دكتور سعد ياسين يوسف في قصيدة شجرة العروج منولوج التماهي القصديّ
وفاة أيقونة المسرح العراقي إقبال نعيم عن عمر يُناهز 67 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني ‏نتنياهو: هناك حظوظ جيدة للتوصل إلى اتفاق في غزة مراسل القناة 13 العبرية:أكد مسؤولون في فريق التفاوض أن "إسرائيل" ستوافق على تغيير انتشار القوات على محور موراغ في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الطريق إلى اتفاق.*. حركة حماس توافق على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان منظمات دولية تدين خطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وتصفها بالمخطط الوحشي ضد التهدئة ارتقاء 39 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم كتائب القسام تعلن تنفيذ عملية شرق خان يونس واستهداف آليات الاحتلال واغتنام سلاح جندي إسرائيل تعلن استلام شحنة جرافات D9 الأميركية بعد الإفراج عنها من إدارة ترامب بعد أن كانت مجمدة خلال الفترة الماضية المغربي غانم سايس مدافع نادي السد القطري يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة نادي بوتافوغو يُعين الإيطالي دافيد أنشيلوتي نجل كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي في منصب المدرب الجديد للفريق.
أخر الأخبار

دكتور سعد ياسين يوسف في قصيدة "شجرة العروج" منولوج التماهي القصديّ

المغرب اليوم -

دكتور سعد ياسين يوسف في قصيدة شجرة العروج منولوج التماهي القصديّ

حامد عبدالحسين حميدي - ناقد عراقي

عنونة القصيدة "شجرة العروج" لها دلالة إثرائية، إيحائية في طرح تجليات باطنية، عمقها يستمد من الشعور الحسيّ للماورائيات، في تحفيز نظرة متماوجة في قرارة النفس، إذًا، في العنونة ما ينمّ عن شيئية " المادي المحسوس والملموس " بين الشجرة التي تحيلنا إلى تكوينها التجسيدي، وبين العروج. المكوّر بشفافية الروح الضاجّة، المتسامية في حاضنات تعدّ أطياف إنسان يحاول الرقي بالمكنون المادي إلى التأصل وفرض هيمنة الابتهال الصوفي الشفاف والتأمل إلى عالم الكون، وكيفية دورانه بعد أن تكالبت عليه الرزايا، وهي تدسّ أنفها في اختناقات معترك الحياة لتترك اثرها المؤلم فينا.
 
"شجرة العروج" قصيدة للشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف، صوّرت لنا فاجعة "الكرادة" بكل دقّة، وكأنه يجعل من ذلك المشهد الحزين اعترافات ليوميات ساخنة، مملوءة بالحزن والشجن، لا راحة فيها، بل كل ما فيها وجع، لمخلفات حروب ودمار وخراب، إنها رؤية فيها انعكاسات " باطنية وظاهرية " وكلاهما يصبّان في غصّة تكبر يوميًا دون الشعور بها، إنها رحلة مائزة مع الشهداء، وهم يشدون أعنة رحالهم ويحملون أمتعتهم إلى الخالق الله تعالى، انها نظرة مسروقة من عمق الفيض الروحي في عالم الملكوت، أنها أشبه بتسجيلية بسيطة ليوميات ما ننتظره جميعنا بعد فناء البشرية، لكنها روح إنسان شاعر، غاص في أعماق الذات المتخمة بغلوائها الثائرة.
 
عفوكَ ربي 
قامتْ قيامتُهم 
سيأتونكَ عندَ سدرةِ المنتهى 
ولكنْ كما رَسَمَتْهُم النيرانُ
لا كما خلقتَهُم في أحسنِ تقويمٍ 
 
نظرة تأملية وإحساس بالفاجعة، بما شكّلته من ضغط نفسي فاعل، جعلت الشاعر دكتور سعد ياسين يوسف، يلتقط انفاسه بهدوء وسكينة، يوشّح نظرته الابتهالية المترامية إلى السماء بتركيب " عفوك ربي " استعدادًا منه لطرح ما آلمه، فالنداء، صيغة ممهدة لحمولات ضاغطة، ثم يصف قوّة الحدث " قامت قيامتهم " وهي استحضار مسبق وفق فيه الشاعر، في تأسيس المنولوج والتماهي الحكائي، أنه التماهي القصدي، بإستراتيجية البوح، البوح بالآم الذوات والأصوات التي تغذّي حركية الحدث، وهي تنطق بأورامها دون ذنب أو مسوغ، لذا نجد الشاعر صوّر فاجعة " الكرادة " ضمن شخوصها التكوينية، بصور متعددة "حاملينَ هداياهم. أطفالًا بلا عيون، فتياتٍ بقلوبٍ متفحمةٍ، شبابًا متفحمين، سيأتونَكَ آباءً وأمهاتٍ " تمهيدًا منه للولوج في انشغالات تعبوية، توصلنا إلى نقطة الحدث، ومحاولة تحريك الاقطاب ضمن تدرّجات تفاعلية متناسقة.

حاملينَ هداياهم.
أطفالًا بلا عيون ٍ
تُشْرقُ شمسُ الكركرات ِ
من محاجرِهم 
يحملونَ ملابسَ بيضاءَ
بلونِ الفرح ِالقتيلِ 
لمْ تُلبس بعدُ، ودمى مبتسمةً
بعضُهم مازالوا متعانقينَ 
فلا تؤاخذْهم.
لم يبلغوا سِنَّ الحلُمِ بعدُ 
وكانَ عصيًا على المنقذينَ فكُ عناقِهمُ،
 
هكذا، حاول أن يصوّر الشاعر الطفولة التي وئدت ببشاعة ومأساوية وظلامية، الطفولة التي صورّها الشاعر اخذت حيزًا كبيرًا لديه، كونها نواة مؤثرة حافزة في جذب التداخلات، وتحريك السكونية بمجرد المساس بها، الطفولة في الفاجعة تحوّلت إلى تراكمات تصورية متضخمة إنسانيًا : أطفال يمسكون بهدايا العيد المسروق منهم، انهم بلا عيون، وأية عيون هذه، العيون الملطخة بضحكات وفرح مسلوب من الظلام، طفولة تعتزّ بحمل ملابسها البيضاء، دلالة، النقاء والصفاء الرّوحي الذي اعتمده الشاعر، الطفولة التي تعانق الدمى وتبادلها شعويًا. وذا، تأكيد على صغر السنّ، أنه عناق طفولي متجذّر، متلاصق. يتأرجح بدوامة الحياة الضارسة التي طحنت كل شيء.

فتياتٍ بقلوبٍ متفحمةٍ وأغانٍ محترقة ٍ
يحملنَ صورَ من أحببنَ 
وآخرَ رسالةِ حب ٍ سمِعْنَها
أربطةَ عنقٍ جديدة ٍأشترينَها
قبلَ لحظاتٍ 

غفرانَك أن جئنَ بلا شالاتٍ. 
بضفائرَ أكلتها النيرانُ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دكتور سعد ياسين يوسف في قصيدة شجرة العروج منولوج التماهي القصديّ دكتور سعد ياسين يوسف في قصيدة شجرة العروج منولوج التماهي القصديّ



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 19:41 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المغربيتان عرافي وعقاوي تتأهلان إلى نصف نهاية سباق 1500متر

GMT 14:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

زكريا العامري يمثل عمان في رالي الإمارات للسيارات

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

فروسينوني الإيطالي يعلن تعيين باروني مديرًا فنيًا للفريق

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شرفات أفيلال تكشف حقيقة قرب توليها رئاسة جامعة مغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib