لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون؟

المغرب اليوم -

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون

ادريس الكنبوري

في الثلاثينيات من القرن الماضي ألف شكيب أرسلان كتابه الشهير"لماذا تأخر المسلمون؟ولماذا تقدم غيرهم؟"، انتقد فيه الأوضاع في الشرق وهاجم الذين وصفهم بالجامدين من المسلمين، الذين اعتبرهم علة التخلف، وتطرق إلى الانحراف في الدين وغياب الأخلاق بوجه خاص، وسيادة الخيانة بين العلماء والأمراء. والغريب أن الكتاب جاء بمثابة رد على سؤال لأحد القراء وجهه إلى جريدة"المنار" لرشيد رضا، التي كان يكتب فيها أرسلان مقالاته الفكرية والسياسية، وفي السؤال:"ما الأسباب التي ارتقى بها الأوروبيون والأمريكانيون واليابانيون ارتقاء هائلا؟وهل يمكن أن يصير المسلمون أمثالهم في هذا الارتقاء إذا تبعوهم في أسبابه مع المحافظة على دينهم أم لا؟".

سؤال أرسلان هو ما سبق أن انكب عليه رواد النهضة منذ نهاية القرن التاسع عشر، من أجل أن يخلقوا"تنويرا"إسلاميا جديدا يحدث ثورة في الفكر الإسلامي آنذاك، لذلك ركزوا في مشروعهم على أهمية التربية والتعليم، كجسر ضروري أو "مرحلة انتقالية" من التخلف إلى النهضة. وبعد أزيد من مائة عام، تبين فعلا أن التعليم هو العقبة الرئيسية، بدليل أن هذا الجسر هدم مرات عدة في جميع البلدان العربية وبنيت مكانه جسور جديدة هدمت، تحت شعار إصلاح التعليم، وما زال هذا الجسر يهدم ويبنى في كل مرة، إلى الآن.

نفس السؤال يعيده باحث فرنسي لكن بطريقة مختلفة، إذ لا يجيب عن سؤال:"لماذا تأخر المسلمون؟"، لكنه يسعى إلى الإجابة عن سؤال:"لماذا تقدم غيرهم؟". عنوان الكتاب هو"المسيح فيلسوفا" للباحث الفرنسي فريديريك لونوار. يطرح لونوار هذا التساؤل لكي يجيب عليه:"لماذا نشأت الديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب ولم تنشأ لا في الهند أو الصين ولا في الإمبراطورية العثمانية؟"، ثم يجيب قائلا: لأن الغرب كان مسيحيا ولأن المسيحية لم تكن مجرد دين، بل هي فلسفة.

الأطروحة الرئيسية في الكتاب كله هي ما يلي: حصل التقدم والنهضة في أوروبا المسيحية لأن فلاسفة عصر الأنوار تخطوا رجال الدين وسلطاتهم الروحية وعادوا إلى النصوص الأصلية للكتب المقدسة لإعادة قراءتها قراءة جديدة. وبالنسبة للونوار، وهو كاثوليكي متخصص في الشؤون الدينية، فإن القيم الرئيسية والإنسانية في المسيحية قد تم السطو عليها من لدن الكنيسة، لكن أصحاب النزعة الإنسانوية هم الذين أعادوا إليها الاعتبار من خلال التأويل الجديد.

يمكن توسيع هذه الأطروحة لكي تشمل العالم الإسلامي بالتذكير بتلك الثنائيات الشهيرة، التراث والحداثة، الفقه التقليدي والفقه الحديث، الجمود والاجتهاد. هذه الثنائية الأخيرة التي سيطرت خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في عالم الإسلام الحديث انتهت بغلبة الجمود على الاجتهاد؛ فقد لوحظ كيف أن رواد الإصلاح الأوائل تعرضوا لشتى أنواع الهجوم من لدن ممثلي المؤسسة الدينية في ذلك الوقت، بسبب جرأتهم على مساءلة النص الديني وخوض مغامرة التجديد، وتم نعتهم بمختلف النعوت القدحية لأنهم غامروا بالعودة إلى النصوص الدينية في مظانها، دون وسيط من تراث عتيق ظل مسيطرا طيلة قرون، بل بالاستناد إلى أمرين أساسين: التراث المتنور الذي تم التخلي عنه بسبب هيمنة قوى المحافظة، والعقل بما هو آلة، بتعبير ابن رشد. بل إن مصير جل هؤلاء الإصلاحيين كان هو الاغتيال، كما هو الحال مع جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمان الكواكبي، بينما واجه محمد عبده الكثير من أصناف الملاحقة والتضييق وحورب عندما تولى مسؤولية الأزهر.

أخطر ما في كتاب لونوار ويستوجب التفكير فيه طويلا، أن العالم اليوم يعيش القيم الحديثة بفضل المسيحية عليه. فهو يقول إنه لولا المسيحية، التي هي فلسفة، لما عرف العالم اليوم قيما مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والمساواة والإخاء والنزعة الإنسانية المشتركة، وهي ذاتها القيم التي أوحت إلى أوروبا بإنشاء المنظمات الدولية مثل عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة، مرورا بمنظمات رعاية الطفولة والمرأة، وانتهاء بهيئات حفظ السلام وسواها؛ ثم يؤكد بأن الكنيسة هي التي جعلت كلمة المسيح حية إلى اليوم "حتى أصبحت منتشرة في جميع اللغات".

عصر الأنوار الأوروبي قلب المعادلة، فبينما كان المسلمون ينادون بأن الإسلام دعوة عالمية أصبحت القيم المسيحية هي القيم العالمية المنتشرة؛ لأن المسلمين انشغلوا بقضايا جانبية بسبب التعدد المذهبي الذي كان ثروة ثم أصبح نقمة بالنظر إلى عوامل التجاذب السياسي؛ وهكذا تمكن الغرب المسيحي من صياغة مفاهيم إنسانية متحضرة صارت مكسبا اليوم، من دون أن ينجح المسلمون في صياغة مفهوم واحد يروجونه، ما عدا ـ ربما ـ مفهوم"الجهاد"، الذي نجده اليوم في جميع اللغات بنفس الجذور اللغوية العربية، بحيث لم يعد أحد في حاجة إلى ترجمته إلى اللغة التي يتكلمها، طالما أن المفهوم صار من الرواج بما لا يختلف على معناه إثنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون لماذا تأخر المسلمون وتقدم المسيحيون



GMT 23:14 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة فاشلة؟

GMT 23:11 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحزاب ليست دكاكينَ ولا شللية

GMT 23:09 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

«أبو لولو»... والمناجم

GMT 23:07 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ونصيحة الوزير العُماني

GMT 23:05 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سراب الوقت والتوأم اللبناني ــ الغزي

GMT 23:00 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكره السلفيون الفراعنة؟!

GMT 22:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الحرية تُطل من «ست الدنيا»!

GMT 22:54 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

من القصر إلى الشارع!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib