التأهل بأيديكم

التأهل بأيديكم

المغرب اليوم -

التأهل بأيديكم

بدر الدين الإدريسي

لا ملجأ للاعبي الوداد في مواجهتهم لإعصار صنداونز الجنوب أفريقي غير جمهورهم، فما يخلد في ذاكرتي على مدار أربعين سنة كاملة، صور لملاحم كروية صاغها لاعبون على أرضية الملعب، ولكن ما كان لها أن تأخذ شكلها الأسطوري وحتى الإعجازي، إلا بوجود جمهور يتحول فوق البساط الأخضر إلى نوبة إعصار تصيب الخصوم بالرمد والتوهان، وكثير من هذه الصور الملحمية هي لجماهير الوداد، فما أكثر ما كانت الهزائم المسجلة خارج الملعب تصيب باليأس والإحباط، إلا أنه بإجراء لقاء الإياب تذوب كالفقاعات كل تلك المخاوف، وتشعر أن الوداد قد تحول إلى إعصار لا يبقي ولا يدر.
بالقطع لا يمكن الإستهانة بأن الوداد خسر جولة الذهاب هناك ببريتوريا بهدف نظيف، ولا نسقط من الحسبان أن من خسر أمامه الوداد هو صنداونز بطل النسخة الأخيرة، الفريق الذي فاجأنا جميعا في دور المجموعات وهو لا يفوز بأي من المباريات الثلاث التي لعبها بميدانه، بينما نجح في ضرب المنافسين بمعاقلهم، إلا أن حجم الخسارة ومضمون مباراة بريتوريا التكتيكي، يجعلنا مطمئنين لقدرة الوداد على التعويض، ليس هذا فقط، بل تحقيق الفوز بالنتيجة التي تقوده رأسا إلى الدور نصف النهائي للسنة الثانية على التوالي.
وللوصول إلى الهدف لا بد وأن نسقط من الرؤوس ما علق بها من أحكام قيمة، بخصوص مؤدى الوداد وبخصوص نهجه التكتيكي وبخصوص ما يسود علاقة عموتا والناصيري من تقاطع، هناك حاجة لأن يتخلص جمهور الوداد قبل اللاعبين من الوساوس التي سكنت الرؤوس بعد الذي شاهده في مباراة الفتح وفي مباراة صنداونز ببريتوريا، برغم ما يوجد من إختلاف في الأداء وفي السياقات، لكي يذهب هذا الجمهور إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وهو أكثر ثقة من اللاعبين أنفسهم على أن التأهل للمربع الذهبي بإذن الله سيكتب باسم الوداد.
إن أكثر ما ألح عليه في توصيفي لكثير من مباريات كرة القدم، هو النأي قدر المستطاع عن أحكام القيمة، فلو جاز الركون إلى بعض المقايسات الموضوعية والمنطقية، فإنه حتما لا يجوز إعدام الحوافز النفسية التي تقهر داخل اللاعبين حالة البؤس وحتى محدودية الأداء، لذلك ستكون للاعبي الوداد ردات فعل قوية هي من حجم المباراة وهي من العمق التاريخي للوداد وهي من شعورهم بقيمة هاته الجماهير التي تقف وراءهم ولا تسمح أبدا لا بإنزال السلاح ولا برفع الراية البيضاء ولا بمناقضة الطابع الملحمي لفريق الوداد.
وسيكون حسين عموتا حريصا على أن يخرج الفريق في الهيئة التكتيكية التي تسمح له بترويض صنداونز، سيكون حريصا على أن يوظف كل معطيات مباراة الذهاب ببريتوريا من أجل تقديم الوصفة التكتيكية التي بها سيتسلح اللاعبون لإسقاط المنافس، وتلك الوصفة أو الهيئة التكتيكية يتوقف نجاحها على درجة التركيز وعلى المخزون البدني وبالخصوص على الدعم القوي للجماهير الودادية التي ستكون سباقة قبل اللاعبين الوداديين لتخويف لاعبي صنداونز والإجهاز على هدوئهم.
هي بالطبع مباراة ملغومة، ولغمها الذي سيحاول الوداد تفكيكه هو في نتيجة الذهاب، فصنداونز نجح في التسجيل ونجح أيضا في عدم استقبال أي هدف، والمؤكد أنه سيحاول قدر ما يستطيع إتلاف الثلث الأول من زمن المباراة من دون أضرار، وسيحاول أيضا أن ينطلق بحذر في مرتدات سريعة عله يصطاد هدفا ليجعل التأهل منه قريبا، ومقابل ذلك ليس مطلوبا من لاعبي الوداد إستعجال الأهداف وليس مطلوبا منهم، إن قرر عموتا اللعب بالضغط العالي للإبقاء على لاعبي صنداونز متقوقعين في منطقتهم، أن يتركوا مساحات فارغة وراء الظهر من دون تغطية كاملة.
ومع كل هذه المستلزمات التكتيكية، نقف على الدور الإستراتيجي الذي ستلعبه جماهير الوداد خلال المباراة، فالمفروض أن تكون هي جهاز الحماية والرقابة، أن تدفع اللاعبين بتؤدة لكسب الرهان وأن لا تيأس قبلهم في إدراك الهدف.
أشعر أننا سنعيش ليلة حمراء تذكر بكل الليالي الجميلة التي صممها لنا لاعبو الوداد في مشوارهم القاري للموسم الماضي وحتى الموسم الحالي، فقط يجب أن نثق في قدرة اللاعبين على كسب الرهان. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأهل بأيديكم التأهل بأيديكم



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 19:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
المغرب اليوم - أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:24 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 19:51 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل افتتاح بنكهة أفريقية للشان في المغرب

GMT 13:32 2025 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنشيلوتي يطمح لقيادة البرازيل نحو لقبها العالمي السادس

GMT 14:13 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية ثورية للتحكم في النعاس أثناء القيادة من باناسونيك

GMT 04:57 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ظهور دولفين مهجن آخر في هاواي

GMT 04:45 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يهدد اللاعبين الذين تراجع مستواهم

GMT 05:18 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

محمد جبور يعرب عن فخره بنجاح تصاميمه عالميًا

GMT 14:45 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

تصنيف “جامعة الرباط” في المرتبة 15 إفريقيّا

GMT 17:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 00:26 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة بوسي تكشّف أسباب ابتعادها عن الأدوار الكوميديا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib