الرئيسية » قضايا ساخنة
الاحتياطي الفدرالي الأميركي

واشنطن - شينخوا

أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أحدث توقعاتها للنمو الاقتصادي في الـ14 من ديسمبر الجاري، لتعلن أن المنطقة ستختتم عام 2016 بانكماش يصل في المتوسط إلى 1.1% " و"ستشهد نموا متواضعا نسبته 1.3% في عام 2017".

وتصادف أن الاحتياطي الفدرالي الأميركي قام في نفس اليوم برفع سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس ليتراوح بين 0.50% و0.75% وألمح إلى أنه سيمضى بخطى أسرع في رفع سعر الفائدة خلال العام المقبل.

وتأثرا برفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة، تشهد عملات دول أمريكا اللاتينية الكبرى مستويات مختلفة من خفض قيمتها. وقد قام البنك المركزي المكسيكي وبشكل عاجل برفع سعر الفائدة بين ليلة وضحايا بواقع 50 نقطة أساس ليعوض بشكل مؤقت التأثير الجانبي السلبي للتحرك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي.

ولكن استمرار الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة سيقود إلى دولار أمريكي قوى، وهو ما سيجلب حالة من عدم اليقين للانتعاش الاقتصادي في أمريكا اللاتينية.

أولا وقبل كل شي، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى تدفق رؤوس الأموال من دول أمريكا اللاتينية إلى أمريكا، ليعرض ذلك تلك البلدان إلى مزيد من مخاطر الديون، وفقدان رؤوس الأموال سيزيد من عبء الديون لديها وسيوجه ضربة قوية لبعض دول أمريكا اللاتينية في ضوء اعتمادها بشدة على "الأموال الساخنة" الدولية.

وفي ثمانينات القرن الماضي، شددت الولايات المتحدة فجأة من سياساتها النقدية بعد سنوات من انتهاجها لسياسة التيسير الكمي، ما أحدث أزمة ديون دامت لعشر سنوات في أمريكا اللاتينية ، والتي يطلق عليها تاريخيا اسم "العقد المفقود" للمنطقة.

ثانيا، سيؤدى رفع الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، وهو ما سيعمل على تثبيط إجراءات التحفيز الاقتصادي.

فمن أجل التعامل مع اقتصاداتها الواهنة، أعلنت دول كبرى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك والأرجنتين جميعا عن سلسلة من سياسات التحفيز الاقتصادي مثل إقامة مشروعات لتوسيع البنية التحتية والطاقة، وهي مشروعات تتطلب قدرا كبيرا من التمويل الخارجي.

ورفع الاحتياطي الفدرالي للفائدة سيجعل البنوك المركزية لتلك الدول مضطرة إلى رفع أسعار الفائدة لديها أيضا وخفض قيمة عملاتها السيادية، وهو ما سيرفع من تكاليف اقتراض رأس المال الأجنبي.

ثالثا، سيؤثر رفع أمريكا لأسعار الفائدة أيضا على قدرات التصدير بالنسبة لبعض دول أمريكا اللاتينية المصدرة الرئيسية.

وفي الآونة الأخيرة، قفزت أسعار السلع الأولية في السوق الدولية، ما عاد بفائدة كبيرة على بعض دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وشيلي وبيرو التي تعتمد بشدة على صادرات السلع الأولية.

ولكن بعد عمليات رفع متعددة لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، من المتوقع أن تتراجع أسعار السلع الأولية الدولية، وهو ما سيضعف أرباح الصادرات التي تحققها الدول السالف ذكرها.

بيد أنه في مواجهة المخاطر السالف ذكرها، فإن الآفاق الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ليست قاتمة كما يظن المرء. فمقارنة بأزمة الديون التي حدثت في ثمانينات القرن الماضي والأزمات المالية والنقدية التي حدثت في مطلع القرن الـ21، حسنت معظم دول أمريكا اللاتينية على نحو كبير من قدرتها على الدفاع عن نفسها من المخاطر المالية الخارجية بفضل امتلاكها لقدر أكبر من احتياطيات النقد الأجنبي وانتهاجها لسياسات مالية أكثر حذرا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغاربة ثالث أكبر جنسية حاصلة على تصاريح الإقامة في…
فرنسا تحت المجهر هل تتحول إلى المشكلة الجديدة لأوروبا
مشروع أوروبي جديد يرفع كلفة التحويلات المالية لمغاربة العالم
أوروبا ترفع إنفاقها العسكري وسط جدل حول العوائد الاقتصادية
التهرب الضريبي في الوسط الفني يكبد الدولة اكثر من…

اخر الاخبار

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
إيران تؤكد عدم إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة…
ناصر بوريطة يكشف ملامح الدبلوماسية المغربية في الفضاء السيبراني
واشنطن تقلل من أهمية دور إسرائيل في جهود وقف…

فن وموسيقى

ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…
أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…

أخبار النجوم

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
أنغام تستعد لإحياء حفل ضخم عند الأهرامات وتعد جمهورها…
أروى جودة تتحدث عن الأدوار التي تتمنى تقديمها
ظافر العابدين متحمس لبدء تصوير مسلسل "ممكن" مع نادين…

رياضة

ميسي يقود إنتر ميامي لاكتساح ناشفيل والتأهل إلى نصف…
محمد صلاح على أعتاب معادلة رقم واين روني وتسجيل…
رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
إنطلاق المرحلة الأولى لتنزيل المجموعات الصحية الترابية بجهة طنجة…
إنخفاض مستويات فيتامين D في الدم قد يرتبط بارتفاع…
دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

جمارك المغرب تكشف شبكات دولية تستغل النساء في تهريب…
موسكو تؤكد أن أغلب العاملين في محطة الضبعة النووية…
المغاربة ثالث أكبر جنسية حاصلة على تصاريح الإقامة في…
فرنسا تحت المجهر هل تتحول إلى المشكلة الجديدة لأوروبا