الرئيسية » تحقيقات

برلين ـ وكالات

يسعى مشروع "اكتشفي كرة القدم" الألماني إلى تكريس حرية المرأة على مستوى العالم من خلال ممارسة الرياضة. ونظرا للتحولات العميقة التي تشهدها بلدان الربيع العربي تم اختيار لاعبات عربيات من عدة دول للمشاركة في الدورة الحالية.كانت رامونيا متأكدة من أن السؤال عن الحجاب سيطرح عليها لا محالة، فالتفتت إلى محاورها بأدب مجيبة أن "لا أحد أجبرها على ارتداء الحجاب. وأنها قررت بمحض إرادتها ارتداءه. فهو جزء من دينها الإسلام". ولدت رامونيا في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تعيش حاليا مع عائلتها في العاصمة الأردنية عمان. وهي تشير إلى أن " الناس يعتقدون أن العرب ما زالوا يعيشون في الأزمنة الغابرة، ولهذا قررت هي هدم الصور النمطية الجاهزة سواء في موطنها أو في العالم العربي أو في أوروبا"، معتمدة في ذلك على شيء واحد فقط: على كرة القدم. تتميز رامونيا بفصاحة اللسان وبثقة عالية في النفس. كانت دائما تغضب من قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع اللاعبات من ارتداء الحجاب أثناء المباريات. وعلّل الفيفا قراره باحتمال التعرض للإصابة بسبب غطاء الرأس. وأثار القرار لغطا قويا عام 2011 داخل وخارج الأوساط الرياضية الدولية، خاصة عقب إقصاء المنتخب الإيراني للسيدات في المنافسات المؤهلة لأولمبياد لندن، بسبب إرغام المسؤولين الإيرانيين اللاعبات على ارتداء الحجاب قبل دخولهن الملعب.وبعد قرار الفيفا قادت رامونيا حملة احتجاجية على شبكة الإنترنت، حصلت على إثرها على موافقة سبعين ألف مستخدم للشبكة العنكبوتية. وبحثا عن قنوات ضغط، عمدت الشابة على المستوى الوطني إلى لقاء الأمير علي بن الحسين، رئيسِ الاتحاد الأردني لكرة القادم الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا). كما أنها قابلت عددا من الشخصيات الأوروبية الفاعلة إلى جانب مسؤولين بالأمم المتحدة. وفي يوليو من عام 2012، ألغى الاتحاد الدولي قرار حظر الحجاب على اللاعبات. "نتمتع نحن أيضا بحق اللعب" تقول رامونيا، وقد شاركت مؤخرا في مشروع "Discover Football" النسائي الذي شاركت فيه أيضا لاعبات من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وفي هذا الإطار شاركت اللاعبات العربيات في ورشات تعليمية وقمن بجولات كان الهدف الرئيسي منها التعرف على آليات لتقوية المنظومة الرياضية في بلدانهن. وأوضحت رامونيا البالغة من العمر تسعة وعشرين عاما، والمسؤولة عن كرة القدم النسوية داخل الاتحاد الأردني، أن اللاعبات "من مختلف الأعمار في بلدها يتقاضين أجرا؛ علما أن عدد اللاعبات في بداية الأمر لم يتعد خمسا وعشرين لاعبة، أما اليوم فعددهن شارف الأربعمائة". وهو ما يعد إنجازا كبيرا مقارنة بباقي الدول العربية.فسارة مثلا، التي تعيش في العاصمة السعودية الرياض، تحلم بما حققته زميلاتها في الأردن. وأثناء الجولات التفقدية، زارت سارة مدرسة ابتدائية في حي كرويتسبيرغ ببرلين. وكانت مفاجأتها عظيمة حين شاهدت فتيات يركضن خلف الكرة بكل حرية. سارت أوضحت أن المرأة السعودية لا "تستطيع ولوج عالم الرياضة سواء كهاوية أو محترفة، لغياب أماكن أو قاعات تمارس فيها الرياضة. كما أن الأخيرة غير واردة أصلا في حياة العديد من السعوديين. ومع ذلك، يشهد المجتمع انفتاحا، ولو ببطء". وبفضل مساعدة عائلتها لها، أسست سارة ناديا أطلق عليه اسم التحدي، ويلعب لاعباته في الحدائق الخاصة أو الساحات الخلفية للمنازل بعيدا عن أنظار الرجال والعامة. وهناك قائمة طويلة من الأماني التي ترغب سارة في أن تتحول إلى حقيقة، كإدراج الرياضة في مدارس الفتيات، وإنشاء أكاديمية لكرة القدم، وطبعا إعداد منتخب سعودي للنساء. ويعاني العديد من النساء السعوديات من أمراض السكري ومن الاكتئاب، وكما هو معلوم الرياضة أفضل دواء لذلك. ولهذا يسعى مشروع "اكتشفي كرة القدم" على إنشاء مزيد من أندية كرة القدم النسائية في السعودية والتي بلغ عددها إلى غاية اللحظة ثمانية فقط.ولمدة أسبوع كامل شاركت السيدات العربيات في هذه الورشة التعليمية، وما يؤرقهن هو القضاء على التمييز بين الجنسيين، وتكريس دور المرأة في المجتمع. وقامت المجموعة بزيارة البرلمان الألماني (البوندستاغ) وحصة تدريبات فريق "برلين" الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، لتختم الجولة بمتابعة، من على الملعب، لمباراة جمعت بين هرتا برلين وفريق كولونيا ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية أيضا.وعن أسباب اختيار مشاركات الدورة الحالية من العالم العربي، أوضحت مارلين أسمان إحدى مؤسسات مشروع "اكتشفي كرة القدم"، أن ذلك راجع بالأساس إلى ما تشهده المنطقة من تحولات جذرية نتيجة لما عاشته من ثورات. ومن ثمة لا بد من "إعطاء الفرصة للمرأة العربية للمشاركة في الأحداث وتحمل المسؤولية".وكان نادي ألدرسيسبور Al Dersimspor البرليني أول من وضع اللبنة الأساسية لمشروع "اكتشفي كرة القدم". وهو نادي يتميز بتنوع ثقافي وعرقي في صفوف لاعباته، وقد خاض أول مباراة رسمية أمام فريق إيراني نسائي عام 2006 في العاصمة طهران. وعلى أدراج الملعب غنت ألف سيدة لحرية المرأة ورفضا لقمعها.لأن مباراة الإياب كانت ستقام في برلين، فإن الفريق الإيراني مُنع من السفر. ومنذ ذلك الحين ينظم النادي الألماني مباريات على أرضه، ويدعو أندية حول العالم لمنافسته، وذلك بدعم من الخارجية الألمانية. وسيقوم نحو سبعين من هذه الأندية من خمسين دولة بإرسال استمارات المشاركة في منافسات الصيف القادم، علما أن كرة القدم في العديد من تلك البلدان ما زالت استثناء ولا تشكل إطلاقا القاعدة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بداية الدوريات الأوروبية تنعش المقاهي المغربية رغم تراجع الإقبال
موسكو تتولى إدارة مسيرات شاهد بعيدا عن النفوذ الإيراني
القبض على بطلة العالم لاعتدائها على صديقها بمطار واشنطن
اشتباكات جماعية بين جماهير ثلاثة أندية في النمسا
أكثر المعتقلين في إنجلترا يشجعون مانشستر يونايتد

اخر الاخبار

انفجار ضخم في مصنع متفجرات بولاية تينيسي الأميركية يودي…
برنامج الأغذية العالمي يؤكد أن شاحنات المساعدات لم تدخل…
حزب التقدم والاشتراكية يثمّن مضامين الخطاب الملكي ويدعو إلى…
بلدية خان يونس كلمة كارثة لا تكفي لوصف ما…

فن وموسيقى

جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…

أخبار النجوم

غادة عادل تعود للسينما بروح متجددة وتجربة مختلفة
نجل حسن يوسف ينتقد تجاهل والده في مهرجان نقابة…
تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي تقديرا لمسيرتها…
أنجلينا جولي تعلن رغبتها في مغادرة أمريكا بسبب شعورها…

رياضة

زياش يتصدر قائمة صناع الأهداف في تصفيات المونديال رغم…
المنتخب المغربي يتابع الحالة الصحية لأوناحي والمزراوي قبل الاستحقاقات…
لامين يامال يهدد بالرحيل عن برشلونة بسبب انتقادات فليك
السيسي يهنئ المنتخب المصري بالتأهل لكأس العالم 2026

صحة وتغذية

جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…
دراسة تكشف وجها جديدا وخطيرا لسرطان الدماغ يهاجم العظام…
وزير الصحة المغربي ونظيره النيجري يتباحثان تعزيز التعاون في…

الأخبار الأكثر قراءة

نهضة بركان خارج دائرة الضوء لأكثر من شهر وسط…
عنف الجماهير يُنهي مباراة في أمريكا الجنوبية
وفاة والد محمد الشناوي في حادث بطريق الواحات والأهلي…
بداية الدوريات الأوروبية تنعش المقاهي المغربية رغم تراجع الإقبال
موسكو تتولى إدارة مسيرات شاهد بعيدا عن النفوذ الإيراني