صلوا أرحامكم يا أسود

صلوا أرحامكم يا أسود

المغرب اليوم -

صلوا أرحامكم يا أسود

بقلم: المهدي الحداد

المغرب ليس طنجة والرباط والدار البيضاء أو مراكش فقط، وأسود الأطلس ليس لديهم عرين محدد ورسمي، كما صار بدعة منذ سنوات حينما إرتكزت الأغلبية العظمى لمباريات الفريق الوطني بعاصمة النخيل.
المغاربة سئموا من مشاهدة جل لقاءات الأسود من مراكش في ملعبٍ نادرا ما إمتلأ عن آخره، والجامعة تصر على أن يطل منتخبنا وديا ورسميا من مدينة «البهجة» عدة مرات كل سنة، مع بعض الإستثناءات القليلة في مدن أخرى على غرار الدار البيضاء وطنجة والرباط.
 المسؤولون عن الكرة الوطنية يساهمون عن قصد أو غير قصد في خلق الهوة بين المدن المغربية، وفصل الجهات ومنح الأفضلية الدائمة لجهة على حساب أخرى، بحرمان مئات آلاف المغاربة من مشاهدة منتخبهم الوطني عن قرب، وإثقال كاهلهم بتكبد عناء السفر مئات الكيلومترات إن هم أرادوا أن يشجعوا أسود الأطلس من الملعب.
 مغاربة بعض المدن الصغيرة والمتوسطة داخل المملكة يعيشون على وقع التهميش في العديد من المجالات، ومن غير المعقول أن نزيدهم ألما وإحساسا ب«الُحُگرة» حتى في القطاع الرياضي الذي يُعتبر متنفسهم الوحيد، بإقصائهم من إحتضان التظاهرات الكروية الكبرى ومباريات الأسود.
 فرنسا بطلة العالم يلعب ديكتها في مدن صغيرة كنانط وأميان ورين، وإسبانيا العملاقة لعبت في الأشهر الماضية في خيخون، لاس بالماس، أليكانتي وإلتشي في سياسة تدوير الماطادور على جميع التراب الإسباني، والشأن نفسه يقوم به الطاليان بإبعاد الأزوري ما أمكن عن سان سيرو والأولمبيكو، ووضعه رهن إشارة بولونيا وأوديني وبارما وغيرها من مدن.
المغرب عاش ويعيش طفرة عميقة في البنيات التحتية والملاعب الرياضية تُحسب للقطاعات الوصية، وحسنات هذه الأوراش لا تكتمل بإقامة مباريات الفريق الوطني الأول فوق أرضيتها، وضرب سرب من الطيور بحجر واحد، يُسقط الفوارق ويحقق الكثير من المقاصد الرياضية والإجتماعية والإقتصادية..، ويُعفي الأقطاب الكبرى مؤقتا ويمنحها راحة تستريح معها العديد من الأطراف المتدخلة.
الحديث عن المقاربات الأمنية وجعلها مبررا لعدم إقامة المدن الصغيرة لمباريات الأسود الحالية والمستقبلية أمر غير مقنع ومقبول، لأن حتى مدن الدار البيضاء ومراكش تستعير العناصر الأمنية من مدن أخرى أثناء تغطية المواعيد الكروية، والكلام عن المعايير الدولية المطابقة للفيفا صار في خبر كان، بعدما أصبحت أبرز ملاعبنا الوطنية متطابقة وملائمة لما يطلبه الإتحاد الدولي من ضوابط ومعايير كلاسيكية.
 الأسبوع الماضي تم إعادة إفتتاح ملعبي وجدة ومكناس بحلة جديدة رائعة وجذابة، وقبلهما كان الحال في القنيطرة والمحمدية والعيون وآسفي وتطوان..وكلها مدن تملك جميع الإمكانيات لإستقبال الأسود بداية من وديتي ليبيا والغابون الشهر المقبل، في ظروف ملائمة وحضور جماهيري قياسي لن يترك بالتأكيد مقعدا واحدا فارغا.
أتخيل أيضا كيف ستكون ردة فعل اللاعبين حينما سيخرجون من الجو الروتيني الممل بمراكش أو الرباط، وسيتوزعون بين ربوع البلاد لصلة الأرحام مع جيرانهم ومسقط رؤوسهم، فيجد مثلا بوفال نفسه يلعب أمام عائلته وأحبابه في مكناس، وزياش في بركان وفضال والتوهامي بتطوان..وأتمنى أيضا أن يفتتح الفريق الوطني المحلي دوليا الملعب الشرفي بوجدة ضد الجزائر في إياب تصفيات الشان، ليرسل الكثير من البرقيات لمن يهمهم الأمر.
سياسة الدولة المغربية تقريب الإدارة من المواطن يجب أن تكون أيضا بتقريب المنتخب من كل مواطن في جميع الجهات، فالمسألة هي مسألة إرادة وإستراتيجية أكثر منها حسابات جانبية ولوجيستيكية، فمن حق أي مغربي أن يذهب لأقرب ملعب بمدينته ليشجع الفريق الوطني، ومن الواجب على الأسود أن يصلوا أرحامهم في مختلف أركان العرين المغربي الكبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلوا أرحامكم يا أسود صلوا أرحامكم يا أسود



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 19:13 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة
المغرب اليوم - ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة

GMT 17:49 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
المغرب اليوم - بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 19:34 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب
المغرب اليوم - الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب

GMT 18:50 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أروى جودة تتعرض لموقف محرج في «الجونة»

GMT 21:59 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"كيا" تطلق سيارة كهربائية متطورة قريبا

GMT 02:14 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

برج "برواز دبي" يَجذب مليون زائر في عام واحد

GMT 21:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

سفير المغرب في هولندا يكرم البطل التجارتي

GMT 02:30 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

"50 فكرة عن" الاقتصاد" كتاب حول النظم الاقتصادية

GMT 02:02 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يبيّن أسباب تسوس الأسنان

GMT 15:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

الفنادق الأكثر جاذبية في العالم خلال عام 2018

GMT 18:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

لعبة "أسياد الشرق" صراعات ملحميّة تحاكي صراع الجبابرة

GMT 22:51 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يرغب في استقبال الدفاع الجديدي في ملعب العبدي

GMT 04:26 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

حرق سعرات حرارية دون بذل مجهود

GMT 21:07 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

ميرفت أمين بين نجوم فيلم "هتقتل تسعة"

GMT 03:10 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

منتجع جزيرة ميليدهو ملاذ زوار المالديف في فصل الشتاء

GMT 05:56 2015 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

أبطال مسلسل "البيوت أسرار" يكملون تصوير مشاهدهم

GMT 09:29 2016 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

عطور نسائية تجذب الرجال وتزيد من دفء العلاقة الحميمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib