اقبلوا اعتذارنا

اقبلوا اعتذارنا

المغرب اليوم -

اقبلوا اعتذارنا

بدرالدين الادريسي

يستحق منا المنتخب المغربي لكرة السلة بلاعبيه وطاقمه التقني، أن نرفع له القبعة أولا وأن نثني ثانيا على روحه الوطنية التي ساعدته على كسب الرهان الصعب وأن نعتذر لهم، بل وأن نلح عليهم في أن يقبلوا إعتذارنا.

نرفع القبعة لأسود السلة لأنهم حققوا بوصولهم للمربع الذهبي للبطولة الأفريقية، لأول مرة منذ 37 سنة إنجازا تاريخيا إنتظرته السلة المغربية لأربعة عقود، فبالعودة للكشف التاريخي لمسار السلة المغربية في البطولة الأفريقية، سنجد أن آخر مرة حلق خلالها المنتخب المغربي لدور نصف النهاية كانت سنة 1980 من خلال نسخة قارية نظمت بالمغرب وكان جيل الأسود وقتها يتشكل من حشاد، الهواري، احسينة، العلوي وبوفارس.

والوصول للمربع الذهبي الذي سيتوج المنتخب المغربي كرابع أفضل منتخبات إفريقيا، تطلب بالفعل حالة من الإلهام والنبوغ التي ساعدت عليها عوامل كثيرة ذات بعد سيكولوجي، وتطلب أن تكون هناك لحمة جماعية بين كل مكونات الفريق الوطني لتجاوز ما يفضحه كثيرا في رياضة كرة السلة النقص الكبير في التحضير لبطولة لا تقبل إلا بالمنتخبات المحضرة والمهيأة على أعلى مستوى.

وبالطبع عندما يتمكن المنتخب المغربي من تصدر مجموعة الموت، وينال كل الإشادة على أنه نجح في ترويض كبير القارة الإفريقية، منتخب أنغولا صاحب الرقم القياسي في عدد الفوز بالبطولة الإفريقية (11 لقبا)، وعندما ينجح خلال الدور ربع النهائي في إسقاط فراعنة النيل في سابقة هي الأولى في تاريخ مواجهات المنتخبين، وعندما لا يستسلم أمام المنتخب التونسي المحتمي بجماهيره وبما ينعم عليه دهاؤه كلما استضاف البطولات، إلا بفارق صغير وفي الثواني الأخيرة من المباراة، فإن هذا كله يدخل في عداد المعجزة إذا ما جردنا المفردة من مغزاها الفلسفي.

ويهنأ منتخب السلة على الروح الوطنية التي جسدها في رحلته الرائعة والتاريخية في دروب النسخة 29 للبطولة الإفريقية، لأنه في واقع الأمر خرج معاقا من خيمة التحضير، ولو حدث وانكفأ على وجهه وعاد متجرعا الهزائم والخيبات ما كنا لنلومه. وإذا ما نحن رفعنا القبعة لأسود السلة على بطولتهم القارية الأنطولوجية وهنأناهم على الروح الوطنية التي غذت هذه المغامرة الجميلة، فلماذا نعتذر لهم إذا؟

نعتذر لأسود السلة لأننا أسأنا إليهم كثيرا، أسأنا إليهم عندما لم نمكنهم من نصف ما حصلت عليه المنتخبات التي تنافست معهم، من إمكانات لوجيستيكة للتحضير للبطولة القارية، فما أبعد الفارق بين ما رصد لتحضير الأسود وما رصد لثلثي المنتخبات التي أثثت فضاء النسخة 29، بل إن الفارق الكبير لا يجيز أي مقارنة، بين ما رصد لتحضير المنتخبات الإفريقية التي بلغت مع الأسود المربع الذهبي وبين ما جرى رصده في آخر لحظة لمنتخبنا الوطني الذي إكتفى بمعسكر بتركيا وبمباريات مع أندية تركية، بينما تنقل غيرنا بين ثلاث قارات وخاضوا تجارب ودية من عيار ثقيل أمام منتخبات رائدة عالميا.

ونعتذر لأسود السلة، لأننا فعلنا كل شيء، إلا أن نجعلهم يشدون الرحال صوب السينغال التي خاضوا بها مباريات الدور الأول غير مفجوعين ولا محبطين بسبب أنهم لم ينالوا ما كانوا يستحقونه من منح ومكافآت، وقد أذعنوا للواجب الوطني في آخر لحظة وهم يرفعون المقاطعة التي لو فعلت لكانت لها تداعيات خطيرة، ولربما قوضت ما بقي من الصرح المنهار لكرة السلة.

نعتذر لأسود السلة، لأنهم كانوا مؤهلين بملكاتهم الفنية وباللحمة الجماعية التي تميزهم وبالتأطير التقني الرائع لمدربهم سعيد البوزيدي، للمنافسة على اللقب القاري، لا أقول هذا رميا للكلام على عواهنه، ولكن لأن التحليل الموضوعي لمباراتي نصف النهائي والترتيب أمام تونس والسينغال، يقول أن الفريق الوطني ما إستسلم، إلا لأن مخزونه البدني نفذ، وطبعا عندما يكون السلاح الأقوى للفريق الوطني هو البريسينغ بكل أدواته، فإن أكثر ما يحتاجه هذا الضغط الخانق للخصم هو الوفرة في المخزون البدني، وما كان ممكنا للأسود أن يحصلوا على مخزون بدني أعلى من الذي توجهوا به للبطولة الإفريقية في ظل ضحالة التحضيرات وضعف المحكات التجريبية، وفي هذا الجامعة والوزارة الوصية مسئولان عن أن هذا المنتخب لم ينل ما كان يستحقه من عناية ومن تحضير يتطابق وحجم الحدث.

إن ما حققه الفريق الوطني لكرة السلة في البطولة الإفريقية الأخيرة، والذي أسمح لنفسي بأن أطلق عليه إعجازا، يضعنا جميعا أمام حقيقة كانت غائبة عن كل مقارباتنا في تدبير الرياضة الوطنية على مستوى النخب، حقيقة أن التنافس في المستويات العالية وتمثيلية بلد في محفل رياضي إفريقي أو عالمي، بات يفرض أن يتغير منظور الإعداد والمشاركة، فإن كنا نعرف سلفا أن بعض الجامعات الرياضية ليست مؤهلة لوجيستيكيا وفنيا للإضطلاع بالإعداد الفني والبدني والإستراتيجي الذي تفرضه المشاركة باسم المغرب في التظاهرات الدولية والقارية، فإن هذا يفرض أن تتحمل وزراة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية مسؤوليتها في ذلك، وتتحمل بالكامل أعباء الإعداد والتحضير بخاصة ما يتعلق بالجانب المالي، من خلال إحداث قطب المستوى العالي اليوم قبل الغد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقبلوا اعتذارنا اقبلوا اعتذارنا



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib