الرئيسية » قضايا ساخنة
المهاجرين السودانيين الفارين من ليبيا

أغاديز - المغرب اليوم

تُواجه مدينة أغاديز في النيجر موجة كبيرة من المهاجرين السودانيين الفارين من ليبيا، بينما تعتبر هذه المدينة، الواقعة على أبواب الصحراء، ممرا رئيسيا يسلكه المهاجرون الذين يفرون من دول غرب أفريقيا بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.

في مدينة أغاديز، سيارات رباعية الدفع ملآنة بالمهاجرين، تعود أدراجها نحو ليبيا تاركة وراءها أفواجا من البائسين يمشون على أرجلهم ويحملون على ظهورهم أمتعتهم وأفرشتهم القديمة.

الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط شهد زيادة مهمة في عدد اللاجئين السودانيين الفارين من الجحيم الليبي والذين وصلوا إلى مدينة أغاديز الواقعة على مداخل صحراء تينري في النيجر.

ويتمركز اللاجئون أمام مكاتب منظمات الإغاثة الموجودة في هذه المدينة إضافة إلى مبنى الإدارة الجهوية للأحوال المدنية للمطالبة باللجوء السياسي في هذا البلد.

عصمان مايدنبي (على اليمين) هو المدير الجهوي لمنظمة الهجرة واللاجئين يقف أمام ملحق مبنى هذه المنظمة ويقوم بتسهيل عملية دراسة ملفات طلب اللجوء السياسي صورة للصحافي مهدي شبيل، وتشير إحصاءات نشرتها هذه الإدارة إلى أن ما لا يقل عن 1200 مهاجر أجنبي قدموا ملفاتهم للحصول على اللجوء السياسي.

سودانيون يبحثون عن اللجوء السياسي في النيجر
وقال عصمان مايدمي لـ"فرانس 24": "الأفواج الأولى مِن المهاجرين وصلت في نهاية العام الماضي لكن نواجه الآن أفواجا جديدة من طالبي اللجوء السياسي الذين قدموا من ليبيا".

ورغم فقره فإن النيجر يستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين وقعوا ضحية النزاعات التي طالت البلدان المجاورة. فعلى سبيل المثال، تدهور الوضع الأمني في شمال مالي منذ 2012 جعل أكثر من 50 ألف لاجئ مالي يفرون إلى مناطق أكثر أمنا في جنوب غرب النيجر، بينما أدت هجمات "بوكو حرام" المتكررة في نيجيريا إلى فرار أكثر من 100 ألف لاجئ إلى منطقة "ديفا" الواقعة جنوب شرق النيجر.

ورغم فقره فإن النيجر يستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين وقعوا ضحية النزاعات التي طالت البلدان المجاورة. فعلى سبيل المثال، تدهور الوضع الأمني في شمال مالي منذ 2012 جعل أكثر من 50 ألف لاجئ مالي يفرون إلى مناطق أكثر آمنا في جنوب غرب النيجر، بينما أدت هجمات "بوكو حرام" المتكررة في نيجيريا إلى فرار أكثر من 100 ألف لاجئ إلى منطقة "ديفا" الواقعة جنوب شرق النيجر.

لم تشرع المديرية الجهوية للأحوال المدنية لغاية الآن في دراسة جميع ملفات اللاجئين السودانيين الذين طلبوا اللجوء السياسي في النيجر لأن هذا الملف سيكون محل نقاش بين النيجر وتشاد، والسبب هو أن غالبية السودانيين المنحدرين من دارفور عاشوا في البداية في مخيمات للاجئين بتشاد قبل أن يواصلوا طريقهم إلى ليبيا. ويبدو أن أمام سلطات النيجر خيارين: إما قبولهم على أراضيها أو إعادة إرسالهم من حيث جاؤوا، أي إلى تشاد.

لم تشرع المديرية الجهوية للأحوال المدنية لغاية الآن في دراسة جميع ملفات اللاجئين السودانيين الذين طلبوا اللجوء السياسي في النيجر لأن هذا الملف سيكون محل نقاش بين النيجر وتشاد. السبب هو أن غالبية السودانيين المنحدرين من دارفور عاشوا في البداية في مخيمات للاجئين بتشاد قبل أن يواصلوا طريقهم إلى ليبيا، ويبدو أن أمام سلطات النيجر خيارين: إما قبولهم على أراضيها أو إعادة إرسالهم من حيث جاءوا، أي إلى تشاد.

"غادرت ليبيا لأن الحياة فيها لا تطاق"

قال عصمان مايدمي: "لقد استقبلنا لاجئين من مالي ومن الكاميرون، بعضهم يتحدثون اللغة الإنكليزية، ومن نيجيريا وحتى من منطقة الكشمير الموالية لباكستان، لكن 80 في المائة من الموجودين هنا هم سودانيون".

ويروي صالح إسماعيل عبدالرحمان (22 عاما) أحد اللاجئين السودانيين، يعيش قرب هذا الحي، قصة فراره من ليبيا قائلا: "لقد غادرت ليبيا لأن الحياة فيها أصبحت صعبة ولا تطاق. كنا نتعرض يوميا إلى العنف والضرب المبرح دون سبب"، موضحا أنه وقع ضحية أعمال عنف في منطقتي الكفرة وجالو وهما واحتان موجودتان في جنوب شرق ليبيا.

كما تعرض أيضا إلى الضرب بعقب بندقية كلاشينكوف من قبل أفراد الشرطة الذين قاموا بإجلائه إلى المستشفى لأنهم كانوا مقتنعين بأنه مصاب بمرض الإيدز. وبعد أن استعاد عافيته، زج به بالسجن. وصل عبدالرحمان إلى ليبيا في 2016 للعمل كمزارع، لكن في النهاية قضى أغلب أوقاته في السجن.

اللاجئون يحلمون "بالجنة" الأوروبية

وإلى ذلك، أكد دافييز كامو، مسؤول المفوضية العليا للاجئين في أغاديز أن عشرات السودانيين الآخرين عانوا من نفس المعاملات في ليبيا وصلت إلى بيع بعضهم كعبيد.

وقال لـ"فرانس 24": "السودانيون كانوا من اللاجئين الأكثر استهدافا من قبل الجماعات المسلحة في ليبيا منذ 2014. لقد تم سجن العديد منهم وتعذيبهم كالحيوانات، أما النساء فهناك مخاوف من أن يكون كثير منهن وقعن ضحية الاستغلال الجنسي".

صالح إسماعيل عبدالرحمان يكشف عن نتيجة فحص وباء الإيدز الذي فرض عليه بعد أن تم الاعتداء عليه من طرف مسلحين ليبيين.
وأضاف: "الجزائر قامت بطردهم لكنهم لا يريدون العودة إلى تشاد من حيث مروا عندما هربوا من دارفور، لذا يرون في أغاديز المدينة الآمنة والقريبة، بالرغم من أنها لم تتهيأ لاستقبال هذا الكم الهائل من اللاجئين".

وفي انتظار إيجاد حلول طويلة الأمد، تقوم المفوضية العليا للاجئين بالتنسيق مع منظمات إنسانية دولية في عين المكان لتقديم الدعم الإنساني للاجئين الأكثر تضررا.

وإلى ذلك، أكد اللاجئون السودانيون الذين فروا من ليبيا تحول هذا البلد إلى جحيم أكبر من جحيم دارفور وأضافوا أنهم لن يعودوا إلى كلا البلدين مهما كانت الظروف، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هدفهم الأساسي هو الحفاظ على أمنهم وسلامتهم حتى إذا استوجب ذلك البقاء في مدينة أغاديز إلى أجل غير مسمى.

رادارات وهوائيات تابعة للجيش الأميركي

أما المهاجرون الذين يأتون من الدول الواقعة في منطقة غرب أفريقيا، فهم يسعون إلى مغادرة أغاديز في أقرب وقت ممكن والعودة إلى ليبيا، لعلهم يجدون الطريق للعبور من هناك إلى أوروبا.

لكن في الحقيقة، يعود هؤلاء المهاجرون مرة أخرى إلى مدينة أغاديز بعد أن عاشوا تجربة مرة في ليبيا. وفي حال أرادوا العودة نهائيا إلى بلدانهم الأصلية، فهم يملكون الحق أن يطلبوا المساعدة من قبل المنظمة الدولية للهجرة التي غالبا ما تقدمها لهم.

ومنذ قرار حكومة النيجر تشديد المراقبة على مهربي المهاجرين، يبدو أن "الغيتوهات" التي كانت سابقا مكتظة بالمهاجرين اختفت عن الأنظار، عدا ربما الصغيرة منها حيث المنازل القديمة والهشة التي تفتقد إلى المياه والكهرباء.​

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس وزراء اسكتلندا يطالب بريطانيا بوقف بيع الأسلحة إلى…
أزمة تشريعية في واشنطن بعد رفض تمويل مؤقت للحكومة
قيود جديدة على الإنترنت في أفغانستان بأمر من زعيم…
إيران تندد ببيان مجموعة السبع وتصفه باتهامات "لا أساس…
الأمم المتحدة تعلن وقف المساعدات للأفغان المرحّلين من دول…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يهنئ رئيس زامبيا بمناسبة العيد الوطني…
رئاسة النيابة العامة في المغرب تشدد على تعزيز آليات…
المغرب وبلجيكا يجددان تأكيد إرادة تعميق شراكة استراتيجية
الملك محمد السادس يهنئ إدريس لشكر بمناسبة إعادة انتخابه…

فن وموسيقى

وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…
منة شلبي تكشف كواليس تكريمها في مهرجان الجونة و…

أخبار النجوم

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
إياد نصار يكشف عن مسلسل رمضاني يتناول أحداث غزة
تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
حنان مطاوع تكشف تفاصيل مشاركة فيلمها هابي بيرث داي…

رياضة

الوداد الرياضي يتعاقد مع المغربي حكيم زياش في صفقة…
ميسي يجدد عقده مع إنتر ميامي ويؤكد استمراره في…
النجم المغربي عثمان معما يأسر أنظار ريال مدريد بعد…
ديمبيلي يقود سان جيرمان لاكتساح تاريخي على أرض ليفركوزن

صحة وتغذية

الصحة العالمية تواجه تخفيضات حادة في موازنة الطوارئ الإنسانية
دراسة جديدة تربط بين الشيب والوقاية من الأورام
6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر…
الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر وأهمية التعرف على العلامات الأولية

الأخبار الأكثر قراءة

إيران تندد ببيان مجموعة السبع وتصفه باتهامات "لا أساس…
الأمم المتحدة تعلن وقف المساعدات للأفغان المرحّلين من دول…
المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا وصلت إلى مستوى قياسي عام…
تنفيذ حكم الإعدام في امرأة سعودية قتلت زوجها بالأسيد
المغرب يوقف استخدام مادة لطلاء الأظافر والمستهلكون يطالبون بتطبيق…