ثقافة الإعتراف
الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير
أخر الأخبار

ثقافة الإعتراف

المغرب اليوم -

ثقافة الإعتراف

بقلم: المهدي الحداد

لقطة تسليم بدر بانون لشارة العمادة لأولحاج ومنحه شرف رفع كأس الكونفدرالية، أثبتت أن أجمل ما يمكن أن يُكافَأ به المرء إلتفاتة شكر وإمتنان وتقدير، وأفضل تحفيز هو الإشادة والإعتراف والتصفيق، وجزاء كل شخص جاد الدعم والمؤازرة ورد الجميل، بمكافآت وإلتفاتات معنوية أو مادية تترك الأثر النفسي العميق.

أغلب الميادين والمهن في العالم تنبني على العمل الجماعي، وتتأسس على الإشتغال كفريق وبُنيان مرصوص، كل فرد يساهم حسب إستطاعته وقدرته في حصيلة المنتوج النهائي، والمبتغى تحقيق الأهداف الربحية، وخدمة أجندة المشغِل وفق قواعد الإنضباط والإحترافية والمسؤولية.

 في الرياضة كما في باقي المجالات ثقافة الإعتراف مهمة جدا إن لم تكن بطارية الأفراح وسر النجاح، وإقتسام لذة ونشوة الإنتصارات بين جميع المكونات أمر لا بد منه، سواء بالإشادة والإعتراف اللفظي والمعنوي العلني، أو الهدايا الرمزية منها والثمينة، للتعبير على أن ما تم الوصول إليه تحقق بمجهود جماعي وفريق كامل، ولو تعلق الأمر ببعض الرياضات الفردية التي يكون فيها البطل الظاهر في الصورة شخص واحد.

 النجوم المحترفون والمتواضعون مثلا والذين يملكون تربية رياضية وإجتماعية وعقلية حب الخير للغير، لا يترددون في الإعراب عن تقديرهم للآخرين مهما كبُر أو صغر شأنهم، ولا يفكرون كثيرا قبل فتح الحقائب وصرف الملايير لإقتناء هدايا للزملاء والمتعاونين، أما الأساطير المزيفون والعاشقون لتراكم الثروة فينكرون الجميل ويتنكرون للأصدقاء وحتى العائلة فور بلوغ عتبات النجومية والشهرة والألقاب، ويعتبرون أن ما حققوه جاء بصورة عصامية وموهبة شقت طريقها بصبر ومعاناة لتعبر العراقيل والأشواك.

 كريستيانو رونالدو من بين أكثر الرياضيين ونجوم كرة القدم عبر التاريخ الذين يملكون ثقافة الإعتراف، والصور عديدة وغزيرة عن ما قام به هذا الإنسان وما يزال مع محيطه وزملائه وحتى الذين لا يعرفهم، ويكفي إستحضار ما فعله الدون حينما كان لاعبا بريال مدريد، وما كان يقوم به سنويا فور أي تتويج فردي أو جماعي، محتفلا ومعترفا بالمساهمة الرئيسة والكبرى لمن يساعدونه ولو بكلمة تحفيز ودعم معنوي.

 رونالدو وبعد فوزه بالكرة الذهبية الرابعة والتتويج بعصبة الأبطال الأوروبية مع الملوك، أهدى لجميع لاعبي ريال مدريد ساعات فاخرة مرصّعة بالألماس، ومنح لأربعة مدلّكين ومعالجين طبيعيين ومتعاونين بنفس الفريق سيارات باهضة الثمن، وشكر قبلهم وكيل أعماله خورخي منديز بإهدائه جزيرة يونانية، وما خفي كان أعظم، وكل هذا كعربون وفاء وتقدير وإعتراف بأن ما حققه رونالدو مع الميرنغي وفي مسيرته ككل وراءه عشرات الأفراد.

خلال الأسبوع الماضي أطل النجم الأرجنتيني إيكاردي بمبادرة رائعة وشبه مماثلة، بمنح جميع لاعبي أنتر ميلانو الحاليين والوافدين الجدد وحتى الذين غادروا النادي ساعات «روليكس» فخمة، قائلا بأنه أبسط شيء يمكن أن يقوم به ويشكر من خلاله زملائه الذين ساعدوه على الظفر بلقب هداف الكالشيو الموسم الماضي.

وبعيدا عن المكافآت المالية والهدايا النفيسة للنجوم، فثقافة الإعتراف والشكر تحضر يوميا في الملاعب الأوروبية، فمثلا حينما يسجل أحدهم هدفا يذهب مباشرة لزميله الذي مرر له الكرة ويثني عليه ويعانقه بحرارة، وحينما يتعافى الآخر من الإصابة يشكر الطبيب والمعالج علانية أمام الجماهير والمتتبعين، في وقت يحرص فيه آخرون على تحية المدرب أو الزوجة أو أحد الرفاق بحركات يقول فيها أنه لا يسوى شيئا بدونهم، وما يُكتب ويُنشر في مواقع التواصل الإجتماعي أعمق بكثير.

أما عندنا في المغرب فهذه الصورة شبه منعدمة وثقافة الإعتراف تكاد تكون نادرة، ومن الظواهر المضحكة مثلا في مبارياتنا والتي تلخص كل شيء، أنه حينما يسجل أحدهم هدفا ويذهب زميله الذي أهداه تمريرة الحسم للإحتفال معه، يدفعه ويصرخ في وجهه، ويطلب منه الإبتعاد وفسح الطريق، حتى يطلق العنان لأقدامه ويفرح بشكل هيستيري ويقول «أنا لّي كاين»، إن لم يقُده الجنون لإنتزاع قميصه أو تكسير لوحة إشهارية أو سب الجمهور أو توجيه رسالة مسمومة لمسير أو مؤطر.

بون شاسع بين الهواية والإحتراف في العقلية والممارسة والسلوك والتربية، فأصحاب المبادئ والإيثار والذين يعطون لأبسط الأشياء والحركات قيمة إعتبارية ضخمة، يتشبعون بثقافة الإعتراف والتحفيز والإمتنان، ويحرصون دائما على تقديم الهدايا معنوية كانت أو مادية، ومن لم يستطع منهم لبُخله أو فقر أخلاقه يربط لسانه ويصمت.


عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة الإعتراف ثقافة الإعتراف



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:45 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
المغرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 05:01 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

النفط يتراجع بفعل توقعات تجاوز المعروض الطلب

GMT 13:15 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفيزازي يُبارك زواج المغني مسلم و الفنانة أمل صقر

GMT 10:39 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

مجموعة أزياء محتشمة وعصرية لإطلالاتك في رمضان

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز تُؤكِّد أنّ "كازابلانكا" مكتوبٌ بحرفية شديدة

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

تعرفي على أفضل حليب لتسمين الرضع

GMT 03:51 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب تكشف تأثير فطر "البسيلوسيبين" في علاج مرضى الاكتئاب

GMT 05:53 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جورج حبيقة يكشف عن مجموعته الجديدة لموسم ما قبل خريف 2018

GMT 04:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

بحث طبي يكشف عن دواء جديد لداء "السكري" يُعالج الزهايمر

GMT 21:07 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الكريستالُ يحول قطع الديّكور إلى حالةِ فريّدة

GMT 04:52 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة إيمي بوني تُجدد منزلها الفيكتوري على الطراز العصري

GMT 15:54 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السلوفاكي مارك هامسيك سيعتزل كرة القدم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib