دمشق - المغرب اليوم
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم برّاك، إن سوريا تقف اليوم عند منعطف حاسم، وإنه لا يمكن تجاوز ما عاشه السوريون من معاناة ودمار دون التزام شامل بالسلام والحوار. وأضاف أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا لم يكن سوى خطوة أولى تهدف إلى منح الشعب السوري فرصة جديدة، لكنه شدد على أن هذه الفرصة باتت مهددة نتيجة التصعيد العسكري من قبل الفصائل المتحاربة، وما وصفه بـ"الدوامة القبلية للانتقام" التي تقوّض السلطة وتمنع بروز أي مظهر من مظاهر النظام.
وأشار برّاك في منشور على منصة "إكس" إلى أن المجتمع الدولي أبدى دعماً واسعاً للحكومة السورية الناشئة بعد سنوات من الحرب، إلا أن العنف المتجدد يهدد بطي صفحة السلام. ودعا جميع الأطراف إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلقاء السلاح والانخراط في مسار سياسي جامع.
وفي سياق متصل، كشفت السفارة الأميركية في سوريا أن برّاك التقى مساء السبت بقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في لقاء بحث خطوات الاندماج في سوريا موحدة. وأكد المبعوث الأميركي خلال اللقاء أن الوقت قد حان للوحدة، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تؤيد قيام أي كيان منفصل في سوريا، سواء كان دولة علوية أو درزية أو كياناً خاصاً بقوات "قسد"، بل تدعم فقط سوريا موحدة بدستور جديد يضمن التمثيل العادل لكل المكونات عبر برلمان منتخب.
وقال برّاك إن رؤية الرئيس ترامب تقوم على إعطاء السوريين فرصة لإعادة بناء بلدهم، وإن رفع العقوبات الأميركية عن دمشق جاء لتشجيع هذا التوجه. كما أكد أن الطريق الوحيد المتاح أمام "قسد" هو التفاهم مع الحكومة المركزية في دمشق، في إطار حل وطني يرفض التقسيم ويضمن حقوق جميع المواطنين.
وكان برّاك قد صرّح الأسبوع الماضي بأن على قوات سوريا الديمقراطية إدراك أن الدعم الدولي لا يمكن أن يستمر في ظل مشاريع انفصال، وأن على جميع القوى السياسية العمل لإنهاء الانقسام عبر ترتيبات دستورية تدمج الهياكل المدنية والعسكرية في الدولة السورية.
وتأتي هذه التطورات بعد اتفاق أبرمه مظلوم عبدي مع المبعوث السوري أحمد الشرع في العاشر من مارس الماضي، ونصّ على وقف إطلاق النار، ودمج مؤسسات الإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة، وتسليم المعابر وحقول النفط والغاز، إلى جانب ضمان العودة الآمنة للمهجّرين السوريين وحمايتهم، ورفض خطاب الكراهية، وتشكيل لجان تنفيذية مشتركة لتطبيق الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.
وأكد المبعوث الأميركي في ختام تصريحاته أن العالم يراقب سوريا اليوم، وأنه لم يعد هناك وقت للمناورات، بل على جميع الأطراف أن تختار بين الانقسام والتفتت، أو السلام والدولة الواحدة.
قد يهمك أيضــــــــــا
وزير الإعلام السوري يؤكد أن إتفاق السويداء يمنح فرصة للحوار ويحذر من خطاب يدعو للتدخل الأجنبي