كيف حالك يا أم الألعاب
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

كيف حالك يا أم الألعاب

المغرب اليوم -

كيف حالك يا أم الألعاب

بقلم: المهدي الحداد

في اليوم الموالي لنهاية الألعاب الإفريقية التي أجريت بالرباط، قام أحد الصالحين بزيارة مقبرة الرياضات ضواحي العاصمة، والتي دأب على زيارتها فور نهاية أي تظاهرة قارية أو دولية، لتفقد الأرواح الجديدة التي إلتحقت بها، بعدما أصابتها جلطات دماغية مفاجئة أو إستسلمت إثر صراع طويل مع المرض.

الزائر الوفي والمترحّم سنويا على الراقدين تحت التراب، أثاره ضيف جديد حل بالمقبرة، والمدهش أنه لم يمت بعد وإنما يحتضر، ويئن بصوت خافت يهز صمت القبور.

إقترب الرجل من القبر يتحسس خطواته ودبدبات الخوف تراقص نبضات قلبه، ودنا من مكان النداء حتى وصل إلى الصوت الذي يطلب النجدة، ليبادر إلى سؤاله مرتجفا حول هويته ومن يكون، فجاء الرد سريعا وبكلمات خافثة ونفسٍ متقطع.

«أنا هنا منذ الأمس، جاؤوا بي معتقدين أنني مت، حيث دخلت في غيبوبة طويلة لمدة سنوات، إنقطع فيها نفسي وتوقفت نبضات قلبي، قبل أن يمنحوني مؤخرا آخر فرصة وإختبار للبقاء على قيد الحياة، لكنني لم أستجيب وفشلت، ليكون مصيري حمل نعشي إلى هنا.»

دُهش الزائر من الإجابة الملغومة والتي لم تشفي غليله لمعرفة صاحب القبر، فطالب بالتوضيح أكثر وسرد السيناريو بالكامل، ليكون الجواب كالتالي:

«أنا ألعاب القوى، أنا الرياضة التي منحت المغرب 19 ميدالية من أصل 23 مربوحة في تاريخ الألعاب الأولمبية، أنا الأصل والمجد وصاحبة الكبرياء، والتي رفعت راية البلاد منذ روما 1960 وحتى لندن 2012، حينما أهديت للمغرب والعرب وإفريقيا أساطير حفروا مناجم الذهب، وأنقذوا ماء الوجه في العديد من المآزق، وجعلوا العالم كله يعرف المغرب عن طريق أبطالي، الذين نابوا عن السفراء والديبلوماسيين، ليضعوا المملكة في طابور الدول الرائدة دوليا في رياضةٍ مثالية ونبيلة.»

كاد الرجل أن ينهار بعد سماع صدمة وفاة ألعاب القوى، وهو الذي إعتقدها خالدة أو على الأقل ستكون آخر المتوفين، نظرا لريادتها الأبدية للرياضة المغربية، فتردد كثيرا وإرتجف، قبل أن يتجرأ على سحب الميت الحي ويعيده إلى فوق الأرض، وينفض عنه التراب بحسرة وألم سائلا: كيف حالك يا أم الألعاب؟

خرست المعنية بالأمر قليلا وإلتقطت بعض النفس ثم قالت: «حالي حال هؤلاء من حولي، السباحة والدراجات، المصارعة، كرة السلة  الثلاثية والقدم والطاولة والبقية، دون الحديث عن أولئك الذين وُلدوا متوفين، أصبحت عاجزة تماما عن مجاراة إيقاع العالم، بل وصارت متواضعة جدا على الساحة الإفريقية، والتي كنت فيها إلى زمن قريب أركض وأعدو بالخلف مع المنافسين، وأهرب عنهم بلفّات ودورات، لكنني اليوم أعاني وأتألم من الفراغ، ومن شح الأبطال، ومن فقر التكوين والمصاحبة، لأكتفي بعشرات العدائين الأرانب، أو غزلان مجروحة تصول وتجول هنا وهناك، دون أن تحقق النتائج المرجوة أو تصعد أرقى منصات التتويج».

لكن ما الذي أتى بك إلى هذه المقبرة يُسائل الرجل المسعف؟ فأجابت: «هي الألعاب الإفريقية السهلة والتي أقيمت في دياري وكشفت شللي التام، الكثير من عدائي تعرضوا للإقصاء وتذيلوا المراتب، والمؤلم في سباقات التخصص ذكورا وإناثا، فاكتفيت بالصف 14 في الترتيب العام بصفر ميدالية ذهبية، فكان مصيري جنازة سرية وسريعة لهذه المقبرة، بعدما فقدوا الأمل في حياتي».

وضع الرجل يده على قلب أم الألعاب وسمع نبضا لأحد الشرايين الحية والتي تحمل بصيصا من النور، وفطن أنه وريد سفيان البقالي اليتيم والذي يُبقي الروح بألعاب القوى ويأبى موتها حاليا، فما كان لزائرنا المشكور والمبهور إلا أن يحمل رياضتنا على عجل إلى المستشفى وقسم العناية المركزة، هناك حيث سترقد إلى غاية صيف 2020، موعد إجراء الفحص المصيري على يد طبيب ياباني سيقرر في مدى قدرتها على مواصلة الحياة، أو الإستسلام لنعشٍ رسمي هذه المرة سيعيدها إلى المقبرة المعلومة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف حالك يا أم الألعاب كيف حالك يا أم الألعاب



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib