الرئيسية » تحقيقات
لاجئو جمهورية أفريقيا الوسطى

ياوندي ـ المغرب اليوم

يُعدُّ إشعال موقد صغير للحصول على نار للطبخ  كابوسًا، بالنسبة لقاطني مخيم "مبيلي" للاجئين في شرق الكاميرون، والذي يأوي 11 ألف شخص من جمهورية أفريقيا الوسطى. وحتى العام الماضي، كان على النساء المسؤولات عن هذه الأعمال اللواتي تحتجن إلى الوقود أن تسير خمس ساعات في اليوم لالتقاط ما يمكن أن تستخدمنه كحطب. فيما كانت قصص النساء اللواتي تعرضن للهجوم في هذه الرحلات، بداية من الضرب والاغتصاب شائعة.

ويقول حمادو ايشايدو، 23 عامًا، وهو لاجئ في المخيم: "كان هناك عنف، ولم أجربه، لكن ذلك حدث كثيرا. كنت خائفًا جدًا". وفي أبريل/نيسان الماضي، غيرت خطط جلب قوالب الوقود الصغيرة من نشارة الخشب والطين الأمور. فلم تعد هناك حاجة إلى السفر خارج المخيم بحثًا عن الخشب، وشعرت النساء أكثر أمانًا. فقد وفرت كتل الوقود الصديقة للبيئة أعمالا وساعدت على إقامة علاقات مع السكان المحليين الذين كانوا غير راضين عن اللاجئين الذين يقطعون الأشجار والمنافسة على الحطب.

لكن بوبا رابيتو، رئيسة اللجنة النسائية في مبيلي، ترغب في أن لم يبدأ هذا المشروع. وتقول: "إذا كان البرنامج سينتهي، كان من الأفضل لو لم يبدأ ذلك. فمنذ استحداثه، المرأة تغيرت حياتها وأصبح لديها بعض الأمن". وفي يونيو/ حزيران المقبل، سيتوقف البرنامج عن العمل. والسبب هو أنه تم تمويله لمدة 18 شهرًا فقط، وسيتم تناول الأشهر الأربعة الأخيرة من هذه الفترة بالتقييم والإبلاغ. وفي الشهر المقبل، سيتوقف 12 ألف فرنك يتلقاه اللاجئون في الأسبوع عن عملهم، ولن يكون هناك المزيد من الأموال اللازمة لنقل نشارة الخشب - المكون الرئيسي للقوالب - إلى المخيم. هذا هو واحد فقط من المشاريع قصيرة الأجل التي شهد رابياتو البالغ من العمر 43 عاما بدايتها، إلا أنها ستختفي بعد فترة وجيزة. وفي العام الماضي، تم إطلاق مخطط لحديقة السوق لتمكين المرأة من زراعة الأغذية لبيعها. وانتهت قبل زراعة محصول ثان.

وفي  مخيم "تيمانغولو"، على بعد ثلاث ساعات، يقول على ساليهو، رئيس لجنة اللاجئين الشباب، عن برنامج الخياطة، الذي يهدف إلى إعطاء الشباب المهارات والمعدات اللازمة لكسب لقمة العيش: "إن الخطة كانت ناجحة بالنسبة للأشخاص الأربعة الذين تمكنوا من الحصول عليها. ولكن لم يتم توسيعها أبدًا، وهناك ما يقرب من 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 20-35 في مخيم تيمانغولو، وكثير منهم عاطلون عن العمل. وعلى العكس من ذلك، تختفي هذه الأنشطة المدرة للدخل في اللحظة التي يحتاج فيها اللاجئون إليها. ويجف التمويل العالمي لمحنتهم، وفي يناير / كانون الثاني، وُصف الوضع الذي يواجه اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى في شرق الكاميرون بـ"الأزمة المنسية" من قبل عمليات الحماية المدنية والمساعدة الإنسانية الأوروبية.

وقال باسيم كوليموشي، رئيس مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في باتوري، إن المرحلة الأولى من الاستجابة للأزمة هي "توفير أقصى قدر ممكن من الأرواح". وعندما انتهت هذه الدورة في عام 2015، بدأ الاهتمام والتمويل ينهاران، وتراجع الوضع عن الأحداث التي وقعت في الشمال، حيث كان اللاجئون يتدفقون عبر الحدود من نيجيريا أثناء فرارهم من عنف بوكو حرام. وقال كوليموشي: "في العام الماضي، احتاج مكتب المفوضية في الكاميرون إلى 55 مليون دولار (43 مليون جنيه إسترليني)؛ تلقوا 21 مليون دولار منها. وبحلول أبريل /نيسان كانت قد تلقي تعهدات تعادل 5٪ فقط من 49 مليون دولار المطلوبة لدعم اللاجئين في البلاد هذا العام. وانخفضت أيضًا الأموال النقدية لبرنامج عمل برنامج الأغذية العالمي مع اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى في الكاميرون: ففي أكتوبر /تشرين الأول الماضي، تعين تخفيض الحصص الغذائية للاجئين إلى النصف.

وعلى الرغم من فقرهم، كما يقول كوليموشي، كان السكان المحليون "أول المستجيبين لأزمة جمهورية أفريقيا الوسطى". وقبل وصول الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين، كان القرويون الكاميرونيون يقدمون لهم الغذاء والمياه والمأوى. وهناك توترات، وخاصة مع اللاجئين الذين يرعون ماشيتهم في الأراضي الخصبة. فمع جفاف التمويل للاجئين، لم يعد ينظر الى ذلك كوسيلة لتحسين الظروف في قرية محلية، بل على أنها استنزاف له، قد تزداد من خلالها الأمور سوءا.

أما في الوقت الحالي، فإن العلاقات في معظمها ودية بين السكان المحليين والقرويين، الذين يهمهم القلق المشترك في ضمان عدم نسيان وكالات المعونة التي يعتمدون عليها بشدة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حياة الغزيين بعد السابع من أكتوبر من الاستقرار إلى…
أميركا تقف إلى جانب إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر…
خبراء القانون الدولي يحددون الشرط الوحيد لقيام الدولة الفلسطينية
مشاركة الأطفال في الاحتجاجات تفتح النقاش حول دور الأسرة…
قلق في إسرائيل بعد إلغاء عقود سلاح ومخاوف من…

اخر الاخبار

وزارة الداخلية المغربية تطلب فتح بحث قضائي حول مزاعم…
محمد عبد النباوي يستقبل رئيس هيئة النزاهة العراقية لبحث…
نتنياهو يحذر حماس من انفجار كامل إذا فشلت في…
ترامب يؤكد حماس تتجه نحو نزع السلاح

فن وموسيقى

جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…

أخبار النجوم

أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…
ميادة الحناوي تودع شقيقها برسالة مؤثرة من القلب
درة تشارك أحمد العوضي بطولة "علي كلاي" في رمضان…
يللي كريم تعود في رمضان 2026 بمسلسل دراما يجمعها…

رياضة

وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العقد…
برشلونة يتمسك بموهبته الصاعدة بعد عرض تاريخي من الهلال…
مبابي يكشف اللعب بجوار ميسي ضربة حظ ويؤكد أنه…

صحة وتغذية

فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…

الأخبار الأكثر قراءة

واشنطن تتهم قراصنة صينيين بتنفيذ هجوم سيبراني عالمي استمر…
محاولة اغتيال في تل أبيب بناءً على دوافع إجرامية…
ارتفاع كبير في عدد المفقودين عالمياً بسبب حروب غزة…
3 سيناريوهات محتملة لرد إيران على قرار إعادة العقوبات
121 طفلاً يموتون جوعاً في غزة وبرنامج الأغذية العالمي…