الرئيسية » قضايا ساخنة

القاهرة ـ وكالات

الاستقطاب المتزايد بين الرئيس مرسي والمعارضة يضع مصر أمام تجربة خطيرة ذات نتائج لا يمكن التنبؤ بعواقبها في ظل انشغال الطرفين بقضايا الدستور والهوية وإهمال إصلاح الاقتصاد والأمن والقوانين، كما يرى الباحث الألماني بيرتس.بعد عامين من سقوط نظام مبارك، وبعد تسعة أشهر من أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ مصر تشتعل معركة الصراع على السلطة بشكل جلي بين الرئيس مرسي وجماعته من الإخوان المسلمين من جانب وائتلاف المعارضة المفككة المناهضة للإسلاميين من جانب آخر.وفي الوقت نفسه عاد الشباب، الذي قاد الثورة ضد مبارك، إلى الشوارع من جديد. لقد تمكنوا من إسقاط النظام القديم، وأتاحوا بذلك فرصة إجراء انتخابات حرة، لكن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية لم تتحسن حتى الآن، وفاز غيرهم في الانتخابات.وبينما يحتمي الرئيس مرسي بالأسوار ويغدق على إخوانه من جماعة الإخوان المسلمين المزيد والمزيد من المناصب الهامة؛ فإن أهم ما تسعى إليه المعارضة التي يقودها سياسيون كمحمد البرادعي والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى هو إسقاط الرئيس المنتخب وحكومته. تراهن المعارضة على الدعم المعلن وغير المعلن من اتباع النظام السابق والجهاز القضائي، وترغب أيضا في مقاطعة الانتخابات البرلمانية لأسباب من بينها أنها لن تستطيع الفوز بها على أية حال، باعتراف بعض رموز المعارضة أنفسهم. وتراهن قطاعات من المعارضة على حدوث مزيد من التدهور الاقتصادي والقلاقل الجديدة وتدخل الجيش.هذا الاستقطاب تسبب بصفة خاصة في عدم اتخاذ قرارات سياسية مهمة، ومثال ذلك المفاوضات بشأن قرض صندوق النقد الدولي الذي تتجاوز قيمته 4.8 مليارات دولار أمريكى، والذي كان من الممكن أن يساعد مصر ولو بشكل مؤقت على الخروج من الوضع الاقتصادي المأساوي، وكانت اتفاقية القرض جاهزة للتوقيع عليها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 2012.إلا أن الحكومة، تأخرت في إتمام إجراءات القرض، لأنها تخشى من شعبيتها المتدهورة على كل حال. كما تم تأخير الكثير من الإجراءات التي يُنظر إليها عموما على أنها إجراءات ضرورية كإلغاء دعم الطاقة، الذي تصل نسبته إلى نحو 20 بالمئة من ميزانية الحكومة المصرية، ويصب بصفة خاصة في مصلحة الأثرياء.كما أن احتياطيات النقد الأجنبي آخذة في التضاؤل، والعجز في الميزانية يزداد، واتفاقيات التعاون مع الاتحاد الأوروبي تم تجميدها والمستثمرون محجمون عن الاستثمار في مصر.لا يتم توفير فرص عمل على أي حال. ولا غرابة في خروج الشباب في مظاهرات من جديد وحديثهم عن "الثورة المسروقة". وكمراقب، لا يمكن للمرء أن يقاوم الشعور بالشك بأن جميع الفاعلين السياسيين في مصر يفضلون التناحر بشأن "القضايا السياسية العليا" كالدستور أو قضايا الهوية عن الانشغال بالقضايا الأكثر تعقيدا مثل الإصلاحات الاقتصادية، والقوانين الاجتماعية الجديدة، أو شأن هام آخر وهو البدء في إصلاح قطاع الشرطة، بما له من تبعات على الاقتصاد والأمن العام.أوروبا لديها اهتمام حقيقي في دعم مصر من أجل وضعها على طريق التحول السياسي والاقتصادي. لذلك تعين على السياسيين الأوروبيين الإبقاء على قنوات الاتصال سواء مع الرئيس وحكومته أو مع المعارضة، وعلى توصيل رسائل واضحة للجانبين.وهي رسالة مفادها: يجب أن يفهم مرسي والإخوان المسلمون أن عليهم السعي من أجل توافق حقيقي إذا كانوا يريدون تنفيذ الإصلاحات الصعبة. ومن المهم أن نوضح لأصدقائنا في صفوف المعارضة المدنية أن جعل البلاد غير قابلة للحكم لا يسهم بالتأكيد في إرساء الديمقراطية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

خطة لحماس للتسلل إلى أخطر وحدات الاستخبارات الإسرائيلية عبر…
أول ظهور علني للمرشد الإيراني منذ الحرب مع إسرائيل
الغموض يكتنف موعد تسليم «الكردستاني» أسلحته
نتنياهو يتوعد حماس لا مكان لحماسستان والنهاية قد بدأت
ترمب يلوّح بعودة ماسك إلى جنوب أفريقيا

اخر الاخبار

محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…
ماكرون يستضيف رئيس مجلس النواب المغربي ورؤساء البرلمانات المشاركين…
المغرب يؤكد في الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية التزامه بالتعاون جنوب…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

أسماء أبو اليزيد تكشف كواليس أعمالها الجديدة وطموحاتها الفنية
هاني رمزي يكشف سبب غيابه لفترة طويلة عن المشاركات…
آمال ماهر تسّتعد لطرح ألبوم رومانسي حزين في صيف…
لطيفة تكشف تفاصيل ألبوم "قلبي ارتاح" بتقنية دولبي أتموس

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة