الرئيسية » مقابلات
سوسن السائح

عمان - ايمان يوسف

أكّدت مديرة التدريب في شركة "يوتوبيا" للتدريب والاستشارات، سوسن السائح، على أهمية الاستقرار النفسي للمرأة الذي يتولّد عندما تكون في حالة ثبات واستقرار وتوازن في جميع نواحي الحياة العملية والشخصية، وهذا الثبات والتوازن يأتي عندما يأتي الاستقرار العاطفي، النمو العقلي والصحة الجسدية

وأوضحت سوسن السائح في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أن الاستقرار النفسي كمفهوم عام والإحساس به من وجهة نظر عامة الناس هو أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، بل أنه يختلف لدى الشخص نفسه مع اختلاف ظروفه ومراحل حياته من الطفولة وحتى الشيخوخة، مؤكّدة أن الراحة النفسية والانسجام  النفسي والسعادة تعتبر من الأمور النسبية، فهي تختلف بين الرجل والمرأة ، وبين المتعلّم والأميّ، وبين الغني والفقير، وحتى في مراحل الطفولة والشيخوخة للشخص نفسه، فقد يجد الإنسان السعادة في طفولته والراحة النفسية في اللعب واللهو وأكل الحلوى والحب والدفء الأسري، أمـا في مرحلة الشيخوخة فقد يجد راحته النفسية في التقرّب إلى الله والعبادة والذكر وفعل الخير.

وأشارت السائح إلى أنّ "الإستقرار النفسي  يعتمد على عوامل داخلية و أخرى خارجية ، ومن العوامل الخارجية، البيت والأسرة والترابط العائلي بين الأفراد ، أسلوب التعليم ومستوى الثقافة السائدة في المجتمع الذي تعيش فيه المرأة ، إضافة إلى جو العمل والزملاء عند المرأة العاملة، أما العوامل الداخلية فتندرج من تأثير أسلوب التربية وعوامل الوراثة لكل شخص، ووجود الدافعية الذاتية التي يسعى الإنسان من خلالها إلى تحقيق الذات، امتدادًا إلى المهارات الشخصية التي يتمتع بها الإنسان ويوظّفها في تيسير السعادة والإيجابية في الحياة".

واعتبرت السائح أن "لهذه العوامل دورًا متفاوتًا من امرأة  إلى أخرى في الوصول إلى الاستقرار النفسي والتوازن الداخلي، ويأتي هنا دور المرأة القادرة على فهم ذاتها في تحديد مدى تأثير هذه العوامل عليها ، ومدى قدرتها في تغيير التأثير الناتج عنها، لافتة إلى أن هناك نوعيات من النساء  تجد الراحة النفسية والمتعة واللذة في إشباع رغبات وغرائز الأكل والجنس والتمتع بجمع الأموال أو إنجاب الأبناء، وهناك نماذج أخرى  تجد الراحة والسعادة في النجاح العملي والعلمي والوصول للمناصب المرموقة ، تحقيق الذات في المجتمع ، تحقيق أهداف سامية ونبيلة للآخرين أو لخدمة المجتمع  والإنسانية، ومنهن من تجد الراحة والمتعة في عدم تحمل المسؤولية، اللهو، اللعب، الرحلات، السهر وما إلى ذلك من تلك الأمور، وقد نجد عكس ذلك عند الشخصيات الانطوائية حيث أن الابتعاد عن الناس هو ما يجدن فيه المتعة، الراحة والسعادة ويفضلن الدخول في عالم الخيال وأحلام اليقظة، وقد تجد الشخصيات الوسواسية راحتها وسعادتها في النظام ، النظافة ، الدقة والالتزام في أنماط مقننة ودقيقة تحكم شؤون حياتهم، وهناك نماذج أخرى كثيرة للشخصية كل يجد راحته بالطريقة التي تلائم وتناسب طبيعة ومتطلبات صفات هذه الشخصية لكي تعيش في راحة واستقرار مع النفس".

وأوضحت السائح أنّ "الأمور التي تساهم في  زيادة النمو و الإستقرار الذاتي والنفسي للمرأة  متعددة منها الامتنان و التقدير لكل ما لديها من نعم ,بالإضافة إلى مستوى الرضا الذي تعيشه، والسكون و السلام الداخلي الذي يرافق التوازن في الحياة، والتعاطف النفسي  والاكتفاء الذاتي والتركيبة البيولوجية والإدراك و الوعي بالذات، لافتة إلى أنّه يتوجب على المرأة أن تكون على درجة من الوعي والإدراك لذاتها ، بحيث تعرف ما الذي يؤدي فعلًا إلى شعورها بالاستقرار النفسي، وتسعى جادّة إلى تحقيقه، بحيث لا تكون حياتها فقط من أجل الآخرين، ولا من أجل إرضائهم".

وأكدت السائح أنّ المرأة هي أساس الأسرة، وبالتالي هي أساس المجتمع، و استقرارها هو استقرار إلى أسرتها ، وتغاضيها عن حاجاتها ورغباتها سيؤدي حتما على المدى القريب أو البعيد إلى شعورها بعدم الاستقرار وهذا سينعكس سلبًا عليها وعلى أفراد أسرتها لذلك فإن المرأة من أجل أن تشعر بالاستقرار، عليها أن تتعاطف مع ذاتها ، أي أن تكون مدركة  للألم الذي تشعر به و أن تكون واعية له بالدرجة التي تحتاجها للشفاء منه بأسرع وقت ممكن، فكثير من النساء تعلموا وتعوّدوا  أن يضعوا آلامهم و مشاعرهم على جانب ،  وأن يهتموا لأمور غيرهم أكثر من أنفسهم، والتعاطف الذاتي هو مهارة ، يمكن للمرأة أن تتعلمه بالممارسة، بحيث تبدأ بإعطاء نفسها الأولوية بدلا من أن يكون كل من حولها يشكلون الأولوية في حياتها وهذا بعيد كل البعد عن مفهوم الأنانية ، فعملية التعاطف مع الذات تكمن في إطلاق المشاعر الخاصة وتحديد سببها من أجل الاستمرارية في التعاطف مع الآخرين، كما أن عليها تلبية حاجاتها الشخصية أولا حتى تستمر بالعطاء للآخرين لذا على المرأة أن تبحث عن حقيقة المشاعر السلبية التي قد تنتابها، لا تتجاهلها بل تعرف سببها ، سواء كانت مشاعر غضب ، حزن ، ألم ، توتر ، فرح ، استياء أو أي مشاعر أخرى، كما أنّ عليها إعطاء الوقت الكافي للتعبير عما يجري في البيئة الداخلية لها ، من أجل رفع درجة الثقة بالنفس لديها .

وأفادت السائح أنّ "الدراسات تشير إلى أن هناك 3 طرق فعالة لزيادة درجة التعاطف مع النفس للمرأة، الاستدامة الذاتية، والتخلّص من إدانة الذات المرافقة للشخص وهي حسن التعامل و اللطافة مع الذات بمعنى معاملة الذات كما لو كنت تتعاملين مع صديق متألم والدليل الواقعي بمعنى أعطي نفسك نفس الشعور الذي تعكسينه للأخرين عند مشاركتهم الألم والتمتع بالصفات الإنسانية لدى الشخص ففي كل مرة تجلدين ذاتك أنت تزيدين من فرص العزلة و القساوة على نفسك ، وبالتالي ستشعرين كما لو كنت أنت الوحيدة التي ينتابها هذا الشعور، تذكري أن الكمال لله وحده، وأن لا أحد كامل في هذه الحياة ، وكوننا بشر يعني أننا نخطئ إضافة إلى الدليل الواقعي  بمعنى أن كل الناس معرضون أن ينتابهم هذا الشعور، كما قد يشتركون به ولابد أن نكون دائمي الحضور الذهني وهو الوعي و الإدراك بالألم الذي تشعر به بصورة واضحة وما الذي يحصل لك في اللحظة الآنية و بدون إصدار الأحكام أو إدانة الذات، والدليل الواقعي وهو أن تستشعر الألم ، تقبل و تعترف به ومن ثم تتعامل معه بطريفة لطيفة وعاطفية".

ولفتت السائح أن "هناك العديد من المعيقات التي تعترض المرأة عند ممارستها للتعاطف الذاتي ، وأهم هذه المعيقات هو إدانتها لذاتها ، فهي دائما تلقي اللوم على نفسها في أي فشل يلحق بها أو بأي أحد من أفراد أسرتها، أما المعيق الثاني فهو شعورها بعدم الاستحقاق ، أي أنها لا تستحق التعبير عن المشاعر الخاصة بها، وهذا ينبع من نظرة المجتمع إلى المرأة التي تعبّر عن احتياجاتها ومشاعرها بقوة وثبات واحترام، فالمجتمع للأسف يطلق عليها أحكاما وينتقدها إذا دافعت عن حقها أو طالبت فيه ، لذلك نرى أن معظم النساء يعانون من كبت أو إنكار لمشاعرهم وحاجاتهم، إن المرأة القوية هي التي تفرض احترام الآخرين لها بتعاطفها مع ذاتها ، وإحساسها بحقيقة مشاعرها ، قدرتها على التعبير عنها بثقة ولباقة واحترام ، لتتمكن من تغيير نفسها وتطوير ذاتها من الداخل أولاٌ لتحدث هذا التغيير الإيجابي بين أفراد أسرتها" . 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج
وزيرة الصحة الفلسطينية تؤكد أن الموت مصير المرضى بمشافي…
طبيب يحذر من أخطاء في التغذية تحفّز السرطان
باحث مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات
نصائح تجعل المشي في المولات رياضة مفيدة

اخر الاخبار

صحة غزة تعلن استلام رفات 45 فلسطينيا من إسرائيل
حماس تعلن تسليم جثتين من الرهائن الليلة
اتفاق مؤقت بين باكستان وأفغانستان لوقف إطلاق النار لمدة…
وزارة الداخلية المغربية تطلب فتح بحث قضائي حول مزاعم…

فن وموسيقى

الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…
جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025

أخبار النجوم

آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة وتعلن عن مفاجأة…
حنان مطاوع ضمن قائمة أفضل عشرة أ قدّمن أدواراً…
محاكمة فضل شاكر تدخل مرحلة الحسم بعد تسليم ملفه…
أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…

رياضة

صافرة المغرب تغيب عن قائمة حكام كأس العرب قطر…
رونالدو يُصبح الهدّاف التاريخي لتصفيات كأس العالم بعد هدفيه…
وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العقد…

صحة وتغذية

فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…

الأخبار الأكثر قراءة

أستاذ صدرية بجامعة القاهرة يكشف لـ" المغرب اليوم" أن…