الرئيسية » جديد عالم الديكور
النباتات في ديكور

القاهرة - المغرب اليوم

ليس من الغريب أن تتجه الكثير من النساء اليوم إلى تزيين منازلهن بالنباتات، بحثاً عن لمسة طبيعية تعانق تفاصيل الحياة اليومية. فوجود النباتات في المساحات الداخلية لم يعد مجرد خيار جمالي، بل تحوّل إلى أسلوب حياة يعكس الارتباط العميق بالطبيعة ورغبة صادقة في خلق بيئة منزلية صحية وهادئة. النباتات ليست مجرد ديكور أخضر، بل لغة بصرية تنطق بالهدوء والنقاء، وأداة مرنة لاكتشاف الذات من خلال التصميم والتنسيق والتعبير عن الأسلوب الشخصي.

من ناحية علمية، نشرت وكالة "ناسا" عام 1989 دراسة شهيرة بعنوان "Clean Air Study" اختبرت فيها قدرة 15 نوعاً من نباتات الزينة على تنقية الهواء من بعض الملوثات العضوية الطيارة داخل بيئات مغلقة. وأظهرت النتائج أن بعض النباتات لديها قدرة محددة على امتصاص مركبات كيميائية ضارة مثل الفورمالديهايد والبنزين والزيلين، لكنّ الأبحاث اللاحقة أضافت منظوراً واقعياً أكثر، إذ أكدت أن فعالية هذه النباتات في المنازل العادية محدودة ما لم تكن بكميات كبيرة جداً، ربما تصل إلى مئات النباتات داخل الغرفة الواحدة لتؤثر فعلاً في جودة الهواء بشكل ملموس. ومع ذلك، فإن دمج بعض الأنواع المختارة في ديكور المنزل لا يزال خياراً فعالاً لتحسين الجو العام، سواء من خلال الإحساس بالراحة النفسية، أو الرطوبة الطبيعية التي تضيفها، أو حتى التأثيرات الإيجابية على المزاج والتركيز.

من بين أكثر النباتات شهرة وقدرة على التأقلم داخل البيوت، يظهر نبات العنكبوت كخيار مفضل، فهو لا يضفي لمسة من الحيوية بأوراقه المنحنية فقط، بل يزيل أيضاً مركبات كالفورمالديهايد والتولوين. كذلك، يتألق نبات الثعبان بقدرته على تحمل الإهمال النسبي، إذ لا يحتاج إلى عناية كبيرة، ومع ذلك يساهم في تنقية الهواء من البنزين وأكاسيد النيتروجين. أما زنبق السلام، فبالإضافة إلى جمال أزهاره البيضاء، يتميّز بفاعليته في امتصاص عدد من المواد الضارة، وإن كان يفضل البيئة الرطبة والإضاءة الخافتة. نبات الصبار، المعروف بخصائصه العلاجية، يتكامل في الدور التزييني والعلاجي، ويزدهر في أماكن تتعرض لضوء ساطع دون حاجة لري متكرر.

سرخس بوسطن هو الآخر يضفي خفة وأناقة، ويفضل الرطوبة العالية ليعيش في انسجام مع بيئة الحمام مثلاً، بينما يزيّن اللبلاب الإنجليزي الأرفف والنوافذ بجاذبيته المتسلقة، وفعاليته في تنقية الهواء. نبات المطاط، ذو الأوراق العريضة واللامعة، يكتفي بالقليل من الرعاية ليضفي حضوراً قوياً في أركان المنزل. أما البوثوس الذهبي، فهو المفضل لدى من يبحثون عن نبات مقاوم للظروف المتقلبة، إذ يتحمّل الإضاءة الخافتة والري غير المنتظم، ما يجعله خياراً عملياً بامتياز.

تستمر القائمة لتشمل نخيل الخيزران الذي يضيف طابعاً استوائياً ويعمل على ترطيب الأجواء، وكذلك الدراسينا بألوان أوراقها المميزة، التي تضفي لمسة درامية على الزوايا. نخيل أريكا، وزهرة الجربيرا الملونة، والفيلوديندرون ذو الأوراق القلبية، كلها تشكل تنويعات جمالية وصحية في الوقت ذاته. نبات فيكس بنيامينا المعروف بأغصانه الدقيقة، والأجلونيما الصينية دائمة الخضرة، يكملان المشهد الطبيعي الداخلي، خصوصاً لأولئك الذين يفضلون النباتات قليلة المتطلبات.

لكن، لا بد من مقارنة ذلك مع أجهزة تنقية الهواء التي، رغم افتقارها للجانب الجمالي، تتفوق من حيث الكفاءة المباشرة في إزالة الجسيمات الدقيقة والروائح والمواد العضوية المتطايرة. فالأجهزة التي تعمل بفلاتر HEPA يمكنها تنظيف الهواء بسرعة وفعالية، لكنها تحتاج إلى كهرباء وصيانة دورية، وقد تكون مزعجة من حيث الضوضاء. في المقابل، تُضيف النباتات عنصر الحياة والطاقة الهادئة، وتُسهم في خفض مستويات التوتر وتعزيز المشاعر الإيجابية، ما يجعل المزج بين النبات الطبيعي والجهاز الإلكتروني خياراً مثالياً لتحقيق بيئة متوازنة.

أما من حيث الديكور، فإن للنباتات حضوراً لا يمكن تجاهله. فهي قادرة على تحويل أبسط المساحات إلى زوايا مريحة وجذابة. يمكن تعليقها في أحواض أنيقة عند النوافذ، أو وضعها على رفوف المطبخ، أو حتى دمجها في زوايا الحمام وغرف النوم لإضفاء لمسة انتعاش. النباتات الطويلة مثل شجرة التين الكماني أو نخيل الصالون تضيف حضوراً مهيباً وتعمل كنقطة محورية في تصميم الغرفة، بينما تُستخدم الأنواع المتسلقة كبديل فنيّ عن اللوحات أو ورق الجدران. وللجدران المطلية بألوان داكنة مثل الأخضر الغابي أو الأزرق البحري، تأثيرٌ خاص في إبراز حيوية اللون الأخضر للنباتات، مما يخلق تبايناً بصرياً يعزز عمق التصميم وأناقة المساحة.

حتى الأحواض التي توضع فيها النباتات أصبحت جزءاً من الديكور، بتنوع خاماتها وتصاميمها، من المعدن المصقول إلى السيراميك الملون والخشب الطبيعي. أما الرفوف والطاولات الجانبية فتُشكّل دعوات مفتوحة لابتكار ترتيب بصري يعكس ذوقك الشخصي، ويحول المنزل إلى مساحة تنبض بالحياة.

وقد يهمك أيضًا:

أحواض النباتات لمسات ديكور تعكس روح الطبيعة داخل المنزل

 

نباتات داخلية رائجة في 2025 لإضافة لمسة مركزية لديكور المنزل

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

طرق تعقيم وتنظيف مفارش النوم والمخدات بطريقة منزلية تحافظ…
طرق ذكية لتوزيع الأثاث في المساحات المفتوحة تضمن الانسيابية…
لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
نصائح عملية لتصميم غرف الجلوس العائلية العصرية والمريحة
8 أسباب تجعل منزلك غير نظيف وطرق سهلة لتجنبها

اخر الاخبار

وفاة سفير جنوب أفريقيا في باريس بعد سقوطه من…
نتنياهو يعتذر رسميًا لقطر عن الهجوم على الدوحة ويتعهد…
انجراف سفينة شحن هولندية عقب استهدافها بهجوم في خليج…
السلطة الفلسطينية ترحب بجهود ترامب لوقف الحرب على غزة

فن وموسيقى

جنات تظهر مع ابنتيها للمرة الأولى وتشارك الجمهور تفاصيل…
حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…

أخبار النجوم

سيرين عبد النور تنتقد السوشيال ميديا وتقول عايشين مع…
نجاة أحمد السقا من حادث سير مروع أدى إلى…
إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات

رياضة

رونالدو يتجاوز المغربي حمد الله ويصبح الهداف التاريخي للنصر…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…

صحة وتغذية

إحتجاجات شبابية في المغرب ضد أولوية الملاعب على حساب…
علماء بريطانيون يعيدون شباب الخلايا الجلدية 30 عاما ويفتحون…
وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…

الأخبار الأكثر قراءة

كيف تحافظين على مفروشات منزلك وكأنها جديدة
أدوات تساعدك على تنظيم المطبخ بشكل احترافي
أفكار مميزة لغرف النوم الرئيسية تمزج بين الراحة والفخامة