المغرب يُرسم علاقاته بأفريقيا
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

المغرب يُرسم علاقاته بأفريقيا

المغرب اليوم -

المغرب يُرسم علاقاته بأفريقيا

بقلم ـ ادريس الكنبوري

يؤمن المغرب بأن مستقبله يوجد في أفريقيا، وأن مستقبل أفريقيا يوجد في الاستثمار في قدراتها والثقة في قوتها بدل الاتكاء على قوة خارجية في عالم مليء بالتحديات والرهانات والمخاطر المتنوعة.
في خطوة أخرى لتتويج شراكته الاستراتيجية مع القارة الأفريقية وإعطائها بعدا أكثر مأسسة، بعد سنوات من النهج الدبلوماسي الجديد الذي اختطه المغرب تجاه البلدان الأفريقية، أعلن العاهل المغربي محمد السادس الجمعة، خلال كلمته في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، عن إحداث وزارة منتدبة في الشؤون الأفريقية تابعة لوزارة الخارجية. قرار يذكرنا بماضي العلاقات المغربية الأفريقية في ستينات القرن الماضي مع الملك الراحل الحسن الثاني، حين أنشأ وزارة خاصة للشؤون الأفريقية عام 1963، شغلها آنذاك عبدالكريم الخطيب، في سياق حركات التحرير الوطني الأفريقية التي كان المغرب أحد أقطابها، واستطاع خلال ذلك الوقت أن يتحول إلى قبلة لعدد من الزعماء الأفارقة، قبل أن يحصل التحول مع النصف الثاني من السبعينات، عندما تم إنشاء جبهة البوليساريو الانفصالية ودخلت الجزائر على الخط، ما جعل الحسن الثاني آنذاك يتجه إلى البحث عن الشراكة مع المجموعة الاقتصادية الأوروبية، التي تحولت إلى الاتحاد الأوروبي.

تأتي هذه الوزارة لإعطاء دفعة أكبر للدبلوماسية المغربية التي سار فيها الملك محمد السادس منذ توليه الحكم عام 1999، إذ لا شك أنه أدرك بأنه ورث عن والده الراحل ملفا ثقيلا هو ملف الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية للمملكة. وقد حول ذلك الإرث إلى فلسفة للحكم ورؤية دبلوماسية بالرهان على القارة الأفريقية كمدخل إلى حل هذا الملف بشكل تدريجي.

فإذا كان الملك الراحل قد راهن على المنتظم الدولي وهيئة الأمم المتحدة لإنهاء نزاع الصحراء، من دون أن يؤدي ذلك إلى نتيجة بسبب ظروف الحرب الباردة والإكراهات الدولية والإقليمية في العقدين التاليين، فإن الرؤية الجديدة للملك الحالي ترتكز على الانخراط الفاعل في قلب المنظومة الأفريقية والبحث عن حل للنزاع الطويل من داخل العائلة الأفريقية، بوصف المغرب جزءا منها.

ويمكن القول بأن هذه الرؤية الجديدة تبلورت عمليا في بداية التسعينات من القرن الماضي، عندما ناقش- وهو ولي للعهد- أطروحة لنيل الماجستير حول التعاون العربي الأفريقي من خلال العلاقات الثنائية المغربية الليبية. ولهذا السبب لا تبدو السياسة الأفريقية الحالية للمغرب ناتجة عن قراءة متأخرة للمعطيات في العقد الأخير، بقدر ما هي مرتكزة على القناعات الشخصية للملك منذ أكثر من عقدين.

نجح المغرب في أن يستعيد مقعده في منظومة الاتحاد الأفريقي بعد ما يزيد على ثلاثة عقود من الغياب، احتجاجا على موقف سلفه، منظمة الوحدة الأفريقية، في القبول بعضوية ما يسمى “الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية” بدعم واضح من النظام الجزائري آنذاك، وبعض العواصم الأفريقية التي كانت تدور في فلكه. وكان التناقض بينا، فقد أنشئت منظمة الوحدة الأفريقية في تلك الفترة كأفق للحفاظ على الكيانات الوطنية الناتجة عن الاستقلالات السياسية الحديثة وتعزيز وحدتها، ولكنها بذلك القرار نسفت الأطروحة الأساسية التي بنيت عليها، وقبلت، لدواع سياسية وجيوستراتيجية، دويلة على الورق ليست لها مقومات الدولة وتقودها حركة ميليشياوية. وقد أظهرت تجربة المنظمة، طيلة العقود الماضية، أنها عاجزة عن التعامل مع المشكلات الإقليمية المتولدة عن مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي، في الوقت الذي ازداد الوضع سوءا كنتيجة للانقسامات والاصطفافات، وتحولت إلى كيان ميت، الأمر الذي استشعره القادة الأفارقة الذين أدركوا مأزق هذا التجمع الأفريقي فاستبدلوا اسمه بآخر هو الاتحاد الأفريقي، على أمل أن يصبح تجمعا إقليميا لدول ذات إرادات مستقلة، ويغلّب هواجس الوحدة على هواجس الانقسام، تفاؤلا بتجربة الاتحاد الأوروبي.

فهم المغرب هذه التحولات الكبرى التي تعتمل في قلب القارة، في حقبة ما بعد الحرب الباردة وتداعياتها، والطموح الأفريقي إلى لعب دور قاري ودولي يناسب المرحلة الجديدة التي تطبعها التنافسية ولا تعترف بالكيانات الهشة، والتهديدات الإرهابية التي لم تعد قاصرة على بلد دون آخر، ومخاطر انزلاق الحركات الميليشياوية إلى لعب أدوار مزدوجة، إذ الطابع المميز لمثل هذه الحركات الانتهازية وتوظيف المتغيرات لا الإيمان بالثوابت، وهو ما دفعه إلى إطلاق دينامية جديدة، تمثلت في عشرات الجولات التي قام بها الملك خلال السنوات الأخيرة وشملت مختلف أنحاء أفريقيا، توجت بتوقيع ما يزيد على مئة اتفاقية تعاون مع مختلف هذه البلدان تغطي مختلف أوجه النشاط الاقتصادي والثقافي والسياسي، وفتح سفارات مغربية في عدد من البلدان الأفريقية التي لم تكن للمغرب علاقات دبلوماسية معها طوال عقود، وكانت حكوماتها مؤيدة للأطروحة الانفصالية لدى البوليساريو، ليتوج كل هذا المسار بالعودة الرسمية للمغرب إلى الاتحاد الأفريقي أثناء القمة الأفريقية في أديس أبابا في يناير الماضي.

يؤمن المغرب بأن مستقبله يوجد في أفريقيا، وأن مستقبل أفريقيا يوجد في الاستثمار في قدراتها والثقة في قوتها بدل الاتكاء على قوة خارجية، ولذلك أعطى لمفهوم الشراكة دفعة قوية عبر تعزيز مسار الدبلوماسية الاقتصادية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يُرسم علاقاته بأفريقيا المغرب يُرسم علاقاته بأفريقيا



GMT 17:27 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حكاية عن تونس

GMT 12:23 2023 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بند حادى عشر

GMT 22:12 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

فضاءات مغربية

GMT 18:59 2023 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من استضافة المغرب لكأس أفريقيا.

GMT 18:13 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

دبلوماسية الكوارث الطبيعية

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib