لا هواجس ولا وساوس
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

لا هواجس ولا وساوس

المغرب اليوم -

لا هواجس ولا وساوس

بقلم- بدر الدين الإدريسي

كلما دنونا من الحادي عشر من شهر نوفمبر، موعد المواجهة الحاسمة التي ستجمعنا بفيلة كوت ديفوار هناك في أبيدجان، للتقرير في مصير البطاقة المونديالية، إلا واشتعل الرأس بأسئلة هي فعلا هواجس، إن هو أحاط بها لا يدري هل ستنقص لوعته، وإن هو ضغط عليها لا يعرف هل سيرتاح له بال، فما كان الفريق الوطني منذ سنوات قريبا من مصالحة المونديال، أكثر مما هو قريب من ذلك اليوم، إذ إن كل ما يحتاجه الفريق الوطني من مباراة القرن نقطة وحيدة، هي ليست صعبة المنال ولكنها ليست أيضا سهلة ومتيسرة المنال.

ومع كل مشاعر الاطمئنان التي تحسسها المغاربة من الأداء الجماعي الرائع الذي قدمه أسود الأطلس أمام نسور مالي، ومن بعدهم أمام فهود الغابون، والتي تزيدنا جميعا ثقة في أن أبواب المونديال الروسي أصبحت مشرعة، فإن هناك بالفعل قلقا يساورنا من أن يعجز الأسود عن العودة بالنقطة المطلوبة للحصول على تأشيرة العبور للمونديال، هذا القلق قاده إلى قارئ من أوفى قراء المنتخب في طبعتيها الورقية والإلكترونية، في صورة أسئلة وهواجس لا شك أن كل المغاربة يتقاسمونها بلا أدنى اسثناء، وقد أوكل إلى مهمة تفكيك هذه الأسئلة، لعلنا نقدر على ترويض اللحظة المفصلية وتقويض كل حالات الشك في القدرات، وأكثر منه عدم الوقوع فريسة لذات الأخطاء التي ارتكبناها في مناسبات سابقة وكلفتنا كل هذا الجفاء مع المونديال والذي يصل اليوم لسنته العشرين.
القارئ الوفي والغيور جواد الجامعي من مراكش لخص بدقة أسئلة الهواجس، في الآتي:

1- نتخوف من استخفاف أصدقاء بنعطية بالفيلة وإفراطهم في الفرحة والثقة الزائدة بالنفس والغرور، وما زال عالقا في أذهاننا ما وقع بعد اللقاء أمام الجزائر الخادع عام 2011، حيث وثق الأسود أكثر من اللازم بالنفس واستوطنهم الغرور، بل وأصبح أصدقاء المياغري يعتقدون بأنهم سيفوزون بالكان 2012 بسهولة فكانت الصدمة قوية.
2- نتخوف من اعتبار أسود الأطلس مرشحين فوق العادة للتأهل لكأس العالم، لأننا دائما حين نكون "فافوري" نخفق.
3- نتخوف من كل ما سيحيط بالمباراة من طقس وحالة عشب الملعب والظروف التي سيجرى فيها اللقاء أمام رفاق جيرفينيو. 
4- وأخيرا نتخوف من ردة فعل قوية لمنتخب كوت ديفوار خصوصا من الفرديات الخطيرة التي تلعب في جبهة الهجوم.

بداية لا بد وأن نحتكم في رصدنا لمباراة أبيدجان، لمنطق كرة القدم الذي لا يتأسس قصرا على القياسات الفنية وحتى على الفوارق الذهنية والفنية الموجودة أصلا لترجيح كفة هذا الفريق أو ذاك، كرة القدم هي مجال خصب لإنتاج التحولات وحتى المتناقضات، فإن سلمنا بأن الفريق الوطني كان في هيئة فنية وتكتيكية وذهنية حفزته لإقران الأداء بالحصة عند تحقيقه للفوز العريض على الغابون وحتى على مالي، فإن لا شيء على الإطلاق يؤكد أن الفريق الوطني سيكون هناك بأبيدجان بذات الهيئة لاختلاف المناخات والظروف وحتى طبيعة المنافس، ولو أننا بتنا نثق بقدرة الأسود على محاكاة نفس المضمون التكتيكي، كما لا يمكن الجزم بأن المنتخب الإيفواري سيكون بنفس الصورة السيئة التي كان عليها وهو يخسر بأبيجان أمام الغابون ويتعادل سلبا أمام مالي بباماكو.

إذن فهناك شيء أقوى وأكبر من الاحتمال، أن يكون النزال شاقا علينا وعلى الإيفواريين أيضا، وبالتالي فإن النقطة التي يحتاجها الأسود من مباراة أبيدجان، لن تأتي لا عبثا ولا اعتباطا ولا بالسهولة التي يتوهمها البعض، تلك النقطة سينالها الفريق الوطني بمشيئة الله بتصميم مباراة بطولية، لا يترك فيها أي شيء للصدفة، وعندما نقول مباراة بطولية، فإننا نثق بأن الأسود لهم كل المقومات الذهنية والفنية والتكتيكية لطبع النزال بصفة البطولية، حيث يختفى الإفراط في الثقة بالنفس والتنقيص من مقدرات المنافس أو حتى استسهال المباراة.

ونستطيع أن نستشف من خلال كل التعبيرات التي أطلقها الناخب الوطني هيرفي رونار وأسود الأطلس بعد مباراة الغابون، المسؤولية الكبيرة التي يوضع في صلبها الفريق الوطني، وقد تمكن أخيرا من القبض على صدارة المجموعة، مسؤولية تحقيق حلمهم كلاعبين وحلم كل المغاربة وبخاصة حلم جيل اليوم الذي يتشوق لاكتشاف سحر التواجد في حدث كروي في كونية كأس العالم.

ولا أعتقد بأن رونار الذي يجيد اللعب على الوتر الصعب والحساس في مشاعر اللاعبين، ويعرف سلفا أن مباراة أبيدجان ستحقق له كمدرب ما ينقص فعلا مشواره التدريبي، يمكن أن يترك جزئية أو تفصيلا مهما صغر حجمه ليحيط به، حتى يكون الفريق الوطني يوم 11 نوفمبر كيانا يتكلم لغة واحدة، تقوم على الإحاطة بكامل التفاصيل النفسية والبدنية والتكتيكية لربح الرهان، من دون مبالغة أو تهويل من دون إفراط أو تفريط.

ومع يقيننا الكامل بأن رونار يقضي السواد الأعظم ليومه وحتى ليله، يفكر ويخطط ويرتب السيناريوهات، فإن المؤمل أن ينجح رونار كواضع لمنظومة اللعب، في تهييء الخطة المستحيلة، التي لن يستطيع فهم وإدراك الناخب الإيفواري الوصول إليها، الخطة التي تجعل الفريق الوطني يدخل مباراة أبيدجان باحثا عن الفوز وليس عن التعادل، وأظن أن لنا كل المقومات التقنية والتكتيكية التي تخول لنا ذلك، طبعا من دون أن ننقص من قيمة الفيلة الذين سيدخلون المباراة باحثين عن الفوز وهم يدركون جيدا أن أداءهم يجب أن يكون مختلفا تماما عن الأداء الذي ميز مباراتيه الأخيرتين أمام الغابون بأبيدجان وأمام مالي بباماكو.

ومع حاجة الفريق الوطني إلى ما يعينه على السيطرة على كل الإكراهات الاستراتيجية، من أرضية ملعب ومناخ وأجواء هي من قبيل ما عودتنا عليه الملاعب الأفريقية، فإنه هذه المرة وخلافا لكل المرات السابقة، محتاج لأن يكون سفره الأفريقي مؤمنا بشكل كامل ضد مخاطر وطوارئ هذا السفر والتي تقول الكثير من الوقائع القديمة، أنها تنال من الفريق الوطني خمسين بالمئة من قوته ومناعته.

الفريق الوطني محتاج لأن يسيطر بالكامل على كل الظروف ويجعلها تصب في مصلحته لا في مصلحة منافسه، فالمنتخب الإيفواري مع يقينه من أن أداءه تراجع وسطوته تقلصت، إلا أنه سيتسلح بنجومه الذين أبعدتهم الإصابات عن آخر المباريات، ليحقق الفوز الذي يكتبه في عداد فرسان مونديال روسيا.

لا نستصغر الفيلة ولا نبخسهم حقهم في الحلم ولا نعدم لهم أملا في نيل البطاقة المونديالية، ولكن في مقابل هذا كله نثق في قدرة فريقنا الوطني على كسب الرهان، وعلى العودة من أبيدجان بتأهل تاريخي، بسلاح تقدير النفس واحترام مقدرات المنافس، ومع هذا نكون زرعنا في طريقنا بذرات الثقة والأمل المشروع ونزعنا عنها الهواجس والوساوس.​

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا هواجس ولا وساوس لا هواجس ولا وساوس



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib