الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
اعتقاد علماء إخفاء المشترى أسرارَ خَلْقِ الكون منذ 4.5 مليار سنة

أبوظبي- آن الصافي

بثت وسائل الإعلام قبل أيام أخبار قلة دخول مسبار جونو الأميركي في مدار حول المشتري (موقع بي بي سي بتاريخ 5 تموز/ يوليو 2016)؛ أتى عبر الخبر ما يرجى من هذه الرحلة الفضائية (ويأمل العلماء باستخدام المسبار للتحسس من طبيعة أعماق كوكب المشترى. ويعتقد هؤلاء أن هيكل المشترى وتكوينه الكيمياوي يخفيان أدلة على أسرار تشكل الكون قبل نحو 4 مليارات ونصف المليار سنة).

ما الغاية من دراسة عن تشكل الكون قبل نحو 4 مليارات والنصف مليار سنة؟ ما الذي سيضاف لرصيد الإنسان في العصر الحالي من هذه المعرفة؟ مليارات الدولارات صرفت على هذه الرحلة والدراسات المتعلقة بها هل هناك جدوى اقتصادية من كل ذلك؟ّ هذه الورقة ليست بصدد الإجابة على هذه التساؤلات، بل فقط التوقف عند حدث علمي لإنجاز توصلت إليه البشرية وللمرة الأولى لنضع في ذهننا عملية قوى الإنسان العقلية ومهاراته في التفكير، وكذلك ما صنعه من ذكاء اصطناعي ليحقق إنجازات جديدة ما كانت لتتحقق لولا تضافر العلوم وعمل الإنسان والآلة الذكية.

بعض الأوراق تتحدث عن خطورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الإنسان وإلغاء دوره حتى نجد صناعة القرار للآلة وليس للإنسان. ليس هذا فحسب بل ذهبت بعض الآراء لخطورة أن تحطم الآلة الذكية الإنسان وحياته من خلال أسلحة وآليات تلغي وجوده في حقول مختلفة. ربما الإسان ذو القوة الخارقة كـ(سوبرمان) الذي أتتنا به هوليود لا وجود له إلا في قصص الخيال العلمي وفنتازيا الحكايات، وأول من حدثنا عنه العقل المفكر نيتشة. والآن نجدنا أمام تفكير الإنسان الإبداعي والعلمي لتحقيق هذه الأسطورة إن جاز التعبير. التقنيات الذكية والآليات المستحدثة في خدمة الإنسان وتحقيق أحلامه تنتج لنا كل يوم ما يدهش عقولنا وتؤثر في تفكيرنا ومسارات الحياة بشكل مباشر أو غير مباشر.

بنظرة سريعة لـ5 مليارات سنة سابقة وحتى اللحظة لعدد سكان الأرض من كل الكائائنات الحية  سنجد حسب السبل المتاحة، هناك كائنات انقرضت وأخرى تخلقت من التزاوج بين كائنات متشابهة أو أخرى أنجبت كائنات بصفات مختلطة في بعض الجينات الوراثية، وبعضها مع الوقت والاختلاط أنتجت كائنات جديدة تمامًا بصسمات جينية تخصها وحدها. هل زاد أم نقص التعداد السكاني البشري على الأرض؟ فلنفترض أن الاجابة الصحيحة هي ازدياد هذا التعداد وكذلك نظرًا إلى التغلب على إشكاليات البيئة والطقس وتوفر سبل التنقل حدث تنوع جيني ما كان متوفرًا في السابق؛ ما قد يزودنا به العلم ونتاج الدراسات الحديثة من عقارات وأجهزة تعطي للإنسان فرص حياة أطول وبصحة أفضل ما أمكن، ليس هذا فقط بل نجد منها ما يسهم في مضاعفة قوى الإنسان البدنية والعقلية. بكل تأكيد  يحدث هذا عبر استغلال مكونات طبيعية وأخرى مصنعة تحقق هذه الغايات.

هل يجوز أن يكون الإنسان حقلا للتجارب للوصول للنتائج المرغوبة؟ قبل الإجابة يتطلب توفر أمور عدة منها: وعي المصنع والباحث عن أهمية مشاريعه وتوفر خام التجريب والتحكم بصفاته، وكذلك يسر وصوله لعينات الاختبار (الإنسان) وإخضاعه للدراسة كما يشاء منذ البدء بتنفيذ مشاريعه وتسجيل القراءات المرادفة ومن ثم الآثار الناجمة ولأجيال لاحقة على الفرد والمجتمع. الإجابة تعتمد على صانع القرار في الحقول المعنية. هناك صناعات وسبل ممنهجة قامت لتحقيق هذا الهدف ورضحت لها مجتمعات ودول وأنظمة في بوعي أو دون وعي من قبل عينات الاختبار عما يُفعل بها ويدور في فلك حياتها.

ابتدعت آلية البطاقات الرقمية الذكية التي عن طريقها تتوفر جميع التفاصيل عن كل فرد على كوكب الأرض. هنا يدرج كل شيء يعكس هوية كل فرد: تاريخ الميلاد، والمسكن، والمهنة، والصحة والعادات الغذائية والأوضاع الإجتماعية والثقافية والهوايات ... إلخ، أي تتوفر تفاصيل تتعلق بمعلومات عن الماضي والحاضر، وما ينوى الفرد فعله في المستقبل أيضًا مع الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة. ظاهر الأمر مغرٍ جدا للأهداف من هذه البطاقات، تتعلق بالنواحي الأمنية وتوفير جودة الخدمات في كل الحقول وكذلك تقديم ما هو أفضل في كل وقت. بالطبع هذه الفوائد تغري الفرد والمجتمع وصناع القرار.

الاقتصاد يترتب عليه صناعة مزاجيات وعادات بعينها والترغيب بأساليب حياة مواكبة. لنرى الاقتصاد بهذه الحالة يشكل قوى داعمة يطمع بها كل من يعرف قيمة قراءاته وتوجهه ومكامن قوته؛ لذا وبكل بساطة نجد انعقاد اتفاقات وشراكات وتبادل مصالح على نطاق الأفراد والمؤسسات والدول. بالطبع يؤثر في هذه المنظومات سياسات وأسس تضعها السلطة بشكل ييسر التوجهات المرغوبة. مراكز الخبرات والدراسات والأبحاث تقدم التقارير المتخصصة، بعضها يوظف ويقدم بصياغات تعكس رأي أصحاب القرار بها واستراتيجيات توجه المتلقي حيث مشيئتهم.

هل نحن بصفتنا أفراد ومجتمعات نقع تحت هذه الهيمنة والرقابة والتوجيه؟ بصيغة أخرى لنضع السؤال بشكل أكثر بساطة: هل نحن بصفتنا أفراد ومجتمعات ودول في مضمار حقل التجارب والاستهداف لتوجه ما؟ لنرى حقل الرعاية الصحية والعقارات التي تُصنع لعلاج الأمراض التي تتعرض لها النباتات والحيوانات والإنسان، مما تُصنع؟ من يصنعها؟ أين وكيف يروج لها؟ ما هي الفئات المستهدفة؟ بالقدر ذاته لننظر لعالم صناعة الإعلام، والسلاح، و... كل الحقول الخدمية التي تصنع أو تؤثر في صناعة المال وعوالم السلطة. ربما نيتشة هذه اللحظة في عالم الصمت المطبق، ولكن هل ما زالت ثرثرته تستقرئ مسيرة الإنسان المعاصر؟
 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بنسعيد يؤكد عزم المغرب على الريادة في الصناعات الابداعية
إطلاق نسخة علمية محققة من كتاب "تاريخ الملوك وأخبارهم…
اكاديميون مغاربة يدعون الى تحصين الامن الثقافي في مواجهة…
السجل الثقافي في جنوب لبنان يحي أمسية قراءات من…
رحيل صوت الحرية في الأدب العربي المصري صنع الله…

اخر الاخبار

لافروف ينتقد غموض خطة ترمب بشأن الدولة الفلسطينية
إسرائيل تُفرج عن 83 أسيراً فلسطينياً ضمن المرحلة الأولى…
ترامب يؤكد أن جهود قطر ساهمت بشكل إيجابي في…
عراقجي يكشف سبب رفض إيران المشاركة في "قمة شرم…

فن وموسيقى

جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…

أخبار النجوم

إيناس الدغيدي تكشف كيف قادتها قراءة فنجان للزواج بعد…
غادة عادل تعود للسينما بروح متجددة وتجربة مختلفة
نجل حسن يوسف ينتقد تجاهل والده في مهرجان نقابة…
تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي تقديرا لمسيرتها…

رياضة

برشلونة يتمسك بموهبته الصاعدة بعد عرض تاريخي من الهلال…
مبابي يكشف اللعب بجوار ميسي ضربة حظ ويؤكد أنه…
جدول مباريات اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في مختلف…
ريال بيتيس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط نهائيًا من…

صحة وتغذية

لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…
دراسة تكشف وجها جديدا وخطيرا لسرطان الدماغ يهاجم العظام…

الأخبار الأكثر قراءة

السجل الثقافي في جنوب لبنان يحي أمسية قراءات من…
رحيل صوت الحرية في الأدب العربي المصري صنع الله…
الجسد الأنثوي وفتنة الخطاب الشعري العربي