الرئيسية » سياحة وسفر
الحي البرتغالي في مدينة "الجديدة" المغربية

الجديدة (المغرب) سعيد بونوار

 نادرا ما يوقف مغربي سيارته أمام باب الحي البرتغالي في مدينة "الجديدة" المغربية ( 180 كيلومتر جنوب الرباط) للتعرف على أثر تاريخي زاخر، فمشاهد الروائح النتنة والخوف من "المعربدين" و"السكارى" واللصوص التي ظلت لصيقة بالحي تدفع عدداً من هؤلاء إلى الاكتفاء بنظرات عابرة في اتجاه الاصطياف بمنتجع "سيدي بوزيد" و"الواليدية" دون مغامرة ولوج أبوابه الضخمة.
الصورة السلبية ذاتها ظلت ملتصقة بأذهان السياح الأجانب الذين كانوا يتحاشون ولوج أزقة الحي التاريخي المذكور خوفا على أمتعتهم وأرواحهم، اليوم تغيرت الأمور، إذ أضحى الحي البرتغالي قبلة قوافل حافلات السياح الأجانب القادمين من شتى بلدان العالم لاكتشاف خبايا "قلعة مازغان" بعد أن جرى تصنيفها تراثاً إنسانياً عالمياً، ويعتقد مجموعة من المؤرخين أن تحت أعمدة أسوار الحي وقف الفاتح عقبة بن نافع ليردد على مسامع البحر الأطلسي رغبته في نشر الإسلام إلى ما وراء هذا البحر العظيم، وتحت طبقات تراب المنطقة ذاتها عاش الفينيقيون قبل أكثر من 4 آلاف عام.
وفي أقل من أشهر اختفت معالم الفوضى عن الحي الغني بمبانيه التاريخية التي تؤرخ لفترة احتلال البرتغاليين لمناطق من شواطئ المغربي وكان أن جعلوا من منطقة "بريجة" (الجديدة حاليا) قاعدة لغزو العالم وأطلقوا عليها اسم "مازغان"، إذ شيدوا أسواراً عالية وبنوا خنادق على الواجهتين البرية والبحرية، وقاوموا لسنوات المجاهدين المغاربة الذين حاربوا المستعمر من عام 1562 حتى 1769، وهي السنة التي جرى فيها إجلاء البرتغاليين عن المدينة، إذ اضطر حاكمها آنذاك إلى الهروب للبرازيل وعمد إلى بناء مدينة مماثلة بالاسم ذاته سماها "مازغان الجديدة" تقبع عند مصب نهر الأمازون حسرة منه على ضياع "القلعة".
وظل الحي البرتغالي مهملا، يحكمه قطاع الطرق، وتتصدع مبانيه، وتغطي القمامة معظم شوارعة، وتفاقمت وضعيته عام 2004 بعد أن أطلق الباحثون صفارات الإنذار عن احتمال انهيار أسواره، كانت وقتها الحكومة عاجزة عن توفير تكاليف الترميم والإصلاح وحدث أن قدمت البرتغال مساعدات مالية مهمة لمساعدة المغرب على حماية الحي باعتباره يختزن ذاكرة البرتغال واليهود المغاربة والمسلمين الذين كانوا يعيشون في الحي المذكور في تعايش، وكان تصنيف الحي تراثا إنسانيا عالميا دافعا للحكومة المغربية بغية تأسيس مركز يُعنى بحماية الحي وتأمين ظروف زيارة مرافقه ومنها "المسقاة" أو (المطفية كما يسميها المغاربة) والتي تتميز ببراعة هندسية رائعة أسرت خيال المخرج "أورسن ويلز" في فيلمه "عطيل" الذي صوره في المدينة المذكورة عام 1949 ليفتح باب تصوير الأفلام السينمائية الأجنبية بالموقع ذاته.
وتفكر الحكومة بشكل جدي في جعل مضاعفة أعداد زائري الحي ومعه "المسقاة"، إذ تقرر الرفع من أعداد الفنادق ودعم المشاريع السياحية بالمنطقة لجعل المدينة التي كانت تعيش على الفلاحة والصيد التقليدي وجهة سياحية أساسية في المغرب، وانكب اهتمام الباحثين على اكتشاف ذخائر جديدة تحت أقبية الأسوار والإطلاع على جوانب من استراتيجيات المعارك والحروب قديما.
كما أحاطت بالحي البرتغالي عدد من المطاعم التي تقدم وجبات السمك الطري.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المتحف المصري الكبير يجمع التاريخ والحضارة في صرح يطل…
منع دخول مغاربة إلى تونس يثير موجة شكاوى واستياء
دار السلام مدينة الثقافة والتاريخ على الساحل الشرقي لأفريقيا
موسم الرياض الترفيهي 2025 يسجل حضور مليون زائر منذ…
دبي تتفوق على لاس فيغاس بعدد غرف الفنادق لتقترب…

اخر الاخبار

الصليب الأحمر الدولي يُعلن خفض ميزانيته لعام 2026 بنسبة…
كوستا وفون دير لاين يؤكدان من جوهانسبورغ عدم استلام…
ترامب يلتقي زهران ممداني في أول محادثات وجها لوجه
المجلس الرئاسي الليبي يعلن عن إطلاق تكتل رئاسي ثلاثي…

فن وموسيقى

تامر حسني يتلقى دعماً كبيراً من نجوم الوسط الفني…
غياب شيرين عبد الوهاب يثير القلق وسط أنباء عن…
عمر خيرت موسيقي استثنائي صنعت تجربته مساراً مختلفاً وحضوراً…
نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…

أخبار النجوم

زواج أحمد السقا يشعل منصات التواصل الاجتماعي
إيمان العاصي تعلن غيابها عن سباق دراما رمضان 2026
منة شلبي تتعاقد علي مسلسلها في رمضان مع إياد…
ياسمين رئيس تعود للدراما في رمضان 2026 بـ "اسأل…

رياضة

غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي
محمد صلاح يتصدر البوستر الرسمي لكأس العالم 2026
حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر
حكيمي وبونو يجسدان المجد المغربي في أفريقيا

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الوجبات السريعة قد تُسبب الاكتئاب
نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
تقدماً كبيراً لعلاج السكري من النوع الأول عبر زراعة…
تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…

الأخبار الأكثر قراءة

جنوب شرق آسيا تفتح ذراعيها للمسافرات بمفردهن و7 وجهات…
دليلك الشامل لعطلة خريفية لا تُنسى تجمع بين الاسترخاء…
جازان بوابة الجنوب النابضة بالحياه ونموذج السياحه المستدامه
10 وجهات سياحية أوروبية ساحرة لاكتشافها في فصل الخريف…
8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي