الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
ندوة بشأن "مواجهة التطرّف الفكري"

القاهرة - المغرب اليوم

استضاف منتدى البيت العربي الثقافي الكاتب المصري إلهامي المليجي والكاتبة سارة السهيل، في ندوة تحت عنوان "دور الإعلام والثقافة في مواجهة التطرف الفكري"، والتي نسق لها وأدارها الكاتب والصحافي محمود الداوود.

تحدّث المليجي في ورقته عن دور الإعلام في مواجهة التطرف قائلا إن التطرف الفكري ظاهرة مقيتة ابتليت بها منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة، وأسهمت بدور كبير في حصد أرواح خيرة شبابنا فضلا عن إنهاك اقتصادنا، وهو ما أدى إلى استشراء الكثير من الأمراض الاجتماعية والنفسية في مجتمعاتنا.

ثم عرف المليجي الإعلام وقدم بعض الأمثلة من الإعلام المعاصر ودور وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام ونشر الأخبار، مشيرا إلى أنه لا مكان لإعلام حيادي في ظل الواقع الحديث الذي فيه الكثير من التشتيت والمال السياسي والأجندات الواضحة في مختلف وسائل الإعلام، وتم استبدال الحيادية بالمصداقية والسرعة في النقل والوصول إلى الحدث بشكل أعمق.

وأضاف أنه في ظل هذا الواقع ظهرت منابر إعلامية تدعم الإرهاب والتطرف بشكل مباشر من خلال:

- تزوير الحقائق في ظل سرعة وضغط الحياة وعدم وجود وقت للبحث عن مدى دقة المعلومة.

- تفسير الأحداث بالشكل الذي يدعم التطرف والإرهاب.

- انحراف البوصلة وغياب القضية التي تلتف حولها الأمة.

- التجهيل عبر الإلهاء والتسطيح والتشكيك المستمر.

وقال المليجي إنه أصبح بالإمكان تزوير كل شيء من خلال تقنية (Face ID) وهو تطبيق يمكنه أن يركب أي كلام مع أي شخص بالفيديو، إضافة إلى تقنية الفوتوشوب ما يعني أن ما نسبته 40 في المائة من المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر غير صحيحة.

وأكد المليجي أن الإرهاب والتطرف في الأساس هو فكر وبالتالي لا يمكن مواجهته إلا بالفكر، لأن الوسائل الأخرى من أمنية وعسكرية قد تخفف منه أو تحاصره لكنها لا تقضي عليه.

وأضاف المليجي أن الإعلام يتميز بأنه متاح للجميع على خلاف الكتب والصالونات الثقافية التي ينحصر روادها على النخبة.

ثم تحدث المليجي عن آليات الإعلام ومنها: الانتقال للإعلام الرقمي غير التعليمي، والتمويل، ومعرفة العدو، والعمل على الأرض خارج المكاتب، والإحلال والتجديد.

وختم المليجي محاضرته بقوله أن أي عمل إعلامي لا تسبقه فترة كافية من الدراسة والبحث وتسانده مراكز دراسات متخصصة لن يصل إلى الهدف المطلوب.

وتحدثت الكاتبة سارة السهيل فعرفت في البداية معنى التطرف في اللغة ومن حيث الفكر إذ انه يتحول من فكر إلى سلوك وتطبيق، واستعرضت ظاهرة العنف والتطرف عبر العصور والحضارات، واستدلت من  بعض ما يجري من أحداث في بعض دولنا العربية، وامتداد ظاهرة التطرف منذ الطفولة، ونظرية الفطرة على العنف وصيغة أن الإنسان أصل الشرور، مؤكدة انه لمواجهة هذا الفكر إعلاميا وثقافيا لا بد من عمل دراسات اجتماعية ونفسية وكذلك ضرورة تعديل مناهج التعليم وتغيير لغة الخطاب الديني المتشدد والعودة إلى أصول الدين الوسطي كما نزل، مع ضرورة الانفتاح على الأمم والثقافات وعدم الانغلاق.

وأكدت السهيل على ضرورة أن يكون للأهل دور مع أبنائهم لاحترام قوات الأمن، لان الأمن أساس حماية الأوطان، كما تحدثت عن دور المرأة في مواجهة الإرهاب وضربت أمثلة على ذلك.

وأشارت إلى بعض الوسائل التي يستخدمها الإرهابيون في جذب الشباب من خلال القوة الناعمة وتوظيف القدرات الثقافية والسياسية للتأثير في السلوك والوعي لدى الأشخاص لتغيير سلوكهم.

ودعت السهيل إلى ضرورة تدريس التربية الوطنية والتمسك بالوحدة الوطنية، وقالت: إن على المؤسسة التربوية والتعليمية أن تعالج أية اختلالات أسرية في عملية التربية الأولى عبر تطوير مناهج تغرس قيم الانتماء للقيم الاجتماعية الوطنية، بجانب تعزيز ثقافة الاختلاف والتعايش مع هذا الاختلاف واحترامه.

وقدمت السهيل بعض المقترحات لمكافحة التطرف الفكري بتظافر سلاحي الثقافة والإعلام مثل:

- دعوة المؤسسات الثقافية والمجتمع المدني للقيام بدور مهم في إحداث تغيير ثقافي في الأنماط التراثية الفكرية المنغلقة التي تمنع الشباب من الانفتاح.

- التوسع في إقامة اللقاءات الثقافية والفنية والرياضية  بين الشعوب العربية ونظرائهم في العالم، دون أن تقتصر اللقاءات على النخب.

- على الحقل الإعلامي بذل أقصى جهده لمحاربة خطاب الكراهية والعمل على تقديم خطاب الحب والتسامح وقبول الآخر.

- دعوة المفكرين والأدباء والفنانين في مختلف مجالات الفنون للمشاركة الفعالة في حرب مناهضة التطرف الفكري، عبر استضافتهم في لقاءات جماهيرية.

- دعوة المؤسسات الثقافية العربية لإنتاج أعمال درامية عربية مشتركة تعزز قيم الانتماء وتنفتح على الآخر.

وتطرقت الندوة إلى العديد من القضايا الإعلامية والثقافية من خلال النقاش الذي دار  بين الحضور والمحاضرين.

وبعد ختام الندوة قام رئيس منتدى البيت العربي الثقافي صالح الجعافرة بتكريم المحاضرين وتقديم درعين لهما باسم المنتدى.

 

قد يهمك ايضا
الكاتبة العراقية الأردنية سارة السهيل تدعو لمواجهة الارهاب
فوضي كوندليزا رايس طعم ابتلعته شعوبنا لتفتيت وحدتها

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انقسام جزائري حاد بعد سجن محمد الأمين بلغيث بسبب…
وزارة الأوقاف المغربية تُحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات…
محمد المهدي بنسعيد يترأس الوفد المغربي في الحوار الوزاري…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي…
وزير الثقافة المغربي يؤكد أن الاعتزاز بالتاريخ والقيم الأصيلة…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يهنئ رئيسة سويسرا بمناسبة العيد الوطني…
وزير العدل المغربي يؤكد أن مطالبة الموظفين برخصة مغادرة…
وفد من مجلس المستشارين المغربي يُشارك في المؤتمر العالمي…
الملك محمد السادس يُعبر عن تقديره للعلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…

أخبار النجوم

أمير كرارة يعبّر عن سعادته بالعمل مع النجمة هنا…
سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
عمرو يوسف يتحدث عن أعماله الفنية وكواليس حياته الخاصة
نسرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات

رياضة

محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…
القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…
ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…

صحة وتغذية

المشروبات الغازية الدايت قد تُزيد من خطر الإصابة بمرض…
أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…

الأخبار الأكثر قراءة

"نوبل الأميركية" تختار الفلسطيني إبراهيم نصرالله للقائمة القصيرة لجائزة…
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون يغادر متحف القاهرة إلى…
وزير الثقافة المغربي يؤكد استعداد الحكومة لطرح الصيغة الجديدة…