قراءة في حصيلة المشاركة المغربية بالألعاب الإفريقية

قراءة في حصيلة المشاركة المغربية بالألعاب الإفريقية

المغرب اليوم -

قراءة في حصيلة المشاركة المغربية بالألعاب الإفريقية

بقلم :أحمد ماغوسي

بعد اسدال الستار على دورة الألعاب الأفريقية في نسختها الثانية عشرة المنظمة بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، والتي عرفت تنظيما محكما و ناجحا على جميع المستويات وهو النجاح الذي ساهم فيك بنسبة كبيرة أطر وموظفوا وزارة الشباب و الرياضة المرابطين بمختلف فضاءات التباري و الإقامة وغيرهما من المهام التي انيطت لهم ، دون نسيان الدور المهم و العمل الجبار الذي قام به الشباب المتطوع من إناث وذكور في إنجاح هذه الدورة .

واذا كان المغرب قد خرج من تنظيم فعاليات هذه الألعاب التي وافق على تنظيمها في آخر لحظة بعد انسحاب غينيا الاستوائية، من تحقيق العديد من المكاسب السياسية منها و الاقتصادية ، على اعتبار تنظيمها بالمغرب لتعزيز مكانته ودوره الفعال بإفريقيا خاصة بعد عودته إلى الإتحاد الإفريقي، وبالتالي مشاركة 54 دولة بدورة الألعاب، وكذلك ضمانه و لأول مرة في تاريخ هذه الالعاب ،جعل 18 رياضة ستكون منافساتها بذات الألعاب محطة تأهيلية إلى الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020 الشيء الذي ساهم وبشكل كبير في استقطاب و مشاركة أبطال رياضيين متميزين على المستوى الإفريقي من أجل كسب ورقة التأهل الأولمبي ، وعبر تنظيم بلادنا لهذه الدورة ،كسبت الرياضة الوطنية تجهيز مجموعة من الفضاءات الرياضية واقتناء العديد من التجهيزات الرياضية بمواصفات ومعايير أولمبية ستستفيد منها عموم الجمعيات و الجامعات الرياضية .
لكن ،وأمام نجاح التنظيم و المشاركة القياسية للدول الإفريقية ، فقد اخلفت مشاركة جامعاتنا الرياضية الموعد ولم تعطي ماكان منتظرا منها بل ظهر أبطالها في أسوء حالاتهم وهم يقارعون و ينازلون منافسين لهم مغمورون و ينتمون لدول كانت في الأمس القريب لا يقوى أبطالها الصمود لثوان معدودات أمام ابطالنا (نموذج رياضة المصارعة) التي لم تستطع الظفر ولو بميدالية ذهبية واحدة مع العلم أن جميع مشاركاتها الإفريقية السابقة كانت ضمن أول الجامعات تتويجا بالذهب .
وإلى جانب المصارعة نجد رياضات أخرى جماعية وفردية لم تحقق النتائج المرجوة كألعاب القوى التي عودتنا وعبر تاريخ مشاركاتها حصد اكبر عدد من الميداليات كذلك هو الشأن بالنسبة لكرة القدم و كرة اليد و كرة السلة و الكرة الطائرة و السباحة وغيرهم من الرياضات . 
إن احتلال المغرب للرتبة الخامسة في سبورة الميدالية بحصيلة 109 ميدالية منها 31 ذهبية ،32 فضية و 46 برونزية ، وراء كل من مصر ،نيجيريا جنوب إفريقيا و الجزائر ، جاء بفضل مجهودات أبطال مجموعة من الرياضات الدفاعية الفردية التي فازت بالعديد من الميداليات وجعلت المغرب يتسلق ويرتقي في سلم سبورة الترتيب النهائي ولعل أبرزها رياضة الكاراطي التي أحرزت على 15 ميدالية منها 9 ذهبيات ،4فضية و2 برونزية، وكذلك رياضة التايكوندو التي استطاعت بفضل أبطالها تصدر سبورة الترتيب النهائي ب 11 ميدالية منها 5 ذهبية، 2 فضية و 4 برونزية ، و كذلك هو الشأن بالنسبة لرياضة الملاكمة التي بدورها تسيد ملاكموها نزالات هذه الدورة بإحراز 7 ميداليات منها 4 ذهبية ،2 فضية وواحدة برونزية ، هذا وقد سبق أن أفتتح أبطال وبطلات الجيدو فعاليات الألعاب الإفريقية بإنتزاع ذهبيتين و 5 ميداليات فضية و 4 ميداليات برونزية .
لتكون بذلك الرياضات الدفاعية الفردية قد أنقذت ماء وجه بلادنا خلال الألعاب الإفريقية في نسختها الثانية عشرة المنظمة بالمغرب في غياب تتويج رياضات استفادت من معسكرات تدريبية داخل وخارج أرض الوطن و مشاركات دولية إعدادية كما رصدت لها منح مالية كبيرة وهيأت لها ظروفا مريحة للإعداد التقني و النفسي يروم التركيز التام لتحقيق أحسن النتائج وحصد أكبر عدد من الميداليات وخاصة منها المعدن النفيس.
إن النتائج التقنية المحققة بدورة الألعاب الإفريقية و حصيلة المشاركة المغربية من الميداليات ،يمكن اعتبارها خارطة الطريق لإعداد إستراتيجية وطنية للرياضة المغربية في أفق إستعداد بلادنا للتظاهرات الرياضية القارية و الدولية المقبلة وعلى رأسها الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 ،حيت أصبح من الضروري تقويم الاختلالات التي تعرفها بعض الجامعات الرياضية سواء منها التسييرية و التدبيرية أو التقنية سيما أنه اصبح من الضروري إعطاء الأهمية للجانب التقني عبر إعداد الأبطال وتكثيف برمجة المعسكرات التدريبية المغلقة منها و المفتوحة و المشاركة المتواصلة بالاستحقاقات و التظاهرات القارية و الدولية التي تروم كسب المزيد من الاحتكاك و الخبرة الميدانية ، إلى جانب ذلك وجب الانكباب على تكوين المدربين و الحكام لصقلهم و اكتسابهم الخبرة و المعرفة اللازمتين لإنجاح مهامهم .
وأخيرا، يمكن الإعتراف بما حققته الرياضات الدفاعية الفردية من إنجازات مبهرة خلال فعاليات هذه الدورة مما يجعل الإستثمار فيها ضرورة ملحة وواجب وطني للحفاظ على ريادتها قاريا فإنه يبقى على السلطة الحكومية المكلفة بالرياضة ان تدعمها ماديا و معنويا وتوليها العناية و الإهتمام الذي تستحقه سيما وأن هذه الأنواع الرياضية محرومة على المستوى المحلي من دعم و منح الجماعات الترابية 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في حصيلة المشاركة المغربية بالألعاب الإفريقية قراءة في حصيلة المشاركة المغربية بالألعاب الإفريقية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 08:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية
المغرب اليوم - الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib