كُن سْبع وكولني

"كُن سْبع وكولني"

المغرب اليوم -

كُن سْبع وكولني

بقلم- المهدي الحداد

قيمة الرجال تُقاس بالأعمال والنتائج لا بالأقوال والبهرجة، ومن يعمل غزيرا يصمت كثيرا، فيما أصحاب الفشل والثرثرة دائما ما يسبحون في مستنقعات الفراغ والتلوث، ويحسدون غيرهم من الناجحين ويوجهون إليهم إتهامات تكون في الكثير من الأحيان باطلة.

أبهرني الرقم الذي وصلت إليه ميزانية الوداد الرياضي فرع كرة القدم، والذي أسفر عنه خلال الجمع العام الأخير، حينما تم الإفصاح عن مداخيل صافية فاقت 11,5 مليار سنتيم وفائض 700 مليون سنتيم، وتسديد كافة الديون العالقة بما فيها النزاعات مع المدربين واللاعبين السابقين، أشهرهم الإسباني بينيتو فلورو الذي نال 900 مليون سنتيم مؤخرا، وأكاديمية ديالو الإيفوارية التي حصلت على 400 مليون سنتيم بعد ربح قضية بوبلي أندرسون.

الوداد بهذا الرقم المالي وصل إلى المراتب الأمامية في سبورة أغنى الأندية الإفريقية، وأصبح في الصف الخامس وراء الأهلي والزمالك المصريين وماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي والترجي التونسي، وبات يتفوق على الكثير من الفرق الكبرى التي كانت إلى وقت قريب تعلو عليه بمسافة بعيدة، أبرزها مازيمبي الكونغولي والنجم الساحلي التونسي وإتحاد العاصمة الجزائري وكايزر شيفس الجنوب إفريقي.

وإذا ما كان لهذا الإنجاز من أبطال ورجال فهو الرئيس سعيد الناصيري ومكتبه المسير، وكوكبة اللاعبين والمدربين، والجماهير الغفيرة والمجنونة التي ساهمت عن قرب في الثورة الحمراء والزحف الذي تجاوز صداه القارة الإفريقية.

لكنني أنجذب أكثر للمسؤول الأول عن الفريق الذي يُحسب له ربيع القلعة الودادية، لما قام به من عمل خرافي وإستراتيجية لم يقم بها أحد ممن سبقوه من رؤساء المجد أو الإخفاق، وما فعله طيلة أربع سنوات حقق فيها كل شيء من ألقاب وكؤوس وحب وشهرة ومال.

الناصيري الذي كان الدراع الأيمن للرئيس السابق عبد الإله أكرم، إنقض على تسيير الوداد بقبعة الحالم والطموح والمالك لمشروع كروي عظيم، فتمكن من بلوغ جل أهدافه في ظرف وجيز، مستفيدا من ذكائه الخارق وإتقانه الفريد للتفاوض وقراءة الأفكار، وإجادته عقد الصفقات المربحة والإفلات من الألغام والمقالب.

الرجل ورغم فقر مستواه الثقافي والدراسي وإنحداره من أصول متواضعة بزاكورة، إلا أنه تعلم فن الربح في الحياة من إمتهان التجارة في درب غلف أولا، قبل أن تتشعب علاقاته الأخطبوطية في الأعمال الحرة والبناء في الدار البيضاء ومكناس، لينزل من سيارته "سي كانز" ويركب "ميرسيديس سبور"، ويصبح المقاول الثري والذي دخل فيما بعد قبة البرلمان دون إستئذان، نائبا بإسم حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة زاكورة التي لا يزورها إلا نادرا.

الناصيري ورغم ما يُقال عنه وعن مصدر ثروته وطريقة دخوله عالم السياسة والرياضة، إلا أنه أثبت للأنصار كما المنتقذين أنه رئيس متميز وناجح بإمتياز، وقائد جيش الوداد الذي أتى على الأخضر فقط تاركا اليابس لمطارديه، والمسؤول الذي بحث عنه الوداديون كثيرا منذ حقبات بنجلون ومكوار واجظاهيم.

لقبان للبطولة الإحترافية والوصافة في مناسبتين، ونجمة ثانية في عصبة الأبطال الإفريقية ومشاركة في كأس العالم للأندية، وميزانية مالية قياسية وخرافية وفريق نموذجي للأحلام، والشهية ما تزال مفتوحة للمزيد في الولاية الثانية للناصيري التي تعد بملامسة عتبة الجنون.

الرئيس بمثابة "سْبع" للمدرب واللاعب والمشجع، فهو من يمتلك السلطة والقرار ويحكم وينهى، والمسؤول المُحترم والناجح والذي يحق له فعل ما يشاء هو من تكون نتائجه وثماره وافرة، وأعماله وإنجازاته أكثر من خطاباته، ولا أظن أن أحد الوداديين غير راضٍ عن ما حققه ويحققه سعيد الناصيري، لأنه أعطى أكثر مما إنتظروه وكسب تعاطفهم بعدما أشبع جوعهم، ولسان حالهم جميعا يقول "كن سْبع وكولني".

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كُن سْبع وكولني كُن سْبع وكولني



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 22:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تحذر من خطر المجاعة في 12 منطقة أزمات حول العالم
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تحذر من خطر المجاعة في 12 منطقة أزمات حول العالم

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 04:12 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 00:44 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة ميريل ستريب تتحدّث عن معاناة المرأة بشكل عام

GMT 03:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

"دولتشي أند غابانا" تطرح مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 16:35 2023 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.6 ريختر يضرب شرق روسيا

GMT 10:12 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

مقتل صحفي فرنسي في قصف روسي في شرق أوكرانيا

GMT 14:51 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

بيدري نيتو يغيب عن كأس العالم 2022 بسبب الإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib