الرئيسية » الإعلام وروّاده
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن - المغرب اليوم

سلط مقال في صحيفة التايمز البريطانية الضوء على التقلبات في مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد مرور ستة أشهر على ولايته الثانية، بدءاً بقصف إيران وصولاً إلى تعهده بتزويد أوكرانيا بأسلحة للمرة الأولى منذ توليه منصبه.

وعنون الكاتب، جيرارد بيكر، مقاله بـ"براغماتية ترامب تضع شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً في حالة ذعر".

ويستهل الكاتب مقاله بطرح سؤال: "هل ترامب براغماتي؟"، وتحدّث عن عديد الصفات المستخدمة لوصف نهج ترامب في السلطة منها "المتهور، والمتقلب، وغير العقلاني" من بين الصفات "الأكثر تهذيباً".

وقال إن البراغماتية "تمثل انتصار الحقيقة العملية، وإنها تنبع من الاعتراف بأنك مهما رغبت أن يعكس العالم معتقداتك، وينحني لأفكارك ويستسلم لطموحاتك، فهناك، في النهاية، واقع لا مفر منه لا يمكن التلاعب به أو إنكاره".ودعا الكاتب، في منتصف العام الأول من ولاية ترامب الثانية، إلى النظر بجدية "لاحتمال أن يصبح أكثر رؤساء أمريكا تقلباً، ممارساً عنيداً لسياسة الأمر الواقع داخل البلاد وخارجها".

وتحدّث عن "شكوى متزايدة" بين أنصار ترامب، الذين "شاهدوا بقلق رئيسهم يتخلى عنهم في قضية تلو الأخرى"، مشيراً في هذا الصدد إلى "قصف إيران والتودد إلى الناتو والوقوف إلى جانب زيلينسكي ضد روسيا والموافقة على السماح لملايين المهاجرين غير الشرعيين بالبقاء في البلاد بعد كل شيء لأنهم يقومون بأعمال ضرورية" على حد تعبير الكاتب.

وأشار الكاتب إلى ما وصفه بـ"الخيانة الأخيرة" هذا الأسبوع، عندما أعلن كبير المسؤولين القانونيين لترامب أن "لا مؤامرة" تحيط بوفاة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية الراحل، مشيراً إلى أن هذه القضية تعد "مثالاً مبسطاً" لبراغماتية ترامب.

وقال الكاتب إن قرار قصف إيران "يتعارض مع النهج غير التدخلي" الذي يتبعه ترامب.

ولفت إلى أن تقارب ترامب مع حلف الناتو خلال قمة لاهاي الشهر الماضي، "يتعارض" مع إدانة أنصاره "للعجز الأوروبي وبمخاطر تورّط أمريكا في تحالف بعيد المدى"، لكن التقارب شكّل "اعترافاً عملياً" بأن ضغوط ترامب أثمرت عن "إنفاق دفاعي أكثر توازناً"، بحسب الكاتب.

وبالنسبة للحرب في أوكرانيا، فإن ترامب "ابتعد أكثر عن بوتين واتجه نحو زيلينسكي"، وفق الكاتب الذي أشار إلى طموح ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "بعيداً عن عاطفته الغريبة" تجاه الرئيس الروسي و"مشهد الإذلال" للرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي.

وقال الكاتب إنه "رغم محاولته إرغام أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار" في بادئ الأمر، إلا أنه يتجه حالياً للموافقة على "تزويد كييف بأول دفعة من الذخائر الجديدة منذ توليه المنصب".

في صحيفة التلغراف، رأى مقال أن إعلان باريس ولندن استعدادهما لتنسيق قدراتهما النووية الدفاعية بهدف تعزيز حماية أوروبا في مواجهة "التهديدات القصوى"، في خطوة وصفت بغير المسبوقة، لاقى "سخرية" من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وكتب دانيال ديبيتريس، في الصحيفة، أن تحالف ستارمر وماكرون الداعم لأوكرانيا يهدف إلى توجيه رسالة إلى واشنطن مفادها أن "أوروبا أو القوى الأوروبية الأكثر تأثيراً على الأقل تتحمّل مسؤولية محيطها الإقليمي".

وأشار إلى أن هذه القمة التي عقدت في لندن هي "محاولة لتكريس الدور القيادي"عبر سلسلة من المبادرات الدفاعية المشتركة، بدءاً من "البحث في الجيل القادم من صواريخ كروز المضادة للسفن، وصولاً إلى تنسيق قواتهما النووية للردع" والرد على "التهديدات النووية الروسية" الموجهة لأوروبا إذا لزم الأمر، على حد تعبير الكاتب.

واعتبر الكاتب إعلان الرد على التهديدات ضد أوروبا "أمراً مهماً من الناحية النظرية"، مشيراً إلى أن الهدف منه "دفع خصوم أوروبا، وعلى رأسهم بوتين، إلى إعادة التفكير في استخدام ترسانته النووية، التي تضم نحو 5500 رأس حربي ضد هدف أوروبي".

لكن ديبيتريس قال "إذا دققنا النظر" فإن الأمر "أقل أهمية مما يُروج له"، مشيراً إلى أن الواقع "يبدو مقلقاً" إذ "تتفوّق الصورة المُراد إيصالها عن الأوروبيين بأنهم يتحمّلون المسؤولية، على الواقع على الأرض" - حسب وصفه.

وأضاف أن التحالف المساند لأوكرانيا "يُروج له من قبل سياسيين ونخب أوروبية باعتباره مثالاً على شجاعة أوروبا في وقت الحرب".

غير أن الكاتب قال "ربما كانت المملكة المتحدة وفرنسا مستعدتين لنشر بعض القوات البرية وطائرات مقاتلة للحفاظ على السلام في أوكرانيا، لكن فقط إذا حصلتا على دعم - أي حماية - من العم سام" في إشارة إلى الولايات المتحدة. ورأى أن "ستارمر وماكرون تحدثا بلغة واثقة، لكنهما لم يكونا مستعدين للمضي أبعد من ذلك من دون أن تكون واشنطن إلى جانبهما".

بيد أن الكاتب قال إن إدارة ترامب "لم تكن تنوي أن تصبح بمثابة شركة تأمين لأوروبا في خطةٍ كان من شأنها، في حال تحقُّق أسوأ السيناريوهات، أن تُجبر الجيش الأمريكي على الدخول في صراع مباشر مع روسيا المسلّحة نووياً".

ونتيجة لذلك "بقي ترامب على الحياد" ولم يُبدِ التحالف الأوروبي "استعداداً لفعل أي شيء سوى إنشاء مقر رمزيّ في باريس للانخراط في المزيد من التخطيط"، على حد تعبير الكاتب الذي قال إن "التعاون النووي" بين المملكة المتحدة وفرنسا "يبدو بمثابة تكملة لهذا الفيلم".

ورغم أن بريطانيا وفرنسا تحدثتا عن "إمكانية تنسيق ترسانتيهما النوويتين في حالة وجود تهديد خطير لأمن أوروبا"، وفق الكاتب، لكن غالبية الدول الأوروبية تقع تحت المظلة النووية الأمريكية، لذلك فإن الإعلان الأخير "يشكّل عنصراً مكملاً للترتيب القائم أكثر منه نموذجاً جديداً" على ما ذكر ديبيتريس.

ورأى الكاتب أنه "من السهل على كلتا الدولتين أن تتعهدا بشيء كهذا عندما تدركان أن أي صراع مسلح كبير في أوروبا من المرجح أن يجرّ الولايات المتحدة إلى المشاركة فيه على أي حال".

وتساءل الكاتب عما إذا استخدمت روسيا سلاحاً نووياً في دول البلطيق وهو سيناريو مستبعد تماماً، بحسب الكاتب، "فهل يمكن لتلك الدول أن تثق بأن ستارمر وماكرون سيتخذان القرار الواعي لتبادل نووي؟".

وقال الكاتب إن "الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر تحولاً في حياتنا"، مشيراً إلى أن العالم يواجه "خياراً"، "هل سيحل محلنا أم سيضخمنا؟ وهل سيُكتب مستقبلنا من خلال خوارزميات مستقلة في الأثير، أم من قبل الإنسان؟".

وباعتبار الكاتب رئيساً تنفيذياً لشركة تكنولوجيا تساعد العملاء على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، قال إن "هذه الثورة يمكن أن تبشر بعصر من النمو والتأثير غير المسبوقين" - لكنه يعتقد في الوقت نفسه، أن الإنسان "يجب أن يظل في قلب القصة".

وذكّر، بالنسبة للذكاء الاصطناعي، بأن "لا طفولة له ولا قلب، وبأنه لا يحب ولا يشعر بالفقد، ولا يتألم"، لذلك، "فهو عاجز عن التعبير عن التعاطف الحقيقي أو فهم الروابط الإنسانية"، لكن "الإنسان يملك كل ذلك - وتلك هي قوتنا الخارقة".

وأشار إلى أنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي أنظمة تتعلم وتتخذ القرارات نيابة عن الإنسان، "تعزيز قدرات الإنسان، لا استبدالها"، موضحاً أن "السحر الحقيقي يكمن في الشراكة: أن يعمل الإنسان والذكاء الاصطناعي معاً، ويحققان ما لا يمكن لأي منهما تحقيقه بمفرده".

ورأى أن الوظائف "ستتغير" وأن بعضها سيختفي وسيظهر بدلاً منها وظائف جديدة مع بروز الذكاء الاصطناعي.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا قبل الإنسان فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ مكانه، "فسنبدأ باستبعاد أنفسنا من المستقبل"، لكن "إذا اخترنا توجيهه والشراكة معه، فسنتمكن من فتح آفاق جديدة من الإمكانات البشرية".

   قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترامب يضغط على نتانياهو لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار وحماس تطالب بضمانات دولية للانسحاب ووقف العدوان

 

تسجيلات صوتية مسربة تكشف تهديد الرئيس ترامب بقصف موسكو وبكين قبل الانتخابات الأميركية الأخيرة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مفاجاة من مؤسس تيليغرام لدي 100 طفل وساوزع ثروتي…
مسؤول سوري سابق يكشف مقتل الصحفي الأميركي أوستن تايس…
خدعة إعلامية محكمة إسرائيل أربكت طهران برسائل مضللة قبل…
مذيعة أميركية تدخل المخاض على الهواء وترفض مغادرة الاستوديو
استقالة رئيسة "سي بي إس نيوز" وسط تصاعد التوتر…

اخر الاخبار

سرايا القدس تعلن استهداف تجمعات وآليات لجيش الاحتلال شرق…
اجتماعات رفيعة المستوى للجنة التقنية ولجنة التسيير الخاصة بمشروع…
الحكومة المغربية تمنح فوزي لقجع رئاسة “مؤسسة مغرب 2030”…
السكوري يدعو إلى إصلاح مدونة الشغل بما يتلاءم مع…

فن وموسيقى

لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…

أخبار النجوم

نانسي عجرم تكشف موعد طرح ألبومها الجديد Nancy 11
تارا عماد تكشف كيف تأثرت بخبرة والدتها في مسلسلها…
محمد منير يتعاون لأول مرة مع تامر حسني في…
أحمد سعد يُشوق جمهوره لألبومه الجديد بتعليق طريف وتفاعل…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

مذيعة أميركية تدخل المخاض على الهواء وترفض مغادرة الاستوديو
استقالة رئيسة "سي بي إس نيوز" وسط تصاعد التوتر…