الرئيسية » في المكتبات
الشاعر السوري محمد سعيد حسين

دمشق - المغرب اليوم

من جيل تسعينيات القرن الماضي في تناول البياض إبداعياً، حين سفك حبره من خلال القصة القصيرة، فأصدر خلال خواتيم ذلك العقد من القرن العشرين أكثر من مجموعة قصصية، لعلّ أهمّها «مُكاشفات زهرة الدُفلى وكسر متبتّل» اللتان لاقتا حفاوةً نقدية، غير أن محمد سعيد حسين لم يكتفِ بالقصة وحدها، فذهب صوب التكثيف، عندما بدأت الحالة «التعبوية» للقصة القصيرة جداً تشتد خلال تلك الفترة، فخوّض مع فرسانها الأوائل أواخر القرن العشرين، وأوائل الحادي والعشرين، قبل أن «يكوّع» باتجاه الشعر، وللحقيقة؛ فإن محمد سعيد حسين؛ بقي في تنويعات كتابته الأدبية، وفيّاً للشعر في كلِّ ما أصدر وكتب، حتى وإن جاءت بعضُ إصداراته بغير جنس الشعر. وكان محمد سعيد حسين يُقدّمُ «القصيدة» بلبوساتٍ متنوعة،‏ فهو شاعر يُقدّمُ قصائد بالمحكي من اللغة، وهو عندما كتب القصة القصيرة، ولاسيما في مجموعته «مكاشفات زهرة الدُفلى» جاءت «الحكاية» بكامل شعريتها العالية، ولولا الحدث في القصة لتحولت القصة قصيدةً صرفاً، وهكذا كان شأنه عندما خوّض في «الأقصودة» أو كما يُسميها البعضُ «القصة القصيرة جداً».. وفي ديوان الشعر السوري اليوم نقرأ له من مجموعة «كأني تنبأت هذا الوصول» الصادرة كما كل نتاجه السابق عن دار بعل بدمشق:
1
يا أمّه، لا تظلميهْ
ردّي لهُ ما ضاع من حليبه،
ثمّ احكمي عليه!
ردّي لهُ ما غيّب النسيانُ من ألعابه،
حتى يعود فاتحاً يديه!
2
على طاولةٍ قصيّةٍ،
في مقهى عتيق، جلسنا متقابلين،
رحلت..
ظلُّ إصبعها لايزالُ
ينقرُ على الطاولة.

اقرأ أيضًا :

إصدار رواية بعنوان "سهراب" للكاتبة منار غنطوس
3
أن تفاجئك الحياة،
وأنت على أهبّة الحرب،
أنى لك أن تغشاها،
وأنت بالكاد تستجمع ما تبقى من يقينك،
لرفع الأشلاء عن بؤس شوارعها!
تعدُّ العابرين إلى موتهم،
تدوّن شهقات الأطفال.
تعدُّ وجبةً من صراخ،
تُعينك على تبديد كثافة الأحمر
الذي يُخضبّ نشيجك اليائس!
أن تفاجئك الحياة،
وأنت في قلب الموت،
ما عساك تفعل يا بن أمي،
أقدس من أن تُحب. ؟!
4
على حائطٍ من خيبة،
أثبّتُ مسامير الندم،
أعلّقُ عليها روحي،
و.. أخرجُ مهرولاً،
في أثر ندمٍ جديد.
5
في حجرتي الضيقة
ليس الظلامُ كلّ ما يملأُ المكان
خوفي أيضاً!
6
في غيابكِ
أقشّرُ الدقائق عن داليةِ الوقت،
وأهرقُ خمرتي في خابية الفراغ
وحدي.
أرتّبُ أنوثتكِ على مائدة الانتظار،
وأعدو على مضمار الحلم
باحثاً عن سكرتي
الهاربة.
7
حين اقتطفتُ من شفتيك
تلك القبلة.
اكتشفت
كم كانت علاقتي بالنار ملتبسة.

قد يهمك أيضًا :

مناقشة كتاب "فن اللامبالاة" في جيزويت الإسكندرية الاثنين

«غرفة السطح» تصوير للمجتمع الهندي في أربعينيات القرن العشرين

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تستأنف أنشطتها في هذا التاريخ
إصدار كتاب جماعي جديد يتحدث عن قيمتَي الوفاء وحفظ…
"رياح هادئة" تحمل حوارات ياسين عدنان مع فوزي كريم…
إصدار كتاب يرصد علاقة المثقف بالدولة في "العهد الإسلامي"
سيرة التكوين للمفكر سعيد بنكراد سرد ذهني "يحمل الحيرة…

اخر الاخبار

الجنائية الدولية تندد بالعقوبات الأميركية وتصفها بهجوم على استقلالها
نزوح غير معلن في ضاحية بيروت يثير تساؤلات حول…
اليونيفيل تعثر على نفق وذخائر جنوب لبنان وتسلّمها للجيش…
مصر تكثّف مساعي التهدئة في غزة مع اقتراب إسرائيل…

فن وموسيقى

تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…

أخبار النجوم

وائل كفوري يستقبل ابنته الأولى من شانا عبود ويختار…
رسالة مؤثرة من زوجة محمد رحيم في عيد ميلاده…
رابح صقر ينعى ابن شقيقته برسالة حزينة ومؤثرة
آمال ماهر تكشف موقفها من العودة إلى لأي علاقة…

رياضة

فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…
محمد صلاح يصنع التاريخ كأول لاعب يفوز بجائزة أفضل…
محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
فيفا يعلن تفاصيل كأس العالم للأندية للسيدات

صحة وتغذية

عادة بسيطة تساهم في تقليل الكوليسترول وتعزيز صحة القلب
الكيتامين لا يعالج الألم المزمن وتحذيرات من آثاره النفسية…
علماء يبتكرون علاجاً ثورياً للسرطان يجمع بين البكتيريا والفيروسات…
فحص دم مبكر يكشف سرطان المبيض بدقة ويمنح أملا…

الأخبار الأكثر قراءة