الرئيسية » أخبار التعليم
مؤيدو داعش فى الرقة

دمشق - نور خوام

كشفت المعلمة "سماح اسماعيل" لجريدة الإندبندنت عن قصة طردها من الرقة، وتبدأ قصتها قبل تواجد داعش أثناء نمو سلطة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، حيث كان الناس الذين يعشون فى بلدة صغيرة تدعى " آل سبها" على ضفاف نهر الفرات فى عام 2013 يفكرون فى أن الحرب التى اجتاحت سورية ربما تنال منهم أيضا.


وعملت سماح (39 عاما) معلمة حكومية فى مدرسة أحمد العزاوي وكانت سعيدة بتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية فى عمر 17 و18 عاما، والتعليم كان مجانىا" فى سورية، وتتبع سماح الطائفة العلوية وهى الأقلية  التي ينتمى اليها الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن هذه الطائفة لا تسيطر على مهنة التدريس في سورية، وعاشت سماح خارج الرقة لمدة أربع سنوات ونصف لكنها بقيت فى المدينة فى مارس/ أذار 2013 حتى العاشرة ليلا، ولاحظت أن جميع المبانى الحكومية تبدو فارغة ولم يكن هناك شرطة في الشوارع ولا أضواء في مركز الشرطة.


وبعد ثلاثة أيام أثناء مغادرة سماح للمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي في المساء، أخبرها مدرس أخر يدعى أحمد أن 8 آلاف رجلا جاؤوا إلى الرقة من الشرق يرتدون زيا أسود مع أسلحة ومدافع فيما قال البعض أنهم استقلوا دبابات تركية، وتقول سماح " بكيت، لقد كانت لحظة مؤلمة للغاية، وحزمت حقائبى وكنت أعرف ما سيحدث، ثم جاؤوا إلى باب منزلى ليلا، وكان هناك خمسة شباب ورجل كبير وهو مالك المنزل الذى أعيش فيه، وطلبت منهم الدخول لشرب القهوة، كان الشباب يرتدون ملابس سوداء وكنت أعرفهم لقد كانوا طلابى".


وأردفت سماح " علمت ما سيحدث، وتعرفت على الأولاد إنهم أحمد وعلي كانوا طلابي ولم يقولوا شيئا غير مهذب لي لكنهم قالوا نحن لا نريد أن نؤذيك ولكن نريدك أن تخرجي من المدينة لأنه غير مرحب بك هنا، كانت وجوههم ليست لطيفة كما كانت عندما كانوا مجرد طلاب، كانوا يرجفون غضبا وخجلا لم ينظروا إلى عيني لكنهم نظروا إلى أسفل، كان لديهم بنادق وأسلحة وقالوا إن لم أغادر سوف يأخذون الأثاث ويحرقون المنزل".


وانتقلت سماح إلى منزل الجيران لمدة ثلاثة أيام، وأضافت  " لم أكن خائفة، كنت أفكر في أن ذلك سيحدث ولم أتم، واستمر طلابي لمدة نصف ساعة ورحلوا، لم يكونوا طلابا" جيدين، ولم أكن خائفة لأنني معملتهم ولأنني من هذا البلد ولذلك لم يستطيعوا إيذائي، لقد كانوا جميعا ينتمون إلى عائلات مزارعة، وكانت هناك إصلاحات حكومية وكانت أسرهم من المزارعين الجدد ولديهم أراض جديدة وأغنياء نسبيا، إنهم يزرعون الذرة والعنب والقطن".


واستقلت سماح حافلة بعد 11 يوما إلى تدمر التي وقعت تحت سيطرة داعش العام الماضي، ثم اتجهت إلى حمص ومنها إلى أسرتها في اللاذقية حيث تشعر بالأمان ولكن بالملل أيضا، وتابعت سماح "لقد نشأت هنا ولم يكن هناك أى شئ، أكره هذا المكان، لكنه أفضل من الرقة حاليا، وأصبحت أيام الجمعة عقاب بعد أن غادرت، وكان باستطاعتي التحدث إلى أصدقائي عبر الأنترنت وأول شئ حدث وأخبروني به كان مطالبة إحدى النساء بتغطية نفسها، ثم تم إغلاق جميع المدارس، وكان المسجد هو المكان الوحيد لتعليم الأطفال".


وأكملت سماح " ذهبنا الى النوم فى إحد الأيام واستيقظنا على حالة أخرى تماما، أصبحت جبهة النصرة ضد داعش تماما، وكان لدي شعور أن طلابى الذين طلبوا مني المغادرة قد ماتوا حاليا، ولا أعرف لمذا إنه مجرد إحساس بذلك، لم يحصلوا على درجات جيدة ولكن كان هناك علاقة جيدة بيني وبينهم".


وأوضحت سماح أن السبب الذي جعل الطلاب يخبرونها بأنها غير مرحب بها كونها تتبع الطائفة العلوية، وتعمل لدى الحكومة التي يجب تدميرها وفقا للفكرة السائدة عام 2013، وتعرضت الرقة للقصف بواسطة الأميركيين والروس والسوريين والأردنيين والسعوديين ومن كل شخص فى المنطقة، واعتقد سكان الرقة أن القصف كان فى مخيلة القوى المختلفة التى تزعم تدمير أكثر طائفة دينية مكروهة، ولكن يصبح السؤال هل استطاعت سماح العودة إلى التدريس في مدرسة أحمد العزاوي؟ هل يمكن توحيد سورية مجددا؟ ولذلك يجب التفكير في الحياة فيما بعد جبهة النصرة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.

وإذا كان مستقبل سورية كغيرها من البلاد يرتكز على التعليم بدلا من البنادق كيف نفسر تصرف الطلاب الذين هاجموا منزل سماح بالأسلحة؟ ألم يعد التعليم يجدي؟ ويتذكر الجميع في سورية اليوم الذي تعرضوا فيه للتطرف وهو6 مارس/ أذار 2013.


--

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة التربية الوطنية في المغرب تُحدث تغييرات على بنية…
ترامب يعلن خطة لاستقبال 600 ألف طالب صيني اضافي…
تخفيض ساعات عمل الأساتذة مطلب رئيسي للنقابات مع بداية…
انتقادات لمباراة ولوج مدارس المهندسين بسبب غياب الشفافية وسوء…
المغرب يدعو إفريقيا لجعل التعليم ركيزة للسلام والتنمية رغم…

اخر الاخبار

خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه
نتنياهو يتعهد باعاده جميع الاسرى المحتجزين في غزه
ترامب يعلن موافقه اسرائيل وحماس على المرحله الاولى من…
حماس تعلن موافقتها على مقترح ترامب في شرم الشيخ…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…
غادة عادل تكشف تفاصيل تجربتها السينمائية الجديدة وتؤكد أنه…
منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف…
ليلى علوي تتلقى دعم مهرجان الاسكندريه بعد انتشار مزاعم…

أخبار النجوم

حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين
احلام تشعل مواقع التواصل بمبادره فنيه جديده مستوحاه من…
آسر ياسين يكشف تفاصيل دوره في فيلم "وتر واحد"
محمد هنيدي يعلن عودة يوسف معاطي للدراما في مسلسل…

رياضة

صلاح يواجه موسما صعبا مع ليفربول والارقام لا ترحمه
بيريز يوضح الفرق بين انضمام رونالدو ومبابي لريال مدريد
اعتداء على نايف أكرد في مطار مرسيليا واللاعب يصفه…
ريال مدريد يفكر في اعادة الظهير المغربي اشرف حكيمي

صحة وتغذية

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
اكتشاف علمي يمهد لعلاج جذري لمرض السكري من النوع…
وزير الصحة المغربي يكشف عن إطلاق إصلاح هيكلي للقطاع…
خبراء يحذرون من تناول الحبوب من دون ماء

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يعلن خطة لاستقبال 600 ألف طالب صيني اضافي…
تخفيض ساعات عمل الأساتذة مطلب رئيسي للنقابات مع بداية…
انتقادات لمباراة ولوج مدارس المهندسين بسبب غياب الشفافية وسوء…
المغرب يدعو إفريقيا لجعل التعليم ركيزة للسلام والتنمية رغم…
اقتراح إلغاء الشهادة الإعدادية يشعل جدلًا واسعًا في ليبيا…