من يطبق قوانين النزاهة

من يطبق قوانين النزاهة؟

المغرب اليوم -

من يطبق قوانين النزاهة

بقلم : سلام مكي

الفساد، بوصفه ثاني أخطر ظاهرة بعد الإرهاب، في عراق ما بعد التغيير، يحتاج إلى حزمة قوانين، رادعة، قادرة عن مواجهته بشكل يناسب سطوته على مؤسسات الدولة، لهذا، تم تشريع قانون لاستحداث هيئة النزاهة، ومكاتب المفتشين العموميين في الوزارات، وديوان الرقابة المالية، وجلب شركات متخصصة في مكافحة الفساد.

كل تلك المؤسسات، والقوانين التي تدعم وجودها، إلا أن الفساد ما زال على حاله، يستنزف المال العام، ويساهم في خلق فجوة كبيرة بين فئات المجتمع، فالأجهزة الرقابية كالنزاهة وغيرها، تؤدي دورًا كبيرًا في الحفاظ على المال العام، وعرقلة مشاريع الفساد، بما تملكه من سلطات قانونية وصلاحيات محددة وفقًا لقانونها والقوانين ذات الصلة، لكن ثمة الكثير من المؤاخذات على آليات محاسبة الموظفين ومعاقبتهم وإحالتهم إلى المحاكم المختصة من قبل المفتش العام في الوزارات.

إذ تشكل لجان تحقيقية من قبل المفتش العام، الذي يقوم بالتحقيق في القضية المطروحة أمامه، وحين يجد ضررًا في المال العام، فيوصي بإحالة الموظف إلى المحاكم المختصة، علمًا أن الموظف ينتسب إلى جهة لها شخصية معنوية مستقلة عن شخصية المفتش العام، بعدها تتولى هيئة النزاهة التحقيق في القضية ثم تحيلها إلى محكمة التحقيق المختصة بقضايا النزاهة.

تلك العملية تتم، عن طريق ثلاث جهات كل واحدة تتبع مرجعًا إداريًا مختلفًا عن الأخرى، علمًا بأن دائرة الموظف المحال لا رأي لها في الإحالة إلا ما ندر، وتلك العملية التي تشترك بها أكثر من ثلاث جهات، لا تؤدي إلى الإسهام في  مكافحة الفساد، بل تساهم في خلق حالة من الفوضى الإدارية وعدم القدرة على مواجهة الحالات التي تستحق مواجهتها، وتؤدي إلى إشغال القضاء بقضايا غير مهمة ولا تشكل خطرًا على المال العام، نتيجة لاختلاف الرؤى والقوانين التي تحكم تلك الجهات.

فكثيرًا ما نسمع إحالة عدد من الموظفين إلى المحاكم المختصة، وأغلب تلك الإحالات تنتهي إلى غلق القضية بسبب قناعة القضاء بعدم وجود هدر في المال العام، في حين، يمكن أن نتخلص من هذا الإرباك، عن طريق اختزال الجهات التي تتولى التحقيق والإحالة في قضايا الفساد إلى جهة واحدة وهي القضاء.

والقضاء لا بد أن يكون المسؤول الأول والأخير عن أي جهد لمكافحة الفساد والتحقيق مع الموظف، وهذا لا يحتاج إلى تدخل تشريعي، فهناك قانون الادعاء العام النافذ، الذي يمنح جهاز الادعاء العام، وهو جزء أساسي من السلطة القضائية، مهامًا جسيمة وسلطات واسعة للتحقيق في أي قضية فساد أو شبهات في خرق القانون أو التعليمات، فالضغط على القضاء عبر إحالة موظفين إلى المحاكم دون التقيد بإعمام مجلس القضاء الذي أشار إلى ضرورة أن يرفق مع محضر التحقيق المتضمن إحالة موظف إلى المحاكم، الأدلة التي تؤكد وجود خرق في القانون، لا يخدم مكافحة الفساد، بل يساهم في خلق إرباك للعمل القضائي، لذا، لا بد من وجود سلطة واحدة تتولى مسؤولية تطبيق قوانين النزاهة بدلًا من ثلاث سلطات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يطبق قوانين النزاهة من يطبق قوانين النزاهة



GMT 18:21 2017 السبت ,11 شباط / فبراير

هل أتاك حديث الفساد؟

GMT 14:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

عولمة الفساد في العراق

درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 03:10 2013 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

ترجمة رواية "الخيميائي" للكاتب "باولو كويلو"

GMT 12:37 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

الكشف عن العلاقة بين العطر ولون الشعر الأبيض

GMT 21:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

التكناوتي أفضل لاعب في الوداد لشهر شباط

GMT 11:10 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

وفاة شخص إثر حادثة سير مروعة في وجدة

GMT 06:34 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية

GMT 05:44 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

دليلك لقضاء عطلة مميزة في مدينة سان فرانسيسكو

GMT 08:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"شميشة" تستثمر في الإمارات وتدشن مطعمًا راقيًا في دبي

GMT 23:40 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيف قاصر 14 سنة بتهمة اغتصاب أرملة عمه في مراكش

GMT 10:29 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جيلي تقدم سيارتها "Imperial" في معرض أوتوماك فورميلا

GMT 11:46 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

تعرفي على طريقة علاج إلتهاب فروة الرأس

GMT 03:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

عطر "ليزا" يحتفل بمرورعام على إطلاقه

GMT 13:34 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مدينة فيرونا الإيطالية الأفضل لشهر عسل رومانسي

GMT 06:14 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ميس النوباني تحتفل مع والدها عبر "فيسبوك" بعام 2018

GMT 16:37 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

​المغرب يحظى بتنظيم البطولة الأفريقية للكانوي كياك

GMT 01:32 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

الأهلى يقترب من ضم مهاجم مصر المقاصة وائل فراج

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

الضرب في المدارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib