الرئيسية » أخبار التعليم
عمال مصانع الملابس في دكا في بنغلاديش

دكا - منى أسعد

قدّمت الجامعة الأسيوية للنساء مشروعا" جديدا" لتعليم العاملات في صناعة الملابس من بنغلاديش بالمجان، ويقبل المشروع الموهوبات من النساء، وأوضحت روبينا ياسمين أحدى العاملات أنها عندما كانت في عمر 13 عاما توفى والدها بنوبة قلبية وحاولت والدتها الحفاظ على ما تبقى لديها من أموال لإبقائها في المدرسة إلا أن الأعباء المادية تزايدت، وذكرت روبينا " اقترح عمي أن أترك المدرسة وأتزوج"، ونشأت روبينا في قرية توبشي في منطقة ديناجبور شمال بنغلاديش، وبيّن تقرير اليونيسيف الذي نشر العام الماضي أن 65% من الفتيات في بنغلاديش يتزوجن قبل سن 18 عاما و29% منهن يتزوجن قبل عمر 15 عاما، ويعد الزواج المبكر بالنسبة للعائلات الفقيرة وسيلة لتخفيف الضغط المالي حيث يقل عببء إطعام الفتاة على أسرتها وربما تنتفي حاجتها للتعليم أيضا.

ورفضت ياسمين الزواج وناضلت حتى تستطيع إكمال تعليمها، وبالفعل بقيت في المدرسة، وانتقلت  بعد التخرّج إلى دكا العاصمة للعمل كمفتش مراقبة جودة في واحد من مصانع الملابس العديدة في المدينة، ويقوم المصنع الذي عملت لديه ويدعى " مجموعة أنانتا" بتصنيع ملابس لماركات H&M و Gap و Next، وعملت ياسمين لوقت إضافي حتى وصل ربحها إلى ألف تاكا (91 جنيه أسترلينى) شهريا وكانت ترسل الأموال إلى شقيقها الأصغر مراد حتى يمكنه الذهاب إلى المدرسة.

ودُعيت ياسمين في إحدى المرات إلى مقابلة في المصنع وعلمت بمشروع هو الأول من نوعه، أطلقته الجامعة الآسيوية للنساء (AUW) لتقديم تعليم جامعي مجاني للنساء العاملات في مصانع الملابس في بنغلاديش، وقالت ياسمين " وقفت مسرعة وكنت أول واحدة تتقدم للمشروع"، وتأسست الجامعة الآسيوية للنساء عام 2008 في شيتاغونغ لتعليم الشابات الذكيات وخلق جيل جديد من القيادات النسائية، وتعد الجامعة الآسيوية للنساء جامعة إقليمية تجذب طلابا من 15 دولة في آسيا والشرق الأوسط.

ويتم تمويل الجامعة من قبل جهات مانحة مثل مؤسسة إيكيا  ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومؤسس الجامعة هو مواطن من بنغلاديس لديه جنسية أميركية يدعى كمل أحمد، وذكر أحمد " على خلاف معظم الجامعات الآسيوية التي تقبل فقط القادرين على دفع الرسوم فالمبدأ الأساسى لدينا في الجامعة هو توظيف الأشخاص الموهوبين بغض النظر عن خلفيتهم".

وتعد "سونيا أكتر" طالبة في السنة الرابعة في الجامعة الآسيوية للنساء، ونشأت أكتر في قرية موشوريا في منطقة تانجيل حيث لم تذهب أي فتاة للجامعة من قبل، واستفادت أكتر من مبادرة توظيف الطلاب الفقراء في الجامعة الآسيوية للنساء عن طريق غرامين بنك وهي مؤسسة تمويلية صغيرة في بنغلاديش حاصلة على جائزة نوبل، وأكملت أكتر التي وصفها المعلمون بأنها طالبة مشرقة التدريب في كمبوديا والهند، وعملت  في مشروع مع كيران بيدي أول ضابطة في الشرطة النسائية في الهند لتشجيع النساء على بدء أعمال تجارية، وفازت أكتر الصيف الماضى بمنحة دراسية للحضور في أكاديمية لوسيرن لحقوق الإنسان في سويسرا.

وأضافت أكتر " عندما غادرت القرية انتقد أعضاء المجتمع والدتي لأنها سمحت لي بالذهاب، ولكن موقفهم تغير عندما رأوا ما حققته، وحتى أزور موطنى على السير على الأقدام من محظة الحافلات في القرية ما يستغرق حوالي 30 دقيقة، والأن استغرق الأمر ساعتين بسبب مجئ العديد من الناس للحديث معي، وبالفعل بدأ الناس الذين كانوا يعتقدون أن تعليم الفتيات لا معنى له يرغبون في تعليم فتياتهم، إذا استطعت أن أنشر التعليم في قريتي فيمكننى نشره في كل أنحاء بنغلاديش".

وتقوم الجامعة الآسيوية للنساء بتغطية تكاليف الدراسة لكنها أرادت أن يستمر أصحاب المصانع في دفع الأجور للنساء أثناء دراستهن، حيث أن عائلاتهن تعتمد على هذا الدخل ولن يتركوهن في حالة عدم وجود دخل، وأعطيت إلى "موميتا باساك" أول خريجة للجامعة الآسيوية للنساء مهمة اقناع أصحاب المصانع للموافقة على هذه الشروط وإرسال الموظفين، وعادت باسات مؤخرا إلى بنغلاديش بعد أن استكملت درجة الماجستير في جامعة برادفورد البريطانية.

وأضافت باساك " لم أحصل على استجابة إيجابية في البداية"، إلا أن نقاشها الحماسي منح فرصة ذهبية لأصحاب المصانع لدعم القوى العاملة لديها وتحسين سمعتهم ومواجهة عاصفة الدعاية السلبية جراء انهيار رنا بلازا في 2013، فضلا عن تصور أن مصانع الملابس هي مصانع مستغلة للعمال، وبالفعل وقع خمسة ملاك على المشروع، وتابعت باساك " بعدا زرت المصانع وقدمت عروضا" للعمال، وكان التقديم متاح فقط للفتيات اللواتي أكملن مرحلة الثانوية العامة، وكانت عملية الاختيار تنافسية"، حيث تم اختبار المتقدمين في الرياضيات والبنغالية والإنجليزية وأجريت مقابلات مع الناجحين في هذه الامتحانات.واختير 22 من بين 653 متقدما ومُنحوا مكانا" في الدفعة الأولي هذا العام، وكانت ياسمين واحدة منهن، وبدأت  دورة تحضيرية لمدة عامين قبل الشروع في  مناهج الجامعة، مضيفة " لم أتخيل أن هذا سيحدث لشخص مثلي إنه مثل حلم تحقق".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماع اللجنة الوطنية لمواكبة إصلاح…
وزارة التربية الوطنية في المغرب تُواصل تسوية الوضعيات الإدارية…
وزارة التربية الوطنية المغربية تكشف تقدم حوارها مع النقابات…
وزارة التربية الوطنية المغربية تعقد لقاءاً مع النقابات التعليمية…
وزير التربية الوطنية المغربي يُطلق برنامجاً مكثفاً للدعم التربوي…

اخر الاخبار

بوريطة يُحذر من نشر خريطة المملكة المغربية مبتورة ويصفه…
الملك محمد السادس ينعى بوهاري ويشيد بمسيرته ومساهماته في…
وزير الخارجية المغربي يُطالب بتحويل الشراكة مع أوروبا إلى…
فوزي لقجع يؤكد إستعداد الحكومة المغربيةلإعادة النظر في معايير…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يقدّم حفلاً أسطورياً في المغرب بعد غياب…
سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…

أخبار النجوم

المنتج هشام جمال يكشف تفاصيل تعاونه الأول مع حسين…
شيرين عبد الوهاب تتجه للإستقرار في لبنان خلال الصيف…
نقاد السينما يحيون الذكرى 40 لـ سميحة أيوب ويمنحونها…
باسم ياخور يعتذر للسوريين "لم أكن جزءاً من النظام"

رياضة

موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…
مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

مأساة تهز المغرب وفاة طفل داخل حافلة مدرسية بعد…
واشنطن تبطل ترخيص جامعة هارفارد للطلاب الأجانب وسط تصاعد…
أخنوش يؤكد نجاح مشروع مدارس الريادة ويصفه بالثوري لصالح…
تلميذ تونسي يحرق مدرسته بعد تجاهل شكواه من الإدارة