قبل شخص بعينه، بهدف طي ملف الاعتقالات “ووقف التضييق على الجماعة”.

تصريحات أرسلان جاءت في سياق تظاهرة للجماعة حول أحد معتقليها الذي يقبع في السجن منذ سبع سنوات، في إطار ملف تعود وقائعه إلى بداية التسعينات من القرن الماضي بجامعة فاس. وتعد هذه التصريحات الأولى من نوعها منذ رحيل مرشد الجماعة عبدالسلام ياسين عام 2012، ودخولها مرحلة يمكن وصفها بالتيه السياسي الذي تمثل في اتخاذ مواقف متضاربة في العديد من المحطات، والمراوحة بين نقد الدولة ونقد الحكومة والتذبذب في ما يتعلق بالموقف من الواقع السياسي.

تعكس تصريحات أرسلان وجود رغبة غير معبر عنها داخل الجماعة في المصالحة مع الدولة، وفي الخروج من وضعية الغموض الذي يشوب العديد من مواقفها، مما يقلل من جدية أطروحاتها لدى الفاعلين السياسيين والدولة في الوقت نفسه، وإن كان ذلك مكلفا في الوقت الحالي للجماعة التي مازالت تعيش في كنف مرشدها السابق، خصوصا في ما يتعلق بمقاطعة الحياة السياسية ورفض الاندماج في المؤسسات.

الواضح أن الجماعة تعيش اليوم أزمة بفعل العزلة السياسية التي وضعت فيها نفسها منذ ما يسمى بالربيع العربي وحركة 20 فبراير بالمغرب عام 2011. فخلال تلك الفترة راهنت على تحريك الشارع ودفعه إلى الاصطفاف معها، وإقناع الأطراف السياسية بالتنسيق في إطار ما تدعوه في أدبياتها “الحوار الوطني”، ورفعت شعار إنشاء “جمعية تأسيسية” لوضع دستور جديد، لكن تطورات تلك المرحلة تجاوزتها ولم تجد الجماعة بجانبها سوى حزب يساري صغير لا حضور له في الشارع هو النهج الديمقراطي الذي تحالفت معه رغم التباينات الأيديولوجية بينهما.

المفارقة في الدعوة الأخيرة إلى المصالحة مع الدولة عبر وسطاء أن الجماعة رجعت إلى الوراء بما يزيد على ربع قرن تقريبا. ففي بداية التسعينات من القرن الماضي حصلت مبادرات من أطراف مختلفة بعثها القصر إلى مرشد الجماعة عبدالسلام ياسين، كانت من بينها مبادرة قادها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وقتذاك عبدالكبير العلوي المدغري، لكن الجماعة رفضت النظر في تلك المبادرات وطرحت شروطا اعتبرها الوسطاء تعجيزية. ومنذ ذلك الوقت ظلت الجماعة تعتبر نفسها الأقوى وقادرة على الاستمرار في موقف التصلب إلى أن تنصاع الدولة وتعاود الكرة من خلال مبادرات جديدة، وهو ما لم يحصل.

غير أن التطورات التي حصلت في الفترة الماضية، ووفاة مرشد الجماعة الذي ربما كان يعتبره البعض داخلها عقبة أمام التطبيع مع الدولة، دفعت قيادتها إلى الاقتناع بأن الظروف السياسية تغيرت وبأن هناك معطيات جديدة يتعين التعامل معها وفق منهجية مغايرة. فقد كانت الجماعة في السنوات الماضية تبشر بالنموذج الإسلامي، وتحاول أن تطرح نفسها بديلا للأحزاب السياسية القائمة من منطلق المرجعية الدينية، ولكن وصول حزب العدالة والتنمية- الذي ينطلق من نفس المرجعية- إلى رئاسة الحكومة عام 2011 ثم في العام الجاري قلل من بريق هذه المرجعية التي كانت تتغذى عليها الجماعة.

أدركت الجماعة هذا الارتباط بين أداء العدالة والتنمية في الحكومة والانعكاسات السلبية التي يمكن أن تترتب عنه بالنسبة لخطابها التعبوي، فلجأت إلى اتخاذ خطابات متناقضة في موقفها من الحكومة، فلكي لا تبدو مؤيدة لحكومة عبدالإله بن كيران أصدرت بيانات تنتقد سياساتها، ولكي لا تسهم في الإجهاز على المرجعية الإسلامية المشتركة بينها وبين العدالة والتنمية أصدرت مواقف تنتقد الدولة وتعتبرها مسؤولة عن السياسات الحكومية، وبين الموقفين لم تنجح في تقديم أطروحات منسجمة.

بعد هذه التصريحات تطرح التكهنات حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه الدولة حيال الدعوة إلى المصالحة، وما إن كانت ستمد يدها إلى الجماعة أم أنها لن تأبه بها.

الدولة تدرك بأن الجماعة فقدت بريقها، وربما ستسعى إلى دفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات لكي تنتهي بقبول المشاركة السياسية. فهل تقبل الجماعة بذلك ومقابل أي ضمانات؟ وفي حال تجاهلت الدولة المطلب الأخير للجماعة فإن الأخيرة ستدخل مرحلة أكثر إحراجا أمام قواعدها وأمام الرأي العام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدل والإحسان تبحث عن مخرج العدل والإحسان تبحث عن مخرج



GMT 05:20 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

أخلاق الدولة في خطر..

GMT 13:41 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

من له مصلحة في استفزاز العدل والإحسان

GMT 14:12 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

حوار هادئ مع العدل والإحسان

GMT 06:36 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

في نقد مفهوم الخلافة

GMT 06:12 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

عبادي الجماعة ثانية !

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - إيلون ماسك يطلق ميزة جديدة في غروك لتحليل منشورات منصة إكس

GMT 09:09 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

7 فنانين مصريين أكدوا نظرية "الموهبة ليست لها وقت أو سن"

GMT 01:07 2017 الخميس ,23 شباط / فبراير

خالد عبد الغفار يشدّد على تحسين "البحث العلمي"

GMT 16:42 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

إصابة مدير سباق فرنسا الدولي للدراجات بكورونا

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

محمد باعيو يكلف الجيش الملكي 100 ألف دولار

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 11:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

أبرز صيحات موضة 2019 بأسلوب كارلا حداد

GMT 22:17 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أبرز مواصفات سيارة "Vitara" المعدلة

GMT 09:00 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

أبرز عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس

GMT 15:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مواجهة حامية بين "يوفنتوس" و"أتالانتا" لخطف بطاقة التأهل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib