مولد الدكتوراهات في الجامعات المصرية

مولد الدكتوراهات في الجامعات المصرية

المغرب اليوم -

مولد الدكتوراهات في الجامعات المصرية

بقلم : دكتور حسن علي محمد

يناقش في المتوسط سنويًا في أقسام وكليات الإعلام في مصر‏300‏ رسالة ماجستير ودكتوراه‏ ،‏ من خلال‏33‏ كلية ومعهدًا وقسمًا علميًا ‏،‏ تخضع لسبعة قوانين إضافة إلى قانون تنظيم الجامعات المصرية.

والسؤال هو كيف أصبح الحصول علي دكتوراة الإعلام في هذا البلد أسهل من الحصول علي الثانوية العامة ، وكيف أصبح متاحًا لكل أحد الحصول على هذه الدرجة الرفيعة ، هل الغلط في يسر الإجراءات إلى حد الترخص والابتذال وبخاصة للطلاب العرب من أجل بضع دولارات رسوم دراسية يدفعونها فيسجلون بسرعة البرق ويسمح لهم بالقيد بتقدير مقبول ثم يجدون من يكتب لهم بحوثهم ويشكل لهم لجانًا تمنحهم أعلى تقدير.

لقد وجدنا طلابًا غير مؤهلين للبحث العلمي وتقريبًا بلا مهارات لغوية أو بحثية وقد أصبحوا دكاترة ، والنتيجة تجد دكتورًا لا يحسن كتابة سطرين دون أخطاء نحوية ولغوية ، وتجد بحوثًا مكررة متشابهة ليس فيها أية إضافة علمية ، ولا تجد رسالة واحدة تعالج أية مشكلة من مشكلات الإعلام المصري.

لم أجد رسالة واحدة تتحدث عن اقتصاديات الفضائيات المصرية الخاسرة أو تناقش اقتصاديات الصحف القومية ، أو تعالج البنى الهيكلية والتنظيمية للإعلام المصري

أذكر في رسالتي للماجستير في الإعلان التليفزيوني حضر حسين عنان رئيس الاتحاد مناقشًا ثم وجدته في اليوم التالي للمناقشة قد أعاد ترتيب وتنظيم إدارة الإعلانات في القطاع الاقتصادي وحولني إلى التحقيق بسبب الوثائق التي حصلت عليها ، وفي الدكتوراه تم مراجعة عقود استيراد البرامج والأفلام الأجنبية ومحاسبة عدد كبير في المكتبة الأجنبية في ماسبيرو.

كنا مشغولين بهموم مؤسساتنا وكان لدينا أساتذة يوجهون ويتابعون كل كبيرة وصغيرة ، كانت أستاذتي دكتور جيهان رشتي عميد كلية الإعلام ورئيس قسم الإعلام في معهد الطفولة لا تشرف إلا على دكتوراه واحدة سنويًا ، بينما الآن وجدت أساتذة يشرف الواحد منهم علي27 رسالة ن ليس محسوبًا من هذا العدد الطلاب العرب.

منذ عشرين عام لم تحدث كليات وأقسام الإعلام في مصر لوائحها ومقرراتها الدراسية ، هل الخطأ في الاستسهال والتراخي ، أم في الإشراف الشكلي ، أم في تواطؤ لجان المناقشات ومنح الامتياز لمن لا يستحق.

أتحدى أن تجد رسالة ماجستير أو دكتوراه لم تحصل على تقدير ممتاز في الأعوام العشرة الماضية ، لقد كنت شاهدًا ومشاركًا فيما جرى من تدهور في حين كنت وكيلًا للدراسات العليا في كلية الآداب في جامعة المنيا وجدت الميزانية المتاحة لكلية بها12 قسمًا وقتذاك خمسة آلاف جنيه ولم استطع الحصول على دعم مالي أكثر من هذا.

شاركت بالصمت في تدهور الحال ، نعم كنت مشاركًا في هذا التدهور بالحرج من زملاء يدعونني إلى مناقشة طلابهم ورسائل أضعف من أن تمنح ومنحت بسيف الحياء ، فقطعت عهدًا ألا أبالي بغضب الزملاء ، ومنحت رسائل تقدير جيد فقط لكنني أمسيت مكروهًا ومنحت لقب متعنت ومتشدد.

منذ أربعة أعوام شغلنا أنفسنا أعضاء لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالإعداد لمؤتمر لتطوير الدراسات العليا ولم يستجب لنا المجلس الأعلى للجامعات إلا بخمسة آلاف جنيه فأحبطنا جدًا إلى أن قامت جامعة مصر الدولية هذا الأسبوع بتبنى المؤتمر الذي افتتحه وزير التعليم العالي ووضعه تحت رعايته وهنا نشكر مجلس أمناء الجامعة وصديقي دكتور حمدي حسن نائب رئيس الجامعة على تقديم الدعم الكامل لإنجاح هذا المؤتمر كما اترحم على صديقي دكتور عدلي رضا رئيس لجنة قطاع الإعلام السابق صاحب فكرة المؤتمر .

كما أشكر زملائي دكتور سامي عبدالعزيز رئيس لجنة القطاع وأعضاء اللجنة الموقرة على جهودهم المخلصة، فقد كان المؤتمر فرصة لوضع النقاط على الحروف وللتطهر من الآثام التي ارتكبناها في حق الدراسات العليا في جامعاتنا ، ولسوف ينتهي المؤتمر إلى قرارات كما طلب الوزير ووعد بعرضها على المجلس الأعلى للجامعات ، لدي أمل في تطوير الجامعات المصرية لنعيد لها سمعتها العلمية التي كانت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مولد الدكتوراهات في الجامعات المصرية مولد الدكتوراهات في الجامعات المصرية



الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
المغرب اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 02:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس
المغرب اليوم - الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس

GMT 07:27 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
المغرب اليوم - أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 09:38 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يستعد لأولى حفلاته بعد تعافيه من أزمته الصحية
المغرب اليوم - تامر حسني يستعد لأولى حفلاته بعد تعافيه من أزمته الصحية

GMT 06:45 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025
المغرب اليوم - كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب

GMT 07:48 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الجمعة 24 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 01:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر ميغان ماركل يكشف موعد ولادة طفلها الأول

GMT 19:40 2022 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

أبل تتخلى عن حاملي 5 أنواع من آيفون "انتهى وقتكم"

GMT 08:44 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

تعرّض طالبات للتحرش من قبل أستاذ جامعي في الرباط

GMT 03:01 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

مميَّزات ومواصفات "جاكوار أكس أف سبورتبريك" 2019

GMT 06:41 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حياة ملكة النرويج سونيا تحمل الكثير من القصص الخيالية

GMT 17:46 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

بحث التعاون بين جامعة الشارقة و"الدفاع المدني"

GMT 20:35 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

لاعب جزائري يصف الطاوسي بـ "المنافق"

GMT 17:09 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

نفوق قرش من سلالة نادرة في ميناء طنجة

GMT 06:49 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

حسين تصمّم مجموعة جديدة من ديكورات حفلة الأسبوع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib