المراهقون أفسدوا الكرة
المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير بدء انسحاب وحدات الجيش السوري من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد اتفاق لوقف إطلاق النار
أخر الأخبار

المراهقون أفسدوا الكرة

المغرب اليوم -

المراهقون أفسدوا الكرة

بقلم - منعم بلمقدم

أي مسخ وأي هراء هذا الذي أصبح اليوم ملازما لجلد مدور يجنن الملايين ويلعب بالأحاسيس، بل ويثير القرف ويستفز مشاعر الفقراء مثلي ومثلكم بتداول كل هذه الأرقام الفلكية التي تخبل العقول وتصيب بالدوار للاعبين مراهقين بالكاد أعلنوا شهادة ميلادهم الكروية وبلا ماض يذكر؟
أي ميركاطو مجنون هذا الذي قص شريطه الخليفي حاكم الإمارة الباريسية وتخطى خلاله الخطوط البنفسجية بالتجرؤ على حمى إمبراطوية البارصا، وسحب أيقونتها نيمار مكرهة برشلونة لا بطلة؟
ما يثار اليوم من أرقام خرافية يشترطها موناكو لتسريح اليافع مبابي من الإمارة، ويربط بها دورتموند الأسمراني ديمبلي وقيد من خلالها ليفربول أقدام كوتينيو، ورفع مهر أسينسيو والمراهق سيبايوس لنحو نصف مليار دولار حالة تستوجب تدخلا فوريا من حكام الكرة كي لا تفقد الأخيرة سليقتها وألقها، وتتحول لآلة فاقدة لكل المتع التي بها سميت الرياضة الشعبية الأولى على مستوى العالم.
الشكل الجديد للميركاطو بعد بدعة السان جرمان، وطلاق الخلع الذي فرضه الخليفي فرضا على باروتيميو وبرشلونة بتقديم مهر نيمار رغما عن أنف البارصا وعشاقها، يسير بفلك الكرة صوب الجنون ويبحر بسفينتها صوب الخيال العلمي والبعد الخامس المحمول على كل أصناف الهوس الممكن وغير الممكن تصورها.
القدرة المالية التي صارت اليوم لفرق مرهونة بيد ملاك أثرياء من قبيل الفريق الباريسي والسيتي بأنجلترا وحتى تشيلسي والريال، لم يعد يصمد معها لا شرط جزائي ولا غيره، وصار المستحيل ممكنا والإعجاز متاحا، لتقفز قيم اللاعبين في بورصة الإنتقالات بشكل لم يكن العقل ليتصوره حتى عقد قريب.
إلى اليوم لا أرى أن لوكاكو يستحق 80 مليون يورو التي دفعها المان لضمه، ولا أعتقد أن مهاجما احتياطيا بقلعة الملكي من طينة موراطا يليق به المهر الذي قدمه تشيلسي لخطب وده، بل منتهى الجنون أن يصر اليوم موناكو على تسريح اليافع مبابي بما يقارب 200 مليون يورو، وعصي على الإستيعاب لمتتبع مثلي واكب فان باسطن وفولر وكلينسمان وبيركامب وروماريو والظاهرة رونالدو وفيالي وفييري والمارد إينزاغي، بل حتى إيطو وأنيلكا وموريانطيس وراوول وسوكر وبوبان وشيرر وغيرهم كثر من قناصي الأزمنة الحاسمة والصعبة، حتى لا أتحدث عن صانعي اللعب ورسامي خطوط الوسط، أن يتجاوزهم مبابي أو ديمبلي اللذين بالكاد يحبوان ويخطوان أولى الخطوات في درب الكرة.
ما تطلبه الفرق الأوروبية اليوم في لاعبين بلا تاريخ ولا ماض من مبالغ خرافية أمر يفرض إشهار «فرمان» على الطريقة التركية يعيد قوم الكرة لجادة الصواب ولرشدهم ويفرض التوازن الذي سيختل لو استمر كل هذا الهدر بالبشاعة المعلنة اليوم بلا حسيب أو رقيب يفرمل السوق ويضبط أوتاره.
ما يطلب من مبالغ في هؤلاء المراهقين سيعني نهاية مبكرة لموهبتهم وسوء تقدير لها، كونهم سيعيشون حالة إشباع مبكرة وسيفقدون حافز الإبداع والإستمرارية وسيتعلق قلبهم وعقلهم بالمال أكثر منه بسحر الكرة وإبداعها.
مستحيل تصور استمرار هذا المشهد ومستحيل قبول انتقال العدوى لمحيطنا الكروي محليا، ولعل حالة قديوي مع الرجاء وعقده الخرافي كما سماه رئيس النادي سعيد حسبان لشاهد فعلي على أن الكرة صارت اليوم بحاجة لجمركي مرور يعيد تحديد الرسوم والتعريفة من جديد لكل راغب في العبور لضفة المجد.
مستحيل أيضا متابعة ديمبيلي مستقبلا وهو يباع بأضعاف سعره الحقيقي كون اللاعب سيغنم ماليا ويظلم كرويا، وسيظل رهينة لمقارنات لا تنتهي تضع موهبته في الميزان مع كومة اليوروهات التي يرغب الكناري الألماني حلبها من ضرع البارصا.
هو وكر الدبابير إذن الذي فتحه الخليفي، والحسنة الوحيدة الذي تحسب له كونه أتاح أمام لاعب موهوب من حجم نيمار أن يتسيد عرش الأغلى في العالم وينهي الهجرة صوب الصين التي تغري نجوم المستديرة، بل أكبر حسناته أنه أزاح بوغبا من الصدارة ورفع عنه الضغط والمقارنات، لأنه لا يعقل أن تكون الكرة التي عشقناها وسحبتنا لفلكها يتسيد صفقاتها شيطان المان يونايتد الذي باعه رايولا بأضعاف سعره الحقيقي في جنح الظلام.

عن جريدة "المنتخب"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراهقون أفسدوا الكرة المراهقون أفسدوا الكرة



هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 19:22 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ فى دوريات أوروبا

GMT 13:18 2025 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

GMT 12:23 2025 الخميس ,26 حزيران / يونيو

كولومبيا تخصص يوماً للاحتفال بنادي الوداد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib