يوميات ريو ديجانيروزملاء من العالم
أخر الأخبار

يوميات ريو ديجانيرو.."زملاء من العالم"..

المغرب اليوم -

يوميات ريو ديجانيروزملاء من العالم

يونس الخراشي

أحسن تكوين للصحافي الرياضي هو وجوده في البطولات القارية والعالمية، والألعاب الأولمبية، وما جاورها، ففضلا عن أنه يجد نفسه إزاء تحد كبير يقتضي إنشاءه للمقالات إنشاء وهو يعاين الأحداث تتحرك أمامه، فإنه يلتقي بزملاء من العالم كله، يتعلم منهم الكثير.

وفي دورة ريو ديجانيرو الأولمبية، التي عشتها عن كثب طيلة 14 يوما، إذ كنت برفقة طيبة من زملاء شباب وآخرين يملكون خبرات واسعة، ضمنهم على الخصوص سفيان أندجار، من يومية "الأخبار"، الذي تعلمت منه الكثير مما قد يعلمه شاب مثله لـ"شيخ" مثلي، ومحمد الروحلي من "بيان اليوم"، الذي يسر لي، بل لنا، كثيرا من الأمور التي لولا وجوده معنا في الرحلة لأشكلت علينا، بفعل خبراته الأولمبية الكبيرة، تعلمت الكثير من صحافيي بقية العالم.

كانت عملية التعلم تحدث يوميا، وبتلقائية كبيرة للغاية، من خلال المعاينة، والنقاش، وكذا من خلال التتبع في وسائل الإعلام المحلية، فضلا عن مراجعة ما سبق لي أن كتبته، ومتابعة التعليقات على بعضه وهو منشور في صفحتي الخاصة على موقع "فيسبوك"، فأستدل من خلال كل ما سبق على الاتجاه الصحيح، وكأني بنفسي إزاء بوصلة تحدد لي الوجهة الصحيحة التي يتعين علي أن أمضي إليها.

وهكذا، كنت ألاحظ، كل يوم، بأن الأوراق والأقلام ما زالا يملكان مكانتهما في عالم الصحافة، ذلك أن كل الصحافيين، أو أغلبهم، يتخذون من الورق والقلم صديقين حميمين لتسجيل الأحداث، أو المشاهدات، قبل تحريرها بشكل نهائي على الآيفونات أو الآيبادات، أو الحواسيب، وإرسالها إلى المركز لتصبح مادة إعلامية صالحة للنشر، إما في موقع إلكتروني أو جريدة ورقية، أو غيرهما.
كما كنت ألاحظ بأن التخصص هو الصحافة اليوم، فلم أكن أجد صحافيا يغطي معي مواجهة في الملاكمة، ثم يركب معي في الحافلة التي ستنقلني إلى ملعب "جواو هافيلانج، حيث ستجري منافسات ألعاب القوى، أو إلى القرية الأولمبية، أو مكان آخر، بقدر ما كنت أجد وجوها جديدة في كل مرة ألج فيها قاعة من القاعات، أو ملعبا من الملاعب، حيث صحافيون مختصون في كل نوع رياضي، عساهم يبلغوا الخبر بأمانة، ودقة إلى المتتبع.

بطبيعة الحال كان بعضهم يتنقلون مثلما أتنقل، وزملائي، بين ملعب وآخر، وقاعة وأخرى، والقرية الأولمبية أيضا، وكلهم عرب على الأرجح، من بلدان ترى في الصحافة شيئا "من ضمن" أشياء أخرى لا تهم، أو ليست مهمة الآن على كل حال، وبالتالي يمكن تأجيل الحديث عنها إلى وقت لاحق، ربما لن يأتي، أو لا يهم إن لم يأت، أو من الأفضل لو أنه لا يأتي.
أما زيارتي إلى كل من وكالتي "الأنباء الفرنسية" و"رويترز"، وبعض الجرائد الشهيرة في عالم الرياضة، التي كانت تقيم معها في طوابق العمارة الشاهقة للمركز الإعلامي الرئيسي للدورة الأولمبية، بمحاداة فندق "ماريوت"، فضلا عن زيارتي لمركز القنوات الفضائية العالمية، فأتاحت لي فرصة كي أكتشف إلى أي حد هو أساسي ومهم للغاية اللوجيستيك في العمل الصحفي المميز، وكيف يمكن استثمار الفريق في إنتاج عمل صحفي جيد. 

فقد تشكل الفريق العربي لوكالة الأنباء الفرنسية، مثلا، من ثمانية صحافيين عرب، يشتغلون بالتناوب، إذ يعمل نصفهم لدوام صباحي، والنصف الآخر لدوام ما بعد الظهر، وهكذا دواليك، على أنهم كانوا يركزون على "الفيتشر"، أو ما يسمى بـ"الأوراق الملونة"، أو "الميني ربورتاجات"، فيما ينهون اليوم بحصيلة لجميع الأخبار التي تهم الرياضيين العرب، وقد يركزون على مباراة أو منافسة، في حال كان هناك مرشح عربي لتحقيق نتيجة جيدة.

ملاحظة أخيرة، وهي أن عامة الصحافيين الذين التقيتهم في ريو ديجانيرو، باستثناء العرب منهم، لأن لهم وضعية خاصة جدا، تستحق أن تحكى بمفردها، بدا لديهم شغف كبير بمهنتهم، بحيث كنت أصادف في طريقي، مثلا، شيوخا، اشتعلت رؤوسهم شيبا، ووهنت عظامهم، يدلفون وراء الخبر، غير آبهين بالعمر الذي يتسرب من بين أيديهم، بقدر ما يأبهون لنقل المعلومات بما يجعل القارئ، والمستمع، والمشاهد، مستمتعا في كل حين، وأكثر شوقا للمزيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات ريو ديجانيروزملاء من العالم يوميات ريو ديجانيروزملاء من العالم



GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 16:12 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

اجتماع لروساء الرجاء البيضاوي للخروج من أزمة النادي

GMT 11:07 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المدرب طاليب يكسب ثقة مسؤولي وجمهور الجيش

GMT 15:55 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تعرف على أفضل العطور النسائية لعام 2019

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المعالم السياحية في "كوتا كينابالو"

GMT 04:58 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"البرغموت" المكون الثابت لجميع العطور
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib