الرئيسية » سياحة وسفر
مدينة "غرينوود مسيسيبي"

واشنطن ـ رولا عيسى

قد لا تكون مدينة "غرينوود Greenwood" مسيسيبي، في الولايات المتحدة، من الناحية التقنية هي عاصمة القطن في العالم، ولكنها قد تكون عاصمة أضواء إشارات المرور التاريخية في العالم، هذا وفقًا لباريت ويليامز، مدافع أميركي عن التاريخ، يرغب في الحفاظ على واجهات الشوارع وإعادة تصميمها لتتناسب مع المباني التاريخية التي تميزها.

وذكرت صحيفة "يو أي أيه توداي" الأميركية، أنه بجانب رئيس البلدية، كارولين ماك أدامز، والرئيس الإداري السابق، توماس غريغوري، وممثل الولاية الجمهوري، ماي ويتينغتون، وغيرهم من اللاعبين الرئيسين، قاد ويليامز حملة موسعة على مدى عقدين للحفاظ على إشارات المرور القديمة المطلة على أربع طرق في غرينوود، واستبدال كل الإشارات الجديدة، التي دخلت المدينة على مر السنين، وقد نجح بالفعل في تحقيق ذلك.

وكان الهدف هو الحفاظ على آفاق وسط المدينة التاريخية وتعزيزها، حيث قال ويليامز، "تضم غرينوود 64 إشارة مرور من أربع اتجاهات، وهي تتحكم في حركة المرور من الأسلاك ذات الخطوط العريضة في نحو 30 تقاطعًا، أكثر من أي مدينة أخرى في الولايات المتحدة أو العالم".

وكانت إشارات المرور المعلقة التي تتدلى وتتأرجح عبر معظم تقاطعات وسط مدينة غرينوود كلها تصنعها شركات أميركية، ولم تستخدم أبدًا خارج الولايات المتحدة، ويعتقد آخرون أن غرينوود لديها أكبر مجموعة إشارات في الولايات المتحدة، وبالتالي في العالم.

وأوضح ويليامز،"لكن مدن مثل غرينوود التي تحاول الحفاظ على المباني التاريخية في قلب وسط المدينة تحتاج إلى التفكير مرتين قبل التخلص من ممتلكاتها القديمة، سواء كانت أضواء الشوارع أو إشارات المرور أو المقاعد أو صناديق القمامة"، مضيفًا، "من أجل تحقيق العدالة للمباني التاريخية الرائعة وسط غرينوود، لماذا لا نعيد إنشاء السياق التاريخي المتوافق الذي أحاط بهذه المباني؟، وهذا يجعل من عملية الحفاظ على المباني أفضل".

وبالنسبة للزوار الذين يستمتعون بوسط مدينة غرينوود التاريخية، كلما تم الحفاظ على مزيد من التفاصيل في الفترة الزمنية، ظهرت المدينة الأكثر أصالة، وهذا ما يجعل التجارة السياحية جيدة، كما يقول وليامز، وأنه لم يؤذ جذب فرق إنتاج الأفلام.

وقال ويليامز، "عندما قام صانعو الأفلام في هوليوود بتصوير فيلمMy Dog Skip) ) في كانتون، و(The Help) في غرينوود، كانوا متحمسين لاكتشاف إشارات المرور القديمة في المدينتين، وضمنوها في أفلام تلك الفترة".

وجاءت الفكرة لويليامز حين توقف في إحدى إشارات المدينة، في وقت متأخر عام 1997، حين تعطلت الحافلة وهو عائد من سانت لويس، وقال،" نظرت حولي واستطعت رؤية هذه الإشارات، شعرت وأنني قد سافرت عبر الزمن في هذه المدينة القديمة في دلتا المسيسيبي".

وكانت فكرته بمثابة الشرارة التي قادت إلى التخطيط والتصميم على المساعدة في الحفاظ على العناصر التاريخية، في البيئة الاصطناعية المحيطة بالمباني التاريخية المهمة.

وأشار ويليامز،"في الماضي خلال السفر، كانت إشارات المرور ذات الأربع اتجاهات في كل مكان في الجنوب، وهي علامة تجارية مميزة للمدن الجنوبية، كنت أراها كل صيف في الرحلات على الطرق".

ومع تقدمه في العمر، لاحظ أن هذه الإشارات في طريقها إلى الزوال، وهو أمر كان يقلقه، وكذلك آخرين كانوا يعملون في المدينة في أوائل التسعينات، وقال،"فكرت أن ما تحتاجه البلاد هو عملية تنظيم للإرشاد إلى المدن الأخرى، وكذلك لإعطاء النصيحة بشأن كيفية الحفاظ على تاريخ الشوارع، وحماية هذه المباني التاريخية".

وانطلاقا من رؤيته ومن خلال توقفه غير المقصود في غرينوود، اتصل ويليامز بعد بضعة أسابيع، بهاري سميث، عمدة المدينة آنذاك، مقترحًا فكرة الحفاظ التاريخية، التي تتضمن تلك الأضواء العتيقة، ورفض سميث الفكرة، قائلًا إنها غير عملية، وفقًا لويليامز، لكن ماي ويتنغتون، التي كانت تعمل في ذلك الوقت، كمدير رئيسي في غرينوود، كانت مفتونة بها.

وبعد أن أصبحت ويتنغتون مشرعة في الولاية، واصلت حث ويليامز على إبقاء الفكرة حية، على الرغم من عدم اهتمام سيتي هول، وتوفيت في عام 2006.

واقترح ويليامز إعادة تركيب الأغطية المعدنية، واستبدال المصابيح المتوجهة بمصابيح "ليد LED"، للوفاء بمدى السلامة الفيدرالية الجديدة، وأخيًرا، في عام 2009 مع انتخاب رئيس البلدية كارولين ماك أدامز، قال ويليامز، إن فكرته ضربت وتر حساسًا مع شخص يمكن أن يفعل شيئًا حيال ذلك، حيث قدمت الدعم والمساعدة لهذه الفكرة.

وكانت الخطوة الأولى هي استعادة الأضواء التي تم إنزالها في غرينوود، تم استبدال المصابيح المتوهجة بمصابيح ليد، وكذلك الأسلاك الجديدة، وتواصل ويليامز مع المستأجرين وغيرهم في مجتمع الحفاظ على التاريخ، وتمكنوا من جمع التبرعات، للحفاظ على إشارات المرور القديمة، ويوجد في المدينة الآن الأضواء التي صنعت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، تم تجديدها وتعليقها في تقاطعات وسط المدينة.

قد يهمك ايضا : مدينة بولدر تحتل قائمة أسعد المدن في الولايات المتحدة

"غرونينغن" الهولندية للاستمتاع بالهدوء وزيارة المباني التاريخية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شركات الطيران تواصل تجنب المجال الجوي لأجزاء كبيرة من…
المغرب يحقق قفزة سياحية بسبعة ملايين زائر ونمو استثنائي…
تايلاند مزيج آسر من التراث والحداثة يجذب الزوّار من…
العقبة وجهة مثالية لعشاق الغطس واستكشاف أعماق البحر الأحمر
المغرب يعزز مكانته كوجهة سياحية أولى في إفريقيا خلال…

اخر الاخبار

الإمارات تطلق مشروعًا لإنشاء خط مياه محلاة من مصر…
بريطانيا هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين
أكسيوس ترمب شجع نتنياهو على اتخاذ موقف أكثر صرامة…
لبنان ينفي تلقّيه مقترحات غربية بمناطق عازلة في الجنوب

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

نجوم الفن يدعمون وفاء عامر بعد اتهامها بتجارة الأعضاء
نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية
احتفال جينيفر لوبيز بعيد ميلادها الـ56 وتألق لافت بإطلالة…
فيروز تنعي ابنها زياد الرحباني بكلمات مؤثرة

رياضة

ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

تايلاند مزيج آسر من التراث والحداثة يجذب الزوّار من…
العقبة وجهة مثالية لعشاق الغطس واستكشاف أعماق البحر الأحمر